هل يسجل اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD مستوى 1.20 هذا الاسبوع؟!!
هل يسجل اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD مستوى 1.20 هذا الاسبوع؟!!
لم يكن هناك ما هو جيد بالنسبة لمشتري الدولار الأمريكي خلال الاسبوع الماضي، حيث كان أسبوعًا قصيرًا بالنسبة للعملة الأمريكية. وتعرض الدولار الامريكي لعمليات بيع مكثفة مقابل جميع العملات الأساسية، مسجلاً أدنى مستوى له خلال شهرين مقابل الين الياباني و أدنى مستوى له خلال شهر واحد مقابل اليورو EUR و الفرنك السويسري و الاسترليني. وكانت جميع العوامل التي أدت قبل ذلك إلى ارتفاع العملةا لأمريكية بشكل حاد هي نفسها تلك العوامل التي تقوده للانخفاض الان. وتعرض الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY لأكثر الانخفاضات حدة ويليه الدولار الامريكي/ الفرنك السويسري USD/CHF بينما حدّ من الاضعف السابق تلك الارتفاعات التي تعرض لها الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD و اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD و الدولار الاسترالي/ الدولار الأمريكي AUD/USD. وعن هذا الأسبوع الذي سيكون كاملاً، يتساءل المستشمرون عن إذا ما سيكون أسبوعًا عصيبًا آخر بالنسبة للعملة الأمريكية. والحقيقة ان الإجابة على هذه السؤال تعتمد على الإصلاح الضريبي. فسوف يعود مجلس الشيوخ من فترة الأستراحة الخاصة له وإن لم يكن هناك تقدم حقيقي فقد يواجه الدولار الامريكي المزيد من الخسائر.
ومن ناحية العوامل الاساسية، لم يحدث شيء دراماتيكي خلال الاسبوع الماضي. وكانت نتائج التقارير الاقتصادية الامريكية القليلة للغاية التي صدرت الاسبوعا لماضي متضاربة، حيث ارتفع المؤشر القياسي و مبيعات المنازل الموجودة وانخفضت طلبات السلع المعمرة؟ وانخفضت معدلات الشكاوى من البطالة الأسبوعية بينما ارتفع مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي من جامعة ميتشجان. وكان السبب المُقنع الوحيد لانخفاض الدولار الامريكي هو تصريحات البنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن التضخم. فقد كشف محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) أنه بينما توقع العديد من مشرعي السياسة النقدية رفع قريب الأجل في سعر الفائدة إلا أن القليل منهم قد عارضوا هذا بسبب ضعف التضخم . ولم يكن هناك استقرار في العقود المستقبلية الخاصة بتوقع إجراءات البنك الاحتياطي الفيدرالي مما يخبرنا أن المستثمرين يرون ان كل هذه العوامل تؤثر على احتمالات رفع سعر الفائدةفي العام القادم وليس على المرة المتوقع رفعها هذا العام في شهر ديسمبر. يضع السوق احتمالية نسبتها 97% لصالح رفع سعر الفائدة خلال ثلاث أسابيع ولكن انخفضت فرص رفع سعر الفائدة في الربع الاول من العام القادم إلى 52.7 من 61% التي كانت عليها يوم الاثنين من الاسبوع الماضي. ويعتبر انخفاض عوائد السندات مشكلة كبيرة بالنسبة للدولار الامريكي ، ويمكن تصحيح هذا الانخفاض عن طريق قوة البيانات الاقتصادية، وتصريحات اعضاء البنك الفيدرالي لصالح تضييق السياسة النقدية، والتقدم الكبير في الإصلاح الضريبي.
