الضغوط المحيطة باليورو والبنك المركزي الأوروبي
يبدو ان التداول اليوم ضحلا في السوق. وفي الاسبوع الثاني من كل شهر يكون جدول البيانات مكتظ بالاحداث، وبعد تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي الذي تم الاعلان عنه يوم الجمعة، من الطبيعي للدولار الأمريكي أن يلتقط أنفاسه. ولكن لا تتخلى عن الدولار الامريكي سريعا، فقد تكون الارتدادات الصعودية الأخيرة في الين الياباني JPY و الين الياباني JPY و الباوند البريطاني على أرض غير صلبة وقد يكون هناك جني لبعض الارباح بعد الحركة الصعودية التالية للدولار الامريكي.
هل تشعر ألمانيا بالقلق من الركود؟
الحقيقة ان الاقتصاد الألماني أصبح آخر مشكلة بالنسبة لمنطقة اليورو. فيبدو ان المخاوف الجيوسياسية بالتضامن مع التباطؤ الصيني قد اجتمعا للتأثر سلبًا على القطاع الصناعي الألماني. أولا انخفض مؤشر مديري المشتريات (PMI) بقطاع الخدمات لشهر سبتمبر الى منطقة الانكماش دون الـ 50، ثم انخفضت طلبات المصانع بنسبة%5.7 في اغسطس، واليوم انخفض الإنتاج الصناعي بنسبة 4% في اغسطس، وهو أكبر انخفاض منذ 2009. فهل عدنا الى منطقة الازمة في منطقة اليورو، أم أن ألمانيا تقلق نفسها بشأن الركود؟
تعتبر النقطة الثانية هي الجديرة بالاهتمام، فقد تراجعت المخاوف الجيوسياسية على الرغم من ان الصادرات الى روسيا قد تظل ضعيفة. ويتباطأ معدل النمو الاقتصادي الصيني ولكنه لا يزال يتدبر أمره بالبقاء طافيًا على سطح الماي ، وانخفض سعر صرف اليورو بنسبة 6% منذ مارس هذا العام مما قد يكون أمر جيد للصادرات الألمانية. أضف الى هذا ان القطاعات الاخرى في ألمانيا لا تزال قوية. يمثل قطاع الخدمات 70% من الاقتصاد الألماني، وارتفع معدل مبيعات التجزئة في ألمانيا الى%2.5 لشهر اغسطس في الوقت ذاته الذي يجثو فيه القطاع الصناعي على ركبتيه.
كما ان معدل البطالة يقع عند ادنى مستوياته منذ ان سجل مستوى%6.7. ويعمل 30% من القوى العاملة في ألمانيا في القطاع الصناعي ولكن على الرغم من انخفاض معدل الطلبيات فلم تتم ترجمة هذا الى خسارة في التوظيف. وقد يكون من أحد الأسباب هو إغلاق بعض المصانع الألمانية لقضاء عطلة الصيف، مما قد أثر سلبا على البيانات الألمانية، وبالتالي قد نرى ارتدادا مرة أخرى في أرقام سبتمبر .
ونعتقد ان الاقتصاد الألماني ليس سيئا كما تقول البيانات الاقتصادية وإن تم إثبات هذا فسيكون حافز البنك المركزي الأوروبي (ECB) أقل لإضافة خيار التسهيل الكمي إلى قائمة خياراته. ولا نتوقع التسهيل الكمي من البنك المركزي الأوروبي (ECB) حتى وإن انحدر الاقتصاد الألماني الى الركود في الاشهر القادمة، ولن يقوم بهذا بسبب المقاومة السياسية على الاقل من برلين.
قد تكون فرنسا هي الرابح الاكبر من ضعف ألمانيا.
وإن انخفض الاقتصاد الألماني جتى الربع الثالث من العام فسوف نحصل على اول تقييم للربع الثالث في يوم 14 نوفمبر، وبعدها سوف يبدأ الضغط على انجيلا ماركل للمساعدة في دعم المستهلك. والحقيقة ان أثر السياسة المالية أقل صرامة في ألمانيا، وقد يكون هي السياسة المالية الخاسرة لبقية منطقة اليورو. وقد قالت فرنسا بالفعل انها لن تقوم بتلبية الاهداف المالية وإن كان هناك ابتعاد عن الاهداف المالية الصارمة فقد تكون هذه اخبار جيدة للاقتصاد الفرنسي. وبالتالي قد يكون الخبر السيء في ألمانيا هو خبر جيد في فرنسا وبقية دول اليورو.
تققم منخفض مستمر من صندوق النقد الدولي
لا يزتا تباطؤ منطقة اليورو يعدد الاقتصاد العالمي كما يقول صندوق النقد الدولي. وقد تراجع تقييم صندوق النقد الدولي لتوقعاته الخاصة بمعدل النمو العالمي حيث تراجع تقييم الناتج المحلي الإجمالي العالمي لعام 2015 الى 3.8% من 4% بسبب النظرة المستقبلية بالضعف في منطقة اليورو والبرازيل وروسيا. كما قال ان منطقة اليورو لديها فرصة بنسبة 30% للدخول في الركود في الاشهر الست القادمة. وهذه النسبة مرتفعة بشكل غير مريح في البنك المركزي الأوروبي (ECB) وجكومات منطقة اليورو والذين لا يزالوا يعتزمون فرض قواعد مالية صارمة. ولكن إن استمر الاقتصاد في الانحدار فقد تظهر ضغوط خارجية لدعم الإجراءات المؤيدة للنمو.