هل يقود البنك المركزي الأوروبي اليورو الى ارتفاعات جديد أم يقتل ارتفاعه؟
هل يقود البنك المركزي الأوروبي اليورو الى ارتفاعات جديد أم يقتل ارتفاعه؟
للمرة الاولى منذ سبتمبر 2011، يقع تداول اليورو فوق مستوى 1.39 قبل الاعلان عن اجتماع السياسة النقدية من البنك المركزي الاوروبي. من غير المتوقع أن يغير البنك المركزي الأوروبي (ECB) من السياسة النقدية وبالتالي اي رد فعل في السوق سيكون ناتج عن المؤتمر الصحفي لماريو دراجي محافظ البنك المركزي الأوروبي (ECB) وليس عن بيان السياسة النقدية. نحن نعلم ان دراجي وزملاءه في البنك المركزي الأوروبي (ECB) لسوا سعداء بالمستوى الحالي لليورو ولكن السؤال الكبير هو إذا ما كانت قيمة العملة كبيرة بالدرجة الكافية التي يمكن ان تكون هناك مشكلة بسببها بالنسبة للبنك المركزي لإعداد السوق لمزيد من التسهيل الكمي أم لا. وعندما اجتمع البنك المركزي الأوروبي (ECB) في المرة السابقة في مارس، تعرض اليورو الى عمليات بيع مكثفة بعد أن قضى دراجي اغلب المؤتمر الصحفي في الحديث عن احتمالية المزيد من التسهيل الإضافي ورسم خطوط عريضة للطرق التي يمكن من خلالها زيادة التحفيز الاقتصادي. ولإرسال رسالة الى السوق، سيكون دراجي في حاجة الى الإشارة أن البنك المركزي لن يرغب في تسهيل السياسة النقدية فقط، وإنما سيكون عليه أيضًا إعداد السوق لما سيقوم بع البنك خلال الأشهر القليلة القادمة. وبالتالي فإن السؤال المنطقي التالي هو إذا ما كان النشاط الاقتصاد وانعدام الاستقرار في تزايد بشكل كافي خلال الشهر الماضي ليبرر تغيير السياسة النقدية- نعتقد أن الإجابة لا.
صحيح أن تداول اليورو مرتفع ولكن المشكلة الأساسية مع قوة العملة هي الخطر الهبوطي الذي يفرضه التضخم. وبالتالي على البنك المركزي محاربة التضخم المنخفض لأشهر الآن وإذا استمر مؤشر أسعار المستهلك (CPI) في الانخفاض فقد يبرر بهذا دورة ثانية من التسهيل الكمي. ولكن من خلال متابعة البيانات الاقتصادية، نعلم أن النتائج الأساسية للأسعار وحتى بعد استثناء الغذاء والطاقة منها قد ارتفعت في شهر أبريل. وبينما لا يزال التضخم منخفضا دون هدف البنك المركزي عند 2%، إلا أن الارتفاع الاخير مشجع ويقلل من الضغط على البنك ليقوم بتسهيل السياسة النقدية. وفي الوقت ذاته، تسارع نشاط القطاع الصناعي وقطاع الخدمات. ولا يزال معدل النمو الاقتصادي و التضخم ضعيفا ولكن هذه الزيادة في النشاط بالتضامن مع ارتفاع التضخم قد تثني البنك المركزي على الإشارة إلى أي تغيير وشيك في السياسة النقدية. وإن كنا على حق فسوف يصمد اليورو عند ارتفاعاته الأخيرة بل وقد يتجه الى اعلى مستوى له خلال عامين عند 1.3967. ولكن إن تجاهل البنك المركزي التحسنات الاخيرة في البيانات، وكثف من قلقه بشأن قوة العملة، فقد ينخفض اليورو سريعا وبحدة.
الباوند البريطاني لا مفاجآت متوقعة من البنك البريطاني
سوف يعلن البنك البريطاني عن قراره بشأن السياسة النقدية اليوم ومن غير المتوقع ان يكون لهذا القرار تأثير هام على الباوند البريطاني. يشعر البنك البريطاني بالارتياح من مستوى السياسة النقدية الحالي ولن يتسرع في تضييق السياسة النقدية على الرغم من التحسنات في النشاط في القطاع الصناعي وقطاع الخدمات. وعندما يترك البنك البريطاني السياسة النقدية بدون تغيير فإنه يعلن عن بيان قصير ومختصر لا يحوي أي تفاصيل عن القرار. ولا يمثل قرار سعر الفائدة من البنك البريطاني تهديدا على الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD للوصول الى 1.70. وكان تداول هذا الزوج أول أمس على بعد 4 بيب من هذا المستوى الأساسي ونعتقد ن الامر مسألة وقت فقط حتى يتم اختراق هذا الحاجز النفسي. وآخر مرة كان الاسترليني يتجاوز مستوى 1.70 دولار أمريكي هي اغسطس 2009 وفي ذلك الوقت كانت قيمة الباوند قد كوّنت قمة سعرية عند 1.7043. وعلى عكس عام 2009، فإن الارتفاع الاخير في الاسترليني كان بطيئا وتدريجيا بينما كان هذا الارتفاع منذ ما يزيد 4 اعوام حادا ومتقلبا. وسوف تكون التحسنات في البيانات البريطانية والتوقعات بأن يكون البنك البريطاني هو البنك المركزي التالي الذي سيقوم برفع اسعار الفائدة هو ما يدعم الاتجاه الصعودي ولكن مع وصول صفقات الشراء على الذروة، لابد ان يفهم قرائنا أن هذا الأمر لن يستغرق وقت طويل قبل ان يندفع المستثمرون الى جني ارباحهم.