عودة إلى الدولار الأمريكي مرة اخرى!
عودة إلى الدولار الأمريكي مرة اخرى!
. منذ بداية اليوم، ركزت وسائل الإعلام على عدم وجود تفاصيل في حديث ترامب يوم أمس عن التخفيضات الضريبية أوخطط البنية التحتية، ومع ذلك، فإن السوق ما يهم في هذه اللحظة – حيث ارتفعت مستويات الفرص الخاصة برفع سعر الفائدة إلى 80٪ في اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي القادم المقرر انعقاده يوم 15 مارس بالمقارنة مع نسبة 34% التي كانت عليها الاسبوع الماضي وذلك وفقا للعقود المستقبلية الخاصة بتوقع إجراءات البنك الاحتياطي الفيدرالي.
هل رفع سعر الفائدة في مارس أمر مسلم به؟!
ما الذي غيّر من توقعات رفع سعر الفائدة من البنك الاحتياطي الفيدرالي بهذا الشكل؟ أولاً، البنك الاحتياطي الفيدرالي نفسه. كان “دادلي” رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك قد تحدث يوم أمس وقال أن قضية رفع سعر الفائدة قد أصبحت أكثر إلحاحًا الآن. وكرئيس للبنك الفيدرالي في نيويورك، كان لكلمات دادلي وزنها في السوق، إضافةً إلى ذلك، لا يُعد دادلي مؤيد دائم لتضييق السياسة النقدية، وبالتالي عندما يتحدث عن رفع سعر الفائدة فإن السوق يلاحظ. وتلى هذا تعليقات مباشرة أكثر رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو أنه يرى أن رفع سعر الفائدة في مارس “اعتبار جديّ”. ولا تعتبر هذه مجرد تصريحات من اعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي في الصحافة، بل انها رسالة أيضًا للأسواق، ولكن كان رد فعل السوق ضعيفًا.
والحقيقة أن عدم إفصاح ترامب عن تفاصيل حول الإنفاق المالي لا يعتبر مشكلة في الوقت الراهن.
وقد يكون الدعم الثاني لاحتمالية رفع سعر الفائدة من ترامب. فعلى الرغم من أنه لم يقدم تفاصيل، إلا انه لا يزال يرغب من الكونجرس الموافقة على برنامج لإنفاق البنيةا لتحتية بقيمة 1 تريليون دولار أمريكي، ومن الممكن تحقق ذلك لأن الجمهوريين يتحكمون في الكونجرس. وقد كانت هناك بعض التوقعات بأن تتأخر خطط الإنفاق من ترامب لمدة عام أو نحو ذلك، وبالتالي فإن إعلان الرئيس عن هذه الخطط في هذه المرحلة المبكرة يعطي البنك الاحتياطي الفيدرالي الضوء الأخضر لتطبيع السياسة النقدية لموازنة دعم الإنفاق المالي.
وبالطبع، لا تزال هناك فرصة بأن يكون السوق متحمس للغاية بشأن رفع سعر الفائدة في مارس والذي قد لا يتحقق فعليًا. وسوف يكون مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي اليوم، وتصريحات جانيت يلين يوم الجمعة و تقرير التوظيف بغير القطاع الزراعي الأسبوع القادم كلها مؤشرات أساسية قد تحدد إذا ما سيتم رفع سعر الفائدة يوم 15 مارس. وبالتالي قد تكون الاسبايع القادمة شديدة التقلب.
البنك الاحتياطي الفيدرالي يسرق الأضواء
بعد سيطرته على الاسواق منذ شهر نوفمبر، قد لا يكون لتصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترامب تأثير على السوق في الفترة القادمة حيث ستتحول الأنظار إلى البنك الاحتياطي الفيدرالي واحتملات رفع سعر الفائدة. ويفتح هذا الباب للمزيد من الأسئلة لدى المستثمرين: هل يمكن لارتفاع الاسهم تحمّل رفع سعر الفائدة الأقرب من التوقعات من البنك الاحتياطي الفيدرالي؟ وإن قرر البنك الاحتياطي الفيدرالي رفع سعر الفائدة في مارس، هل سيكرر هذا في يونيو أم أنه سيكون لمرة واحدة؟ هل ستكون الخزانة الأمريكية سعيدة بارتفاع الدولار؟ ومن المقرر أن يكون هذا الشهر مثيرة للاهتمام ، إلى جانب الانتخابات الهولندية والتفعيل المحتمل للمادة 50 في المملكة المتحدة، وبالتالي قد تكون هذه الأسباب الأساية وراء ارتفاع معدلات التذبذب المحتملة في السوق في هذه المرحلة.
وتزداد قوةا لدولار الامريكي مع عودة السوق الهبوطي في سوق السندات.
وبالنظر الى الدولار بشكل أكثر تفصيلا، نجد انه تراجع على انخفاضاته التي تعرض لها في وقت مبكر من هذا الاسبوع وإن تمكن مؤشر الدولار من اختراق مستوى المقاومة الاساسي 101.80 للأعلى، فقد نشهد عودة الى مستوى 103.80 والذي يمثل اعلى مستوى سجله في بداية شهر يناير. ونتوقع ان يستمر الدولار في الارتفاع في الأيام القليلة القادمة نتيجة لتقلب التوقعات الخاصة برفع سعر الفائدة من البنك الاحتياطي الفيدرالي.