الدولار الامريكي يفقد زخمه.. ولكن احذر الحماسة المفرطة!!
الدولار الامريكي يفقد زخمه.. ولكن احذر الحماسة المفرطة!!
فقد مشترو الدولار الأمريكي USD أخيرًا زمام الأمور، ولكن على الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY الانخفاض إلى ما دون مستوى 117 لتمهيد الطريق لتصحيح أعمق. كان الانخفاض المفاجئ في مبيعات المنازل المعلقة من الولايات المتحدة الأمريكية يوم أمس قد تضامن مع الانخفاض الحاد في عوائد السندات الأمريكية، مما تسبب في دفع الدولار الأمريكي USD للانخفاض مقابل الين الياباني JPY. ولكن على الرغم من هذا الانخفاض، تمكنت العملة الأمريكية من الإعلاق في منطقة ايجابية يوم أمس مقابل اليورو والاسترليني و الفرنك السويسري. وقد وجدت عملات السلع قاع سعري قصير الأجل وهناك فرص خلال الـ 24-48 ساعة القادمة برؤية المزيد من التراجعات السعرية في الدولار الامريكي. ليس من المقرر الإعلان اليوم عن أي بيانات اقتصادية من الولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي كل ما يحتاجه الدولار الامريكي هو يوم آخر من عوائد السندات المنخفضة. وبصرف النظر عن حركة السعر على المدى القصير، فمن المتوقع أن يكون عام 2017 جيدًا للدولار الامريكي وذلك مع تطلع البنك الاحتياطي الفيدرالي لرفع سعر الفائدة ثلاث مرات خلال العام القادم. وبين فوز دونالد ترامب بالرئاسة الامريكية، ورفع أسعار الفائدة الامريكية، وارتفاع الأسهم الامريكية إلى مستويات قياسية، وجد المستثمرون العالميون عدة أسباب للرغبة في امتلاك الأصول الأمريكية وبالتالي الدولار الأمريكي. وتتشابه هذه الحركات السعرية التي شهدناها هذا العام حتى الآن مع رد فعل السوق لانتخابات رونالد ريجان عام 1980، وإن سار ترامب على خطاه فقد نشهد ارتفاع أكثر قوة في الدولار الامريكي خلال 2017. إن التحفيز الاقتصادي المالي و رفع سعر الفائدة مزيج قوي للغاية ولكن تعتمد وجهة نظرنا الإيجابية تجاه الدولار الامريكي على تنفيذ السيد ترامب لوعوده. وبمعنى آخر، من المتوقع ان أن يكون عام 2017 عامًا جيدًا بالنسبة للدولار الامريكيإلا إذا فشل ترامب في تنفيذ وعده ولجأ البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع سعر الفائدة مرتين بدلاً من ثلاث مرات خلال العام القادم.
كان اليورو هو العملة الأسوء أداءً يوم أمس ولكن بفضل عمليات البيع المكثفة التي تعرض لها الدولار الامريكي في وقت متأخر من التداول يوم أمس، تمكن اليورو من البقاء فوق مستوى 1.0350 وإغلاق اليوم فوق مستوى 1.04. وبعد خسارة وصلت إلى 1000 بيب خلال الشهرين الماضيين، يعتبر السعر العادل قريبًا من اليورو. ولكن يقدر الضعف الذي قد يكون عليه اليورو، يغيّر انخفاض هذه العملة من النظرة المستقبلية تجاه التضخم ومعدل النمو الاقتصادي. وفي النشرة الشهرية الاقتصادية الصادرة مؤخرًا عن البنك المركزي الأوروبي (ECB)، قال البنك المركزي أنه يتوقع ارتداد التضخم للاعلى بقوة العام القادم، وهي وجهة النظر التي يشاركه فيها البنك البريطاني. نتيجة لذلك، قد يحتاج هذين البنكين المركزيين إلى البدأ في التفكير بشأن التوقف عن برامج التحفيز الاقتصادي في العام القادم. السؤال الكبير بالنسبة لأوروبا هو ما إذا يمكن لضعف اليورو أن ينقذ اقتصاد منطقة اليورو. ليس لدينا شك في أن انخفاض العملة سيعزز النشاط الاقتصادي والتضخم حيث تُظهر البيانات بالفعل أثر إيجابي. إلا أن مشاكل أوروبا تمتد إلى ما وراء نشاط قطاع الأعمال. وأكبر المخاطر التي ستواجه منطقة اليورو العام القادم هي العوامل السياسية والارهاب وأزمة القطاع المصرفي في إيطاليا. ومن الصعب التنبؤ ببعض هذه الحوادث وقد يكون لهذه السيناريوهات تأثير حاد على العملة لتلقي بظلالها على اي حركة ايجابية في الاقتصاد. وخلال الفترة القادمة، نتطلع للبيع عند الارتفاعات في زوج العملة اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD بين 1.05 و 1.06، مع استهداف الاتجاه الى مستوى 1.01 أو أقل من ذلك.
استمر الاسترليني في تداوله عند مستويات منخفضة مقابل الدولار الأمريكي في أعقاب القراءة الأقل من التوقعات التي جاء بها تقرير الموافقات على الرهون العقارية البريطانية بالإضافة إلى استمرار المخاوف بشأن خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit). كانت الموافقات على الرهون العقارية قد سجلت انخفاضًا إلى مستوى 40.65 ألفًا خلال شهر نوفمبر مقابل القراءة السابقة عند 40.83 ألفًا. كان الاقتصاديون يتوقعون ارتفاع نتيجة هذا التقرير ولكن يتباطأ هذا القطاع ووفقًا إلى “هاليفكس”، المزود الأكبر للقروض العقارية في بريطانيا، من المتوقع أن يؤدي ارتفاع درجة المخاوف بشكل أكبر من المستويات الطبيعية أن يؤدي إلى انخفاض مبيعات المنازل في العام القادم ، مع تراجع أكثر وضوحًا في هذه المبيعات في لندن التي تمثل فيها القدرة على تحمل التكاليف مشكلة قائمة هناك بالفعل. في الوقت ذاته، تتزايد المطالب باتخا الطريق الصعب في خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit)، وذلك مع تزايد عدد المتشددين في حملات في بريطانيا لفرض ضغط أكبر على الإتحاد الأوروبي. ويعتقد هؤلاء أن رجال الأعمال في أوروبا سيرغبون في استمرار التجارة كما اعتادوا مع بريطانيا. وتعتبر هذه افتراضات جريئة حيث يتطلع زعماء الاتحاد الأوروبي أيضا إلى اتخاذ موقف الصعب من بريطانيا. وعلى اي حال سيكون العام القادم متسمًا بالمخاوف والتوتر في بريطانيا، الامر الذي سيكون ضررًا للعملة أكثر من نفعًا لها.
أغلق كلاً من الدولار الكندي CAD و الدولار النيوزلندي على انخفاض يوم أمس مقابل العملة الأمريكية بينما ظل الدولار الاسترالي تحت الضغط. وانخفضت عوائد السندات الكندية لبعض الوقت ولكنها استغلت الانخفاض الحاد في عوائد السندات الامريكية لتحول الدولار الأمريكي/ الدولار الكندي USD/CAD انخفضت اسعار السندات الكندية لأجل 10 سنوات يوم أمس بمقدار 6 نقطة اساس بينما انخفضت سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار 5 نقطة أساس. وبالتالي من غير المتوقع ان يضعف أداء الدولار الكندي مقابل العملة الأمريكية فقط وإنما من المتوقع ان يشهد المزيد من الضعف مقابل اليورو EUR و الفرنك السويسري. ويُظهِر كل من الدولار النيوزلندي NZD و الدولار الاسترالي AUD إشارات بتكوّن قاع قصير الأجل ولكن من المتوقع البيع عند الارتفاعات.