هل يبتعد البنك المركزي الأوروبي (ECB) ولا يفعل شيئًا؟
مع اقترابنا من شهر مارس، تتوايد الشكوك حول إذا ما سيعلن البنك المركزي الأوروبي (ECB) عن المزيد من الإجراءات التكيفية لدعم معدل النمو وإبعاد تهديد الركود. خلال الأسبوع الماضي، قال “ايوالد نوتني” عضو البنك المركزي الأوروبي (ECB) أن رئيس البنك المركزي الاسترالي قد لمّح إلى أن انخفاض التضخم وقوة اليورو سوف تبدأ في تصحيح نفسها هذا العام بدون الحاجة إلى المزيد من الإجراءات من البنك المركزي الأوروبي (ECB).
وقد أوضح “نوتني” أنه رأي تعافي في التضخم في أعقاب قوة البيانات الاقتصادية وإشارات بأن الاتحادات التجارية الألمانية سوف تطالب بزيادات كبيرة في الأجور إلى ما يصل إلى 5% في وقت لاحق هذا العام. ولم يذكر اليورو EUR بشكل مباشر، ولكنه لا يزال قريبًا من أعلى مستوياته منذ بداية يناير.
وبالتالي سيكون اجتماع البنك المركزي الأوروبي (ECB) هامًا، حيث سيعلن البنك عن توقعات اقتصادية جديدة، مع العلم بأن هذه التوقعات ستغطي عام 2016 للمرة الأولى. وقد توقع البعض أنه إن أظهر البنك المركزي الأوروبي (ECB) توقعات بأن التضخم سيبقى ضعيفًا خلال الأعوام القليلة القادمة، فقد يتخذ البنك المركزي الأوروبي (ECB) إجراء ما، ولكن تصريحات “نوتني” تقول أن البنك المركزي الأوروبي (ECB) قد يفكر فقط في إجراء معتدل خلال الأشهر القادمة. وقد استبعد التسهيل الكمي، مشيرا الى ان طريقة مشتريات الاصول الخاصة بالبنك الفيدرالي قد يكون من الصعب تنفيذها في نظام البنك المركزي الاوروبي. كما أنه بدى متشككًا بشأن اسعار الفائدة السلبية على الايداعات للبنوك، على الرغم من أنه قد قال بأن هذا الإجراء كان محل جدال. وقد تكون اسعار الفائدة السلبية على الايداعات سلبية على اليورو EUR، ولكن حقيقة أن احد كبرى البنوك المركزية تعارض هذا قد تجعل من غير المحتمل تكيف البنك مع هذا الاختيار من وجهة نظرنا.
وبدلا من هذا، دافع “نوتني” عن ان يبقى النظام المصرفي ممولا بشكل ملائم، مما قد يؤدي بموجبه إلى امتناع البنك المركزي الأوروبي (ECB) عن استنزاف 170 مليار يورو من الأسواق لتطبيع الأموال التي أنفقها في شراء السندات اليونانية وسندات الدول الطرفية الأخرى في المنطقة في إطار برنامح أسواق الأوراق المالية (SMP). ولكن بينما يبدو هذا وكأنه خطوة بها تغيير جذري في البنك المركزي الأوروبي (ECB)، إلا أن مبلغ 170 مليار يورو يبدو وكأنه سمكة صغيرة بالمقارنة مع ما يقوم به البنك الاحتياطي الفيدرالي و البنك الياباني. وبالتالي فإن أي تأثير محتمل على السوق من هذه الخطوة قد يكون محدودًا من وجهة نظرنا. وقد يستمر دراجي محافظ البنك المركزي الأوروبي (ECB) في اللهجة السلبية في اجتماع شهر فبراير.
ولم تكن تعليقات اعضاء البنك المركزي الأوروبي (ECB) هي الوحيدة التي دفعت باليورو للاعلى الأسبوع الماضي، وإنما صدرت أيضًا بعض البيانات الاقتصادية الإيجابية التي ساعدت أيضًا هذه العملة الموحدة. فقد جاء كلا من الميزان التجاري والحساب الجاري في المنطقة الايجابية، وذلك بالمقارنة مع العجوزات في بريطانيا وأمريكا. وصدق او لا تصدق، تتمكن البيانات الاقتصادية القوية من دفع اليورو EUR للاعلى، حيث يميل الفائض في الحساب الجاري لأن يكون عامل إيجابي للعملة. ةإن فشل الدولار الأمريكي USD في الاستمرار في الارتفاع الاخير، فقد يتحوّل اليورو/ دولار أمريكي EURUSD إلى مستوى 1.3893 – وهو أعلى مستوى خلال الـ 12 شهر الأخيرة. وفي يوم الجمعة، كان السوق يراقب الاغلاق اليومي فوق مستوى 1.3740- وهو مستوى تصحيح فيبوناتشي 61.8% لحركة الانخفاض من أواخر ديسمبر وحتى فبراير. وتحرك اليورو/ الباوند البريطاني EURGBP في اتجاه هبوطي طويل الأجل. ويقع مستوى الدعم الأساسي عند مستوى 0.8157 – وهو أدنى مستوى من 17 فبراير- وفي حالة اختراق هذا المستوى فقد نشهد المزيد من الانخفاضات. ومن ناحية التحليل الأساسي، قد لا يستمر هذا الزوج التقاطعي في الارتفاع حتى نسمع تصريحات ماريو دراجي في اجتماع البنك المركزي الأوروبي (ECB) القادم في مارس.