عملات المخاطر العالية ترتفع في سوق الفوركس، ولكن هل يتعرض اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD للهبوط؟
تعرضت عملات الفوركس التي ينطوي على تداولها مخاطر عالية لعمليات بيع مكثفة في بداية جلسة التداول الآسيوية ولكن لم يستمر هذا البيع لفترة طويلة واستقرت العملات ذات المخاطر العالية مثل الدولار الاسترالي AUD و الدولار النيوزلندي وسجلت ارتفاعات ناتجة عن عمليات البيع على المكشوف في جلسة التداول الأوروبية الصباحية.
كانت معدلات الثقة في توتر كبير في بداية جلسة التداول الآسيوية حيث تضررت الأسواق من صدمات جيوسياسية كبيرة، وهي اسقاط الرحلة MH17 المدنية على أوكرانيا بنوع من الصواريخ وتوغل اسرائيل في غزة مما أدى إلى تصاعد الوضع القابل للاشتعال بالفعل في الشرق الأوسط.
واستمرت عملات الملاذ الآمن في جذب تفقات مالية حيث انخفض الدولار الأمريكي/ الين الياباني الى مستوى 101.07 في بداية جلسة التداول الآسيوية بينما انخفض الدولار الاسترالي/ الدولار الأمريكي إلى مستوى 0.9330. ولكن مع مرور التداول لم يستمر هذا الوضع وتحول اتجاه السوق في النهاية، حيث تمكن الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY من تعويض بعض خسائره بينما سجلت العملات التي ينطوي على تاولها مخاطر عالية أعلى مستويات في الجلسة.
وعلى الرغم من المأساة الإنسانية الرهيبة ، لا تزال الأسواق عموما على ثقة بأن أحداث الأمس سيكون لها تأثير ضئيل على النشاط الاقتصادي. و يبدو أن هناك إرادة سياسية قليلة جدا لمعاقبة روسيا بجدية لهذا الحادث، وفي ظل الفوضى العامة على الأرض في أوكرانيا هناك التباس بما فيه الكفاية للسماح لجميع الاطراف بالانكار بمصداقية. وقد لا يكون لهذه القصة تأثير مستمر على العمل في هذه المنطقة إلا إذا كان هناك دليل قاطع على انه تم إسقاط رحلة MH17 بأنظمة الأسلحة الروسية.
وكان هذا أمر ملحوظ يوم أمس في أسواق العملات بأن رد الفعل لم يحمل درجة كبيرة من الخوف، وبدلا من هذا غاب هذا الشعور تماما عن السوق. وظل زوج العملة اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD فوق مستوى 1.3500 في جلسة التداول الامريكية امس على مدار اليوم. ومن الواضح انه يوجد طلب في السوق على اليورو، حيث استمرت التدفقات المالية المؤيدة لتنويع الاحتياطي في دعم هذا الزوج عند هذه المستويات.
إلا أن المزيد من العقوبات المتزايدة والأحداث المأساوية يوم أمس قد أدت إلى توتر العلاقات الدبلوماسية بين روسيا والغرب، وقد تتم ترجمة هذه الآلية الى معدل نمو أبطأ في أوروبا في أوروبا خاصة بالنسبة لألمانيا التي تعتبر الرائدة في المنطقة. وتبدأ البيانات الاقتصادية الألمانية في عكس التباطؤ في النشاط الاقتصادي مع روسيا، وقد يكون لهذا تأثير على معدل النمو الاقتصادي في أكبر اقتصاد في منطقة اليورو خلال النصف الثاني من هذا العام.
وفي الوقت الحالي/ تستمر عوائد السندات الأمريكية المنخفضة وتنويع الاحتياطي في دعم اليورو، ولكن لا يزال هذا الزوج عرضة للانخفاض والتعرض الى المزيد من المخاطر الهبوطية خاصة إن استمر توسع الفروق بين معدلات النمو الامريكية والأوروبية. لا توجد اليوم بيانات اقتصادية هامة سوى مؤشر ثقة المستهلك من جامعة ميتشجان في وقت لاحق اليوم، وبالتالي سوف يستمر تجار العملات في تتبع الأحداث الجيوسياسية ولكن في ظل اقتراب الاجازة الاسبوعية فقد تضغط صفقات البيع على السوق وتحاول دفع اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD الى ما دون المستوى الفني الاساسي 1.350 مع مرور اليوم.