انخفاض حاد في الليرة التركية يؤثر على باقي العملات في سوق الفوركس
تتبعت كل العملات الأساسية ما تعرضت له الليرة التركية من تقلبات اليوم، كرد فعل من الأسواق المالية لرفع سعر الفائدة من البنك المركزي التركي في وقت مبكر اليوم. وكان النك المركزي التركي قد فاجأ التجار برفع سعر الفائدة بمقدار 425 نقطة أساس لتصل الى 12% مقابل التوقعات برفع سعر الفائدة بمقدار 200 نقطة اساس.
في بادئ الأمر، دفعت هذه الأخبار بالأسعار في سوق العملات للاعلى، حيث يرتفع الدولار الامريكي/ الين الياباني إلى 103.45 ويرتفع الدولار الاسترالي/ الدولار الامريكي إلى مستوى 88.27 قبل افتتاح جلسة التداول الآسيوية. ولكن مع بدء فتور ارتفاع الليرة التركية، انخفضت العملات عالية المخاطر في سوق الفوركس، حيث اصبح تداول الدولار الامريكي/ الين الياباني عند مستوى 102.85، بينما وصل الدولار الاسترالي/ الدولار الامريكي الى مستوى 87.70 مع منتصف جلسة تداول لندن الصباحية.
على الرغم من أن البنك المركزي التركي كان يامل في كبح الاضطراب في سوق العملات الاجنبية عن طريق استخدام اسلوب “الصدمة” برفع اسعار الفائدة بمقدار اعلى من التوقعات، إلا أنه لا يزال من الواضح انه يوجد قدر كبير من التشكك بين التجار حول إذا ما ستؤدي السياسة الحالية إلى إيقاف انخفاض الليرة التركية أم لا. وفي الوقت ذاته، انتشرت المخاوف إلى جميع أزواج العملات في السوق الناشئة، حيث تعرض الراند الشمال أفريقي إلى ضغط بالغ، فقد ارتفع الدولار الامريكي/ الراند الافريقي من 10.9000 إلى 11.1600 في جلسة التداول المسائية.
ومن الواضح ان الضغط المستمر من ضعف الأسواق الناشئة يقود حركة عملات مجموعة الدول العشرة G-10 المتداولة في سوق الفوركس، حيث يستمر التجار في القلق بشأن انتشار التأثيرات، ولكن سوف يتحول التركيز في وقت لاحق اليوم إلى إعلان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة عن آخر الخطط بشان تقليص التسهيل الكمي. أما السؤال الأساسي الذي يشغل بال السوق الآن هو إذا ما يبدي البنك الفيدرالي ملاحظة عن الضعف الاخير في البيانات الاقتصادية الأمريكية وإذا ما سيتحدث عن المشاكل التي تعصب باقتصاديات الدