الدولار يعود للارتفاع مرة أخرى.. ولكن هل تستمر هذه الارتفاعات؟
الدولار يعود للارتفاع مرة أخرى.. ولكن هل تستمر هذه الارتفاعات؟
كان الاسبوع الماضي جيدًا بالنسبة إلى الدولار الأمريكي حيث كانت العملة الأمريكية مستقرة أو أكثر قوة أمام أغلب العملات الأساسية. وبينما تأتي هذه الحركة السعرية بمثابة مفاجئة للعديد من المستثمرين بعد البيانات الأمريكية المخيبة للآمال، من المهم ان ندرك أن الارتفاع الاكبر والذي كان في زوج العملة الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY كان بمعدل 1% فقط. وعلى الرغم من توسع نشاط قطاع الخدمات بأبطأ معدلاته خلال 6 أعوام، ارتدت عوائد سندات الخزانة الامريكية بقوة، مما اعطى دافع لتعافي الدولار الامريكي . ووفقًا للسجل البيج الفيدرالي الصادر عن البنك الاحتياطي الفيدرالي، سجلت العديد من المقاطعات ارتفاعات سعرية معتدلة في التضخم وسجلت أغلب المقاطعات معدل نمو اقتصادي “معتدل”. كما انهم قد شعروا بأنه على الرغم من ضعف معدل النمو الاقتصادي في اغسطس، إلا ان أوضاع سوق العمل ظلت ضيقة في أغلب المقاطعات وارتفعت ضغوط الاجور أكثر. وفي يوم الجمعة، أكد “رزونجرين” العضو المصوّت في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) أن أداء الاقتصاد جيد مع اقتراب سوق العمل من التوظيف الكامل. ويرى التضخم وهو يعود ببطأ إلى مستوى 2% ويعتقد أنه يوجد مخاطر من الانتظار طويلاً لتضييق السياسة النقدية. وقد حدّ من حركة الدولار الامريكي أحادية الاتجاه تصريحات “تارولو” العضو المصوّت في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) والذي قال أنه من ضمن المؤيدين للمراقبة مما يعني انه في انتظار تحسنات في البيانات قبل دعم رفع سعر الفائدة وخاصةً بعد ان أفادت مؤشرات مؤسسة الدعم الأمريكية وجود بعض أسباب التشكيك”. ومع اخذ ذلك في الاعتبار، فإنه يشعر أن معدلات انفاق المستهلك قد ارتفعت جيدً وان لدى البنك الفرصة للاستمرار للحصل على المزيد من الوظائف”. ويعتقد كابلن رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي (العضو غير المصوت) بان وضع تضييق السياسة النقدية قد زاد قوة في الاشهر القليلة الماضية ويتفق مع روزينجرين أنه يوجد تكلفة من بقاء سعر الفائدة عند هذا المستوى المنخفض. والاستنتاج الأساسي من كل هذه التعليقات أنه على الرغم من تباطؤمعدل نمو التوظيف وضعف النشاط في قطاع الخدمات و قطاع النشاطات التحويلية، لا يزال مشرعي السياسة النقدية في الولايات المتحدة الأمريكية يعتقدون أنه من المفترض رفع سعر الفائدة والحقيقة ان المستثمرين لم يغفلوا هذه الرسالة.
وخلال هذا الاسبوع من المنتظر الاعلان عن انفاق المستهلك و التضخم وتقارير الصناعات التحويلية من الولايات المتحدة الأمريكية. ونتوقع نتائج أضعف قليلا من التوقعات من هذه البيانات ولكن ليس من المقرر الاعلان عن هذه التقارير قبل يوم الخميس و يوم الجمعة وبالتالي قد يمتد الدولار الامريكي في ارتفاعاته في بداية الأسبوع. والسؤال الأساسي الآن هو إذا ما سيؤدي تفاؤل البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع سعر الفائدة في سبتمبر ولا نعتقد ان هذا ما سيحدث، وبالتالي قد تكون حركة سعر الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY إلى 103.50 ثم 104.00 فرصة جذابة للبيع عند الارتفاع. ومن أخذ ذلك في الاعتبار، نعتقد أن الدولار الامريكي قد يمتد في ارتفاعاته خاصة مقابل اليورو و الباوند البريطاني و الدولار الاسترالي خاصة مع بداية الاسبوع.
وتدل حركة سعر اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD في نهاية الاسبوع على استمرار قلق المستثمرين بشأن المزيد من تسهيل البنك المركزي الأوروبي (ECB).وبينما عبر ماريو دراجي محافظ البنك المركزي الأوروبي عن تزايد ثقته بشأن النظرة المستقبلية لاقتصاد منطقة اليورو، مستخدمًا كلمة “مرونة” في العديد من المناسبات، إلا أن تقليل التوقعات بشان معدل النمو و إعلان اللجنة الاوروبية عن المزيد من تقييم خيارات التحفيز الاقتصادي كان لها صدى أكبر لدى المستثمرين. كانت بيانات منطقة اليورو مخيبة للآمال مع تباطؤ نشاط قطاع الخدمات وانخفاض فائض الميزان التجاري. وخلال هذا الاسبوع سيتم الاعلان عن مؤشر ZEW الألماني و الميزان التجاري من منطقة اليورو و تقرير أسعار المستهلك من منطقة اليورو ولكن لن يكون أيًا من هذه التقارير محرك جيد لليورو. وبدلاً من ذلك فإننا نتوقع أن تأخذ هذه العملة إشارات التداول الخاصة بها من تفاؤل السوق من وضع الدولار الامريكي . وقد دفع الانخفاض الاخير اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD إلى المتوسط المتحرك البسيط لـ 50 يوم أي ما فوق مستوى 1.1200 مباشرة. وإن تم اختراق هذا المستوى بطريقة جيدة، فقد نشهد انخفاض إلى مستوى 1.1130 ، ويعتبر التصحيح إلى هذه المستوى أمر محتمل. ومن الجدير بالذكر أن البنك المركزي السويسري سيجتمع هذا الأسبوع. ومن غير المتوقع ان ياتي البنك السويسري بأي تغييرات حيث قام البنك بعمل جيد للغاية للحفاظ على الفرنك السويسري من الارتفاع القوي، مما سمح لمعدل نمو الناتج المحلي الإجمالي بالتسارع إلى مستوى 0.6% من 0.3% في الربع الثاني من العام.
وسيكون من المهم التركيز على عملة الباوند البريطاني. فلن يتم الإعلان فقط عن بيان السياسة النقدية من البنك البريطاني ولكن سيتم الاعلان أيضًا عن التضخم و التوظيف و مبيعات التجزئة قبل قرار سعر الفائدة. تعتبر البيانات الاقتصادية الاخيرة من بريطانيا جيدة ولكن تسارع معدل نشاط قطاع الخدمات و قطاع الصناعات التحويلية . وأظهرت هذه التقارير أن مدى تأثير خروج بريطانيا من الإتحاد الاوروبي (Brexit) محدودًا. وحتى أن كارني محافظ البنك البريطاني قد أدرك استقرار الاقتصاد البريطاني أثناء التصويت على خروج بريطانيا من الإتحاد الاوروبي (Brexit). وكان البيانات الاقتصادية أقى قليلا من التوقعات وبالتالي قلل البنك البريطاني من احتمالية تجسد مخاطر تجاه الاقتصاد من خروج بريطانيا من الإتحاد الاوروبي (Brexit). ومع أخذ ذلك في الاعتبار، حذر مارني من احتمالية ارتفاع كل عوامل التحفيز الاقتصادي. واكد اعضاء لجنة السياسة النقدية أنه قد يكون هناك المزيد من تسهيل السياسة النقدية في المستقبل وقال “كانليف” أنه كان سيصوت لصالح قطع سعر الفائدة إن أصبح معدل الطلب أقل من المتوقع. وبالتالي بينما أدت البيانات الاخيرة إلى تفكير البنك المركزي في تسهيل السياسة النقدية، إلا أنه يبدو أن البنك على استعداد لاتخاذ إجراء إن تحول أداء الاقتصاد. وخلال هذا الاسبوع نتوقع ان يكون هناك اتجاه من التقارير الاقتصادية الايجابية مما يعني أن اداء الاسترليني قد يتفوق في اداءه على العملات الاخرى.