هل يتعرض اليورو و الاسترليني للانخفاض خلال مارس؟!
اغلق كلا من اليورو EUR و الدولار الكندي و الاسترليني تداول شهر فبراير عند ادنى المستويات. كما شهد الفرنك السويسري و الدولار النيوزلندي خساشر كبيرة وكانا يتحركان فوق أدنى مستوياتهما خلال 30 يوم. وبينما يقع تداول زوج العملة الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY فوق هذا المستوى البارز بمقدار 100 بيب، فلا شك بأن شهر فبراير كان شهرًا عصيبًا بالنسبة لهذا الزوج. وقد امتد هذا الزوج في انخفاضاته يوم أمس، مما يؤكد على ان السوق قام بتفسير تعليقات جيروم باول محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي عن الاقتصاد و السياسة النقدية بأنها سلبية بالنسبة إلى معدلات الرغبة في المخاطرة بدرجة أكبر من سلبيتها بالنسبة للدولار الامريكي. وقد أغلق مؤشر داو جونز الصناعي على انخفاض قدره 380 نقطة بعد ان افتتح التداول عند المنطقة الايجابية. وقد أدت عمليات البيع المكثفة هذه إلى ملأ الفجوة السعرية التي ظهرت في هذا المؤشر مع بداية الأسهم، كما أنها جعلت الأسهم عُرضة لخطر المزيد من الانخفاضات. وقد أدت التقارير الاقتصادية الامريكية الأخيرة إلى ويادة معدلات القلق بأن معدل النمو قد يتباطأ بعد أن رفع البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة خلال 3 أسابيع. وقد انخفضت القراءة المعدلة لتقرير الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع إلى 2.5% ، وانخفض مؤشر مديري المشتريات (PMI) من شيكاغو إلى أدنى مستوياته خلال 6 أشهر بينما انخفض تقرير مبيعات المنازل المعلقة بأكبر معدل له منذ 2013. وبينما لا تعتبر أيضًا من هذه التقارير تقارير مؤثرة على قرارات البنك الاحتياطي الفيدرالي، إلا أنه عندما تأتي هذه التقارير في توقيت يزيد فيه قلق المستثمرين بشأن رفع أسعار الفائدة، فإن الاعلان عن هذه التقارير سيزيد بلا شك من الضغط على العملات والأسهم. وسوف يراقب التجار اليوم بيانات عن الدخل الشخصي و معدل الإنفاق الشخصي و معدلات الشكاوى من البطالة و مؤشر مؤسسة إدارة الدعم الامريكية (ISM) بقطاع الصناعات التحويلية، ليروا إذا ما سيتأكد هذا الضعف. ومع اغلاق الاسهم الامريكية يوم أمس عند ادنى المستويات، فإن زوج العملة الدولار الأمريكي/ ين ياباني USDJPY سيكون معرضًا للمزيد من الضعف.
قد يتعرض اليورو و الاسترليني إلى المزيد من الضعف مع بداية شهر مارس. فبالنسبة إلى اليورو، يوجد مستوى دعم فني بالقرب من 1.2265 (أدنى مستوى سجله خلال 2018) ، ولكن من الناحية الفنية، سوف تشجع نتائج الانتخابات الايطالية وتصويت الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني علىا لمزيد من التسييل قبل الاجازة الاسبوعية. وقد تضاربت البيانات الاقتصادية، حيث تراجعت معدلات الشكاوى من البطالة في ألمانيا، وتراجع معدل نمو أسعار المستهلك في منطقة اليورو قليلاً خلال شهر فبراير. واليوم سيتم الاعلان من سويسرا عن الناتج المحلي الإجمالي و مبيعات التجزئة و مؤشر مديري المشتريات (PMI) بالقطاع الصناعي. وفي حالة ضعف مبيعات التجزئة و النشاط التجاري في الربع الرابع فسوف يكون هذا إشارة إلى ضعف معدل النمو الاقتصادي. .
كان الاسترليني هو العملة الأسوأ أداءً يوم أمس، حيث تراجع بنسبة 1% تقريبًا مقابل الدولار الأمريكي. وقد اتخذت المفاوضات حول خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) أسوأ منعطف لها حتى الآن، وقد تصبح أزمة سياسية بالنسبة إلى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي. وكان الإتحاد الأوروبي قد أعلن عن مستودة لإتفاقية خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit)، وقاموا في هذه المسودة باقتراح “منطقة مشتركة” لإيرلندة بعد خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit). وقد ردت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي على ذلك بأنه لا يمكن لأي رئيس وزراء بريطاني أن يوافق على اتفاق جمركى منفصل لايرلندا الشمالية. وقد كانت هذه منطقة خلافات خطيرة منذ فترة طويلة، وعلى الرغم من التقارير التي أفادت بإحراز تقدم بهذا الشأن في نهاية العام الماضي، إلا أن عادت لتهدد الاتفاق المحتمل. كما أن مشروع اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يعيد القضايا المحيطة بمحكمة العدل الأوروبية. ولا تريد المملكة المتحدة أن تكون ملتزمة بقرار محكمة العدل الأوروبية لكن يريد الاتحاد الأوروبي تسوية الخلافات حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من قبل لجنة مشتركة. وباختصار، لم يخفف الاتحاد الأوروبي من مطالبه الأولية، وعوضا عن ذلك عرقل عنادهم المفاوضات حول خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit). ولسوء الحظ فإن خطاب ماي رئيسة الوزراء البريطانية يوم الجمعة لم يعزز من الثقة في قدرتها على التوصل إلى اتفاق. وسوف تستمر المفاوضات مع الإتحاد الأوروبي للتوصل إلى اتفاق وسيبقى التركيز الأساسي يوم الجمعة على مدى قابليتها للتعبير عن شروطها. ومع اغلاق الاسهم يوم أمس عند ادنى المستويات، نتوقع المزيد من الانخفاضات في الاسترليني اليوم.