تحول صعودي في الدولار الامريكي بعد حديث يلين
تحول صعودي في الدولار الامريكي بعد حديث يلين
رفع البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم أمس، وتفاجأ السوق تمامًا بما جاء في حديث محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي جانيت يلين من تفاؤل بالإضافة إلى ميلها الى تضييق السياسة النقدية. وتراجع المتداولون بشكل كبير عن صفقات بيعهم للدولار التي دخلوها بعد ضعف الإنفاق الاستهلاكي و التضخم يوم أمس قبل البيان الفيدرالي. وكان الاقتصاديون يتوقعون أن يتحول نمو مبيعات التجزئة إلى الركود ولكن بدلا من ذلك انكمشت المبيعات بنسبة -0.3٪، وهو أكبر انخفاض منذ يناير 2016. كما سجل الطلب على المنتجات باستثناء السيارات والبنزين معدل أقل من التوقعات الشهر الماضي. وتحولت أسعار المستهلك إلى الجانب السلبي، مما أدى إلى انخفاض معدل التضخم على أساس سنوي إلى 1.9٪ من 2.2٪. بعد هذه التقارير، كان المستثمرون على يقين من أن البنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يسقط خططه لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام، وأن الاحتمال الغالب هو تعليقات تميل الى الابتعاد عن تضييق السياسة النقدية من جانيت يلين. ولكن ما حدث هو العكس تماما. واصل البنك الاحتياطي الفيدرالي رؤيته لرفع أسعار الفائدة الثالثة في عام 2017، وبصرف النظر عن الاعتراف بانخفاض التضخم، الذي قللت جانيت يلين من شأنه بسبب عوامل أخرى، كان كل شيء قالته يلين يدل على ميلها بقوة الى تضييق السياسة النقدية أكثر. فقد تحدثت بشجاعة عن التحسينات في سوق العمل والاقتصاد، وأعلنت عن خطط البنك المركزي للحد من ميزانيته العمومية عن طريق إلغاء شراء الأصول. وارتفع الدولار ارتفاعا حادا ردا على ذلك. كما رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي توقعاته للناتج المحلي الإجمالي، وقلل من تقديرات معدل البطالة، وخفض من توقعاته للتضخم. ومع ذلك فإن عدم متابعة الدولار للارتفاع بعد شهادة يلين يخبرنا أن المستثمرين لا يصدقون يلين. والدليل موجود في البيانات في هذه الحالة والتي تقول قصة مختلفة جدا. ومع ذلك، مع تجاوز البنك الاحتياطي الفيدرالي عن الضعف الأخير ورؤيته للحاجة إلى رفع آخر في سعر الفائدة هذا العام، فمن المتوقع أن تكون الخسائر في الدولار محدودة. من المرجح أن ينقلب المشترون إلى الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY بالقرب من 109.25 مع وصول الباعة إلى اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD من 1.1215 إلى 1.1250.
ستكون الاجتماعات الهامة من البنوك المركزية التالية هي اجتماعي البنك الوطني السويسري و البنك البريطاني. من غير المتوقع أن تكون هناك أي تغييرات من أيًا منهما. وكانت البيانات السويسرية الأخيرة متضاربة، ويظهر ذلك من خلال قوة نمو الناتج المحلي الإجمالي ونمو مؤشر أسعار المستهلك، مع انخفاض مبيعات التجزئة ونشاط الصناعات التحويلية. لذلك من المرجح أن يكرر البنك المركزي رغبته في رؤية الفرنك هو ينخفض أكثر.
أما بالنسبة للبنك البريطاني، فبعد أن قام بتحديث توقعاته الاقتصادية ، فمن غير المتوقع أن تكون هناك مفاجآت كبيرة هذا الشهر. وعلى الرغم من أن البيانات الاقتصادية الاخيرة تبين التحسن في الإنفاق والوظائف والتضخم، إلا أن المحافظ كارني يشعر بالقلق بشأن نمو الأجور المتدني والتأثير على طلب الأسر. وإلى جانب التوترات السياسية الأخيرة، وهناك سبب ضئيل جدا للبنك البريطاني ليعبر عن تفاؤل جديد أو يغير ارشاده المستقبلي. إذا واصلت كريستين فوربس معارضتها لصالح رفع أسعار الفائدة، قد نرى ارتفاع حاد في الجنيه الإسترليني. وإذا صوتت للحفاظ على السياسة دون تغيير سنرى انخفاضا أكثر حدة في الاسترليني، وإذا انضم عضو آخر لتحيزها الى تضييق السياسة النقدية، فيمكن أن يصل الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD إلى مستوى 1.2850. ومن المقرر أن تصدر مبيعات التجزئة قبل قرار سعر الفائدة، ونتوقع تراجعها بعد الارتفاع القوي في أبريل.