انخفاض اليورو بعد المؤتمر الصحفي للبنك المركزي الاوروبي وغياب البيانات الامريكية اليوم
كانت التداول هادئا في سوق العملات في اليوم الأخير من الأسبوع، لكن استمر اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD في متراجعا بالقرب من مستوى 1.3800 بعد أرقام الميزان التجاري الألماني المخيبة للآمال مما زاد من ضغوط البيع على هذه العملة.
و سجل اليورو تراجعا كبيرا أمس في أعقاب تصريحات ماريو دراجي أن البنك المركزي الأوروبي كان مرتاحًا فيما يتعلق باتخاذ إجراء في الاجتماع القادم في شهر يونيو. وقد اعتبر السوق هذا التعليق على انه إشارة واضحة بان البنك المركزي الأوروبي (ECB) كان مستعدا لقطع محتمل في سعر الفائدة وإلى إجراءات أخرى غير قياسية لزيادة الائتمان والنشاط الاقتصادي في المنطقة. وقد تعرض اليورو الى عمليات بيع حادة في اعقاب المؤتمر الصحفي وفي الوقت الحالي سجل اليورو على الاقل هدفه للحفاظ على سعر الصرف دون المستوى الاساسي عند 1.4000.
وكانت اهمية اعلى مستوى لسعر صرف اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD واضحة في الميزان التجاري الألماني والذي سجل قراءة دون التوقعات عند 14.8 مليار مقابل التوقعات بقراءة 16.6 مليار. كانت الصادرات قد تراجعت بنسبة 1.8% مقابل التوقعات بالارتفاع بنسبة 10%. وتراجعت الواردات بنسبة -0.9% مقابل التوقعات بالارتفاع بنسبة 0.5%. وتشير الأرقام بوضوح إلى تباطؤ محرك الصادرات في ألمانيا التي لا تزال المحرك الرئيسي لنمو الاقتصاد في منطقة اليورو ككل. وبالتالي فإنه ليس من المفاجئ أن البنك المركزي الأوروبي قد قرر في النهاية التعامل مع قضية ارتفاع اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD ، حيث أن الانتظار لفترة أطول يهدد التعافي الاقتصادي في منطقة لليورو.
وبينما لا يزال العديد من مشتري اليورو على قناعة بان حركة سعر يوم امس كانت اندفاعه الى مستوى 1.4000 ، إلا أننا أكثر حذرا من اتجاه ارتفاع اليورو. وفي ظل عدم ميل البنك الفيدرالي الى تضييق السياسة النقدية وعوائد سندات الخزانة الامريكية المنخفضة- واللذان يعتبران عوامل اساسية لارتفاع اليورو خلال الشهر الماضي- إلا ان الإشارة الاخيرة من البنك المركزي الاوروبي قد تهلق فرق أكثر سلبية في سعر الفائدة بين اليورو والعملة الامريكية مما قد يؤثر في النهاية على تدفقات رؤوس الاموال تجاه الدولار الأمريكي. وسوف يكون هذا صحيح بشكل خاص إن قام البنك المركزي الأوروبي (ECB) بفرص أسعار فائدة سلبية مما قد يكون له تأثير هام على سلوك المستثمر.
وفي الوقت الحالي فإن اليورو يكتفي بإيجاد دعم عند مستوى 1.3800 وقد يتماسك عن الانخفاضات بين 1.3750 و 1.3800 خلال عدة ايام قادمة، ولكن إن استمرت البيانات الأمريكية في إظهار قوة عامة فمن المحتمل تسارع الضغط الهبوطي والذي قد يصل في النهاية الى مستوى 1.3500.