ارتفاع الدولار الأمريكي USD بعد قوة البيانات الاقتصادية، ولكن لفترة وجيزة فقط
ارتفاع الدولار الأمريكي USD بعد قوة البيانات الاقتصادية، ولكن لفترة وجيزة فقط
تجددت عمليات الشراء على الدولار الأمريكي يوم أمس بعد الاعلان عن مبيعات التجزئة و مؤشر أسعار المستهلك (CPI) من الولايات المتحدة الامريكية لشهر يناير. وقد جاءت كل البيانات الامريكية أعلى من التوقعات يوم أمس، مما يدل على تسارع الضغوط التضخمية، وكذلك على ان المستهلكين الامريكيين مستمرون في الإنفاق بمعدل قوي. وعلى الرغم من قوة هذه البيانات بشكل عام، إلا أن العملة الأمريكية قد تخلت عن كل ارتفاعاتها في الساعات التالية من التداول، وأصبح تداولها عند مستويات منخفضة مقابل عض العملات الاساسية، وذلك خلال شهادة جانيت يلين محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي أمام الكونجرس الامريكي.
ارتفع الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY بعد الاعلان عن البيانات الامريكي ليصل إلى ما فوق مستوى المقاومة 114.80 ببضع نقاط (المقاومة الثانية) قبل أن يتراجع إلى ما دون حاجز الدعم الواقع عند 114.00 (المقاومة الاولى) والذي تحوّل الآن إلى مقاومة. وفي ظل عدم قدرة المشترين على قيادة هذه الحرب ودفع هذا الزوج للارتفاع واختبار مستوى المقاومة الاساسية عند 115.50 (مستوى المقاومة الثالثة)، نعتقد أن ميل هذا الزوج على المدى القصير سيعود إلى الاتجاه الحيادي. وقبل ان نتمكن من افتراض استمرار ارتفاع هذا الزوج الذي بدأ بعد الانتخاباتا لأمريكية ونثق أكثر في المزيد من الارتفاعات الصعودية، سيكون علينا ان نرى اختراق واضح وحاسم لهذا المستوى للأعلى.
ومع اعتبار ان لهجة جانيت يلين محافظ البنك الفيدرالي متفائلة بشكل عام مرة اخرى، نعتقد أن الحافز الاساسي وراء التصحيح الهبوطي الذي شهدته العملة الأمريكية هو النتيجة المخيبة للآمال التي جاء بها معدل الاجور الأسبوعي والتي تم الاعلان عنها مع مؤشر أسعار المستهلك (CPI). فقد أظهرت هذه البيانات أن متوسط نمو الأجور الأسبوعي قد انخفض من شهر ديسمبر إلى شهر يناير، ويعود هذا جزئيًا إلى ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك (CPI). وعلى الرغم من أن تسارع مؤشر أسعار المستهلك (CPI) باستثناء الغذاء والطاقة يدعم إلى حد ما احتمالية رفع سعر الفائدة من البنك الاحتياطي الفيدرالي على المدى القريب، إلا أننا في الوقت الراهن نحن سوف نستمر في ميلنا إلى الرأي القائل بأنه من غير المرجح أن يتسرع البنك الاحتياطي الفيدرالي في رفع سعر الفائدة في مارس وسط فتور معدل نمو الأجور ، وتزايد المخاوف حول اتجاه السياسة المالية. وبالتالي لا نزال نتوقع ان يكون الرفع القادم في سعر الفائدة في يونيو. ونود أن نرى بعض الوضوح حول الضرائب والإصلاح المالي، وبعض التسارع في نمو الأجور، فضلا عن زيادة طفيفة في مؤشر أسعار نفقات الإستهلاك الشخصي باستثناء الغذاء والطاقة قبل أن نعيد النظر في هذا الرأي.
وفيما يتعلق بالدولار الامريكي، فإننا نتوقع أن تظل هذه العملة مدعومة على المدى القصير، وسط إشارات متفائلة من يلين محافظ البنك الفيدرالي، والتوقعات بأن الرئيس الامريكي دونالد ترامب سيعلن عن خطة ضرائب “استثنائية” في الأسابيع المقبلة. ومع ذلك، فإن تفاصيل خطة الضرائب التي سيعلن عنها ترامب قد تكون هي ما سيحدد إذا ما سيحصل ارتفاع الدولار بعد الانتخابات الامريكي على دفعة ثانية أم لا، أو إذا كان من المرجح أن نرى مزيدا من التصحيح الهبوطي في الدولار الامريكي.