الانباء السيئة من العالم تضغط على الاسترليني
كانت هناك عدة أسباب لتشاؤم المستثمرين فيما يتعلق بالمطامح المستقبلية للاقتصاد العالمي. فقد جاء الإنتاج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الثالث يوم أمس بقراءة تدل على أن اقتصاد اكبر اقتصاد في العالم قد نما بنسبة 2% فقط خلال الثلاثة أشهر المنتهية في سبتمبر. وقد أدى هذا إلى تراجع القراءة المعدلة لهذا التقرير من 2.5%.
من ناحية أخرى، يبدو أن عملاق السياحة في بريطانيا “توماس كوك” في ضائقة، حيث انهار مؤشر هذه الشركة يوم أمس بما يزيد عن 75%، حيث دخل المديرين في محادثات طارئة مع البنوك لزيادة خطوط الائتمان الخاصة بهم بعد انخفاض التداول بسبب التوتر السياسي في مصر وتونس بالإضافة إلى الفيضانات في تايلندا. وتواجه هذه الشركة، التي تملك 1 مليار إسترليني، حربًا عليها الانتصار فيها لتبقى، مما يضع آلاف الوظائف البريطانية في خطر.
في الوقت ذاته وفي منطقة اليورو، تراجع سهم Commerzbank وهو ثاني اكبر بنك تجزئة في ألمانيا، وذلك بنسبة 15%، وذلك بعد تقارير أفادت بأن البنك يحتاج إلى مبلغ لتغطية السيولة لديه قدره 5 مليار إسترليني.
كما صدرت المزيد من الأخبار السيئة من منطقة اليورو بشأن استمرار أزمة الديون، حيث أقامت الحكومة الاسبانية الجديدة أحدث مزاد للسندات، وكانت نتيجته تدل على عدم ثقة الأسواق في الحكومة الجديدة، حيث ارتفعت عوائد السندات الأسبانية لثلاثة أشهر بما يزيد عن 100% وذلك من مستوى 2.29% إلى 5.11%. وكانت أسعار الفائدة التي اضطرت الحكومة الاسبانية إلى دفعها مقابل سندات الست أشهر عند 5.22%.
وبسبب الأخبار السيئة في جميع الأسواق المالية العالمية، كان من المفاجئ أن الدولار الأمريكي لم يحصل على طلب شراء أقوة. فقد أغلقت العملة الأمريكية الجلسة الأوروبية عند مستوى فاتر مقابل الباوند البريطاني واليورو. وبالتالي أن جاء اليوم بمزيد من الأخبار السيئ فمن المؤكد أن الباوند/ دولار سوف يتعرض للمزيد من ضغط البيع.