ولسوء الحظ من الصعب أن نرى كل ذلك يحدث خلال هذا الاسبوع، حيث لا يوجد الكثير من البيانات الاقتصادية المحركة للسوق من الولايات المتحدة الأمريكية، وسيكون السوق في انتظار لبيانات مبيعات المنازل الجديدة و الميزان التجاري و تقرير ثقة المستهلك، والقراءات المعدلة لمعدل الناتج المحلي الإجمالي، و معدل الإنفاق الشخصي، و معدل الدخل الشخصي وتقارير قطاع الصناعات التحويلية. وبينما تعتبر هذه البيانات كثيرة ، إلا أنها غير مؤثرة على قرارات البنك الاحتياطي الفيدرالي. وبدلا من هذا سيكون علينا انتظار تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي القادم. وما قد يكون مثيرًا أكثر للاهتمام هو خطابات يلين وباويل. فسوف يكون هناك خطاب لـ “يلين” محافظ البنك الفيدرالي أمام اللجنة الاقتصادية المشتركة، بينما سيكون هناك خطاب لـ “باول” أمام اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ. وفيما يتعلق بالإصلاح الضريبي، سيعود الكونجرس الى العمل، ولكن مع الانقسامات العميقة داخل مجلس الشيوخ حول القضايا الرئيسية، فستتم الدعوة الى التصويت قريبا جدا. ومن غير الواضح إذا ما كان مجلس الشيوخ مستعدًا للتصويت على الاصلاح الضريبي الأسبوع القادم أم سيقوم بتأجيله أكثر. وبينما يبدو أن الإصلاح الضريبي أمر حتمي، لن تكون الشكوك على المدى القريب جيدة للعملة الأمريكية. وعلى الأساس الفني، كانت هناك عمليات بيع مكثفة على الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY والذي أدت إلى انخفاض هذا الزوج إلى ما دون ادنى مستوى له خلال أكتوبر. وهناك مستوى دعم علىا لمدى القصير عند 111 ولكن يقع الدعم الحقيقي بالقرب من 110.
في بداية الاسيوع، تعرض اليورو لضغط كبير من المشاكل السياسية الألمانية، ولكن تلاشت هذه هذه الضغوط في النهاية وارتفع اليورو إلى أقوى مستوى له منذ 25 سبتمبر. ولم تتلاشى المشاكل السياسية في ألمانيا ولكن يبدو ان المستثمرين أصبحوا يعتقدون أنه حتى وإن تم عقد انتخابات جديدة، فسوف تبقى انجيلا ميركل هي المستشار الألماني. وترى ميركل كما يرى المجتمع الاستثماري أن الانتخابات الجديدة هي الطريقة الافضل لتجاوز المشكلة الحالية، وبينما ستبقى المخاوف من العوامل السياسية الألمانية تهديدًا يواجه العملة، إلا أنه لا يزال أمامنا أشهر قبل عقد انتخابات جديدة وبالتالي أصبحت بيانات منطقة اليورو و ضعف الدولار الأمريكي USD هي المحركات الأساسية للتدفقات المالية على زوج العملة اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD. وادت قوة مؤشرات مديري المشتريات من منطقة اليورو وارتفاع تقرير IFO الألماني إلى دفع اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD فوق مستوى 1.19 ويتطلع الجميع الآن إلى مستوى 1.20. وتُظهِر هذه الأرقام أن رجال الاعمال الألمان أكثر تفاؤلاً بسبب تسارع معدل نمو نشاط قطاع الصناعات التحويلية. وعن إذا ما سيخترق اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD مستوى 1.20 فإن هذا يعتمد على استمرار قوة البيانات الاقتصادية من منطقة اليورو و ضعف الدولار الأمريكي USD. ونتوقع أن تلقي البيانات القادمة عن الثقة في منطقة اليورو و التضخم و سوق العمل الألماني الضوء على قوة أكبر اقتصاد في المنطقة ولكن من غير المتوقع ان تغير هذه البيانات من موقف السياسة النقدية لدى البنك المركزي الأوروبي. ومنذ اجتماع السياسة النقدية القادم، يستغل اعضاء البنك المركزي الأوروبي (ECB) كل فرصة لتذكير المستثمرين بأنه ليس هناك خطط لدى البنك لتغيير نظرتهم المستقبلية تجاه السياسة النقدية حتى وقت متأخر من العام القادم. وقد تؤدي هذه النظرة المستقبلية إلى تراجع أداء اليورو ولكن لا بد من تغير الالآراء الايجابية تجاه اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD أولا.