لماذا قد تقود أسعار الفائدة السلبية اليورو للأسفل بنسبة 3%
لماذا قد تقود أسعار الفائدة السلبية اليورو للأسفل بنسبة 3%
خلال الخمس اعوام الماضية، لم يجرؤ على قطع سعر الفائدة على الإيداعات تحت الصفر سوى اثنين، وهذا الأسبوع من المتوقع على نطاق واسع أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بتقديم سلسلة من الإجراءات غير التقليدية التي من المرجح بدرجة كبيرة ان تتضمن تخفيض سعر الفائدة على الايداعات الى مستويات سلبية. وكان ماريو دراجي محافظ البنك المركزي الأوروبي (ECB) قد قال احد المرات أنه يوجد “خيارات غير مسبوقة” أمام البنك المركزي. بالقيام بذلك، فإن البنك يقوم على نحو فعال بفرض ضرائب على البنوك التي تضع أموالها مع البنك المركزي الأوروبي. وفي حين أنه على صناع السياسة النقدية إما التقليل من أهمية القطع البسيط في سعر الفائدة أو التحدث عن الفائدة التي يمكن أن يوفره هذا الخيار للاقتصاد، يُظهر التاريخ أن هذا الإجراء المتعلق بالسياسة النقدية والذي يعتبر نادر للغاية يمكن أن يكون له تأثير كبير على المدى القصير على العملة.
انخفاض العملات السويدية والدنيماركية بنسبة 3% بعد أسعار الفائدة السلبية
كانت المرة الأخيرة التي قرر فيها اقتصاد كير فرض أسعار فائدة سلبية على الودائع في يوليو 2012. وعلى عكس البنك المركزي الأوروبي (ECB) الذي يحتاج إلى دعم التضخم والاقراض، كان البنك القومي الدنماركي مهتم بشكل اساسي بمنع عملته بتسجيل المزيد من الارتفاع مقابل اليورو، ولتحقيق هذا، قام البنك بقطع سعر الفائدة على شهادات الودائع الى -0.2%. ومثل اليورو، تعرضت الكورونا الدنماركية للبع المكثف في الفترة السابقة للاعلان عن هذا القرار وانخفضت بنسبة 2.8% أخرى مقابل الدولار الأمريكي بعد قرار البنك المركزي بقطع أسعار الفائدة. وقبل هذا في يوليو 2009، فرضت السويد أسعار فائدة سلبية على الايداعات وكما يظهر من البيانات التاريخية، انخفضت الكورونا السويدية بنسبة 4.5% مقابل الدولار بعد هذا القرار. واعتمادا على حركة سعر هاتين العملتين، قد تؤدي اسعار الفائدة السلبية على الودائع في منطقة اليورو الى رد فعل حاد من اليورو. ولكن الطبيعة القصيرة الاجل لعمليات البيع المكثفة تعتبر أيضًا مثيرة للاهتمام. فقي حالة الكورونا الدنماركية، كوّن الدولار الأمريكي USD/ الكورونا الدنماركية قمة سعرية بعد 3 اسابيع بعد قطع البنك المركزي لأسعار الفائدة، بينما كوّن الدولار الأمريكي USD/ الكورونا السويدية قمة بعد اسبوع. وبينما كان للعملة السويدية رد الفعل الأكبر تجاه سعر الفائدة السلبية بالمقارنة مع رد فعل العملة الدنماركية لأن قرار السويد كان مفاجئًا، فإن التأثير على الكورونا السويدية قد تلاشى سريعًا، حيث كان حجم الودائع التي تأثرت بهذا القرار صغير للغاية.
إذن ما الذي دلالة هذا على اليورو؟ قد تطلق أسعار الفائدة السلبية هذه شرارة انخفاض اليورو بنسبة 3% أخرى مما قد يدفع اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD الى مستوى 1.3250 ولكن منا لمتوقع ان تنتهي عمليات البيع المكثفة هذه سريعًا لأن التجار يركزون على التأثير الإيجابي من هذا القرار على الاقتراض.
ولكن فيما يلي 5 أسباب توضح سبب اختلاف هذا بالنسبة لليورو.
بينما لا يخفى على أحد أن البنك المركزي الاوروبي يرغب في جعل اليورو ضعيفًا، إلا أن انخفاض العملات الأوروبية الاخرى في الماضي بنسبة 3% بعد قرارات أسعار الفائدة السلبية لا يعني بالضرورة أن اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD سيكون له نفس رد الفعل. وفيما يلي 5 أسباب وراء احتمالية ان يكون رد فعل اليورو أقل من هذا تجاه قرار البنك المركزي الأوروبي (ECB) بتسهيل السياسة النقدية.
1. أن اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD أكثر سيولة
2. أن فائض الحساب الجاري في منطقة اليورو بالمليارات وليس الملايين
3. يُظهر منحنى معدّل إقراض اللّيلة الواحدة (EONIA) أنه المستثمرون قد حسموا تماما هذا الإجراء من البنك
4. قد يؤدي الإجراء القوي من البنك المركزي الأوروبي (ECB) إلى جذب المزيد من التدفقات الاستثمارية
5. أي إجراءات تقل عن أربعة نقاط (قطع سعر الفائدة الأساسية، وقطع سعر الفائدة على الودائع، وإنهاء برنامج أسواق الأوراق المالية (SMP)، وبرنامج LTRO) قد يساعد اليورو
أولا، من المهم ان ندرك أن اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD يتمتع بقدر أكبر من السيولة بالمقارنة مع الدولار الأمريكي/ الكورونا الدنماركية (USD/DKK) أو الدولار الأمريكي/ الكورونا السويدية (USD/SEK) وهذا يعني انه سيكون هناك حركة مزدوجة مع انجذاب صائدي الصفقات بسبب الانخفاض خاصة لعملة يبلغ فائض الحساب الجاري فيها المليارات وليس الملايين مثل الدنمارك والسويد. خلال اغلب الوقت هذا العام، كان اليورو مدعوم بعودة الأموال التي خرجت من المنطقة في فترة أزمة الديون السيادية ، وقد يكون أي قرار قوي من البنك المركزي الأوروبي (ECB) سبب في جعل المستثمرين الأجانب أكثر ثقة ورغبة في الاستثمار في الأصول في منطقة اليورو. في الوقت ذاته ، يظهر من خلال منحنى معدّل إقراض اللّيلة الواحدة (EONIA) أن السوق يتوقع تمام تسهيل السياسة النقدية من البنك المركزي. والحقيقة ان البنك المركزي الأوروبي (ECB) لا يخجل من مشاركة خططه، وهي بطبيعة الحال جزء من استراتيجية عمله للتقليل من معدل النقلبات عندما يتخذ قراره يوم الخميس. وفي هذه المرحلة، نتوقع بشكل كبير تقليص سعر الفائدة الاساسية، وتقليص سعر الفائدة على الودائع، وإنهاء برنامج أسواق الأوراق المالية (SMP) وتقديم آلية LTRO مرة أخرى للبنوك. وأي شيء اقل من أربع قرارات قد يؤدي الى ارتفاع اليورو على أساس ان البنك المركزي لم يُنهي مهمته.
بالنسبة للزوج البنك المركزي الأوروبي (ECB)، فمن أجل ان ينخفض بنسبة 3% قد يحتاج الى خطط للبدء في برنامج مشتريات الاصول او التسهيل الكمي. وبينما نناقش هذه الاحتمالية، لا نعتقد أن البنك مستعد لتطبيق هذا الخيار. ولكن إن قاللوا أن هذا الخيار أصبح قابل للتنفيذ الآن، فسوف ينخفض اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD مع عملياتب يع مكثفة قد يحد منها الدعم 1.35/1.3450.
نظرة على الاقتصاد في منطقة اليورو
قبل أن يجتمع كل بنك مركزي، نفضل إلقاء نظرة على كيفية أداء الاقتصاد منذ آخر مرة اجتمع فيها البنك. في حالة منطقة اليورو، يبينما تحسنت اوضاع سوق العمل، إلا أنه كان هناك ضعف في معدل انفاق المستهلك و التضخم و النشاط الاقتصادي. خلال هذا الاسبوع، علمنا ان التضخم في منطقة اليورو استمر في التباطء على اعتبار ان التضخم المنخفض كان الدافع الاساسي وراء قطع سعر الفائدة في نوفمبر، كما لم يكن هناك تحسن في ضغوط الأسعار التضخمية لمدة 8 أشهر. وسوف يعتمد رد فعل اليورو يوم الخميس على الإرشاد المستقبلي المقدم من البنك المركزي.