هل يجبر التباطؤ الاقتصادي الألماني البنك المركزي الأوروبي على اتخاذ إجراء ما؟!
كان التداول اليوم هادئا أيضًا في سوق العملات حيث ظلت اغلب أزواج العملات الأساسية على مسافة قريبة من مستويات اغلاق جلسة نيويورك ليوم امس مع قلة الاخبار الاقتصادية القادرة على تحريك الأسعار.
استمر اليورو في التعافي والارتداد من ادنى مستويات له خلال عدة اشهر، مرتفعا فوق مستوى 1.3200 في بداية جلسة التداول الأوروبية على الرغم من تضارب نتائج البيانات في المنطقة. وفي ألمانيا جاءت بيانات البطالة بارتفاع قدره 1 ألف على الأساس المعدل موسميًا مقابل التوقعات بانخفاضها بمقدار 5 آلاف.
كان هذا هو الشهر الثالث من بين الاربعة اشهر الماضية التي ارتفع فيها معدل البطالة في ألمانيا مما يدل على التباطؤ الواضح في معدل طلب العمالة ومعدل النمو الاقتصادي في اكبر اقتصاد في منطقة اليورو. وعلى الرغم من ان اتفاع البطالة كان بسيطا وان معدل البطالة ظل عند 6.7% إلا أن الاتجاه الهبوطي يدل على ان تباطؤ النشاط الاقتصادي في ألمانيا مما قد يكون له تأثير سلبي على المنطقة بأسرها.
وعلى الجانب الايجابي، كان هناك تحسن معتدل في العرض النقدي M3 في منطقة اليورو – وهو المقياس الأوسع لمعدل العرض النقدي والذي سجل هذه المرة 1.8% مقابل التوقعات بقراءة 1.5%- مما يقدم أول تلميح لنمو الائتمان في المنطقة. يركز البنك المركزي الأوروبي (ECB) على اتساع الائتمان في منطقة اليورو كوسيلة لتحريك الاقتصاد المحتضر ولكن لا يزال السوق متشكك بشأن ما إذا كان السيد دراجي وشركاءه سيتخذون إجراء ما في الاجتماع القادم في سبتمبر.
ومن المفارقة أن موقف السيد دراجي الذي يميل الى السياسة النقدية الميسرة من شأنه توسيع الائتمان في المنطقة بقوة من خلال شكل من أشكال التيسير الكمي ، وقد يتم اعتبار هذا على انه أمر إيجابي لليورو على افتراض أنه يمكن إحياء معدل النمو حتى نهاية العام. في الوقت الحالي لا يزال هذا الزوج مدعوم بعمليات جني الارباح في نهاية الشهر وقد يحاول ان يقوم باندفاعة أخرى الى 1.3250 مع مرور اليوم.
من ناحية اخرى استمرت دولارات السلع في ارتفعها اليوم حيث ارتفع الدولار الاسترالي/ الدولار الأمريكي AUD/USD مخترقا مستوى 0.9350 بينما ارتفع الدولار النيوزلندي NZD/ الدولار الكندي CAD الى 0.8400. وقد كانت هذه القوة مدفوعة من القراءة الأفضل من التوقعات من تقرير معدل نفقات الأموال بالقطاع الخاص والذي ارتفع بنسبة 1.!% مقابل التوقعات بقراءة -0.6% على الرغم من انخفاض بند المصانع والآلات بنسبة 0.9% مقابل ارتفاعها في الفترة السابقة بنسبة 2.8%. تستمر البيانات الاسترالية في دعم فكرة استقرار الحالة الاقتصادية وبالتالي يستمر الدولار الأسترالي في جذب المشترين خاصة مع انخفاض عوائد السندات الأوروبية الى ما دون 1%.
في الجلسةا لامريكية اليوم سيتم الاعلان عن معدلات الشكاوى من البطالة الاسبوعية والنسخة الثانية من الناتج المحلي الإجمالي. من غير المحتمل ان يحرك السوق أيًا من البيانين ولكن إن جاءت هذه البيانات بنتائج مفاجئة في الاتجاه الصعودي فقد يقدم هذا بعض الدعم الى الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY والذي يقع عند 104. قد لا يكون هذا الزوج قادر على تحقيق ما هو اكثر من هذا حتى الاعلان عن تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي الاسبوع القادم ولكن فشله في الحفاظ على مستوى 104 قد ينتج عنه تكوين قمة سعرية ثلاثية وقد يؤدي هذا الى تصحيح اعمق لهذا الزوج.