هل تُحبط المخاوف من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من أداء الباوند القوي؟
جاءت مبيعات التجزئة البريطانية اليوم بقراءة أقوى من التوقعات مما دفع الباوند البريطاني خلال مستوى 1.5500 في صباح جلسة لندن ولكن سرعان ما خسر هذا الزوج ارتفاعاته حيث استوعب التجار التعليقات القاسية التي صدرت من “أوسبورن” وزير المالية البريطانية عن عضوية بريطانيا في الإتحاد الأوروبي.
سجلت مبيعات التجزئة البريطانية ارتفاع بنسبة 1.9% مقابل التوقعات بقراءة 0.3%، إلا أن بعض الأرقام السابقة جاءت بقراءة معدلة منخفضة، وكان أغلب هذا الارتفاع عائد إلى ارتفاع حجم مبيعات البيرة في بطولة الرجبي. ولا يزال هذا الرقم يعتبر أفضل من التوقعات ويتوقع مكتب الإحصائات القومي (ONS) في الوقت الحالي أنه سيؤدي الى ارتفاع نسبته 0.1% في الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الثالث من العام.
وتستمر بريطانيا في إثبات أنها أحد أفضل الاقتصاديات أداءًا بين المجموعة السبعة، وأنها هي الاقتصاد الوحيد الذي لديه معدل نمو جيد في الأجور مما يمكنه أن يدعم التوقف المحتمل عن التسهيل الكمي. ولكن بالإضافة إلى عدم ارتفاع التضخم، يشعر البنك البريطاني بالقلق من شبح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث يستمر الساسة البريطانيون في إبعاد أنفسهم من المزيد من الاندماج في الاتحاد الأوروبي.
واليوم قال “أوسبورن” وزير المالية البريطانية أن بريطانيا لا تريد أن تكون جزء قريب من الإتحاد الأوروبي. ومن المؤكد أن مثل هذه التصريحات تهز الأسواق وتراجع الباوند البريطاني سريعا عن أعلى مستوياته، حيث أن أي تلميح من خروج بريطانيا المحتمل يضع الباوند البريطاني تحت التهديد. وبينما حاول كارني محافظ البنك البريطاني يوم أمس الابتعاد عن الجانب السياسي في هذا الموضوع، إلا أنه أكد على التأثيرات الاقتصادية الايجابية المحتملة من الاندماج أكثر في الإتحاد الأوروبي بما في ذلك توفر أسواق أكثر فاعلية وذات سيولة جيدة وهو أمر جيد للاقتصاد البريطاني أيضًا.
إذا ما تعثرت المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي فإن هذا العامل سيطغى تماما على تحسن الأداء الاقتصادي ويجبر بنك انجلترا على البقاء لفترة أطول كثيرا بدون تغيير في السياسية النقدية بالمقارنة مع التوقعات، حيث سيبقى أعضاء لجنة السياسة النقدية محافظين على سياسة نقدية مستقرة في ضوء أي صدمات سياسية من خطر خروج بريطانيا. وفي الوقت الحالي، لا تزال طلبات الشراء جيدة على الباوند البريطاني، حيث يستمر الأداء الاقتصادي في الإشارة الى وجود تحسن واحتمالية تضييق السياسة النقدية في نهاية الأمر، ولكن المعركة مع الإتحاد الأوروبي هذا الخريف قد تُحبط من هذه الخطط وتمثل عامل خطورة غير متوقع في تداول الباوند البريطاني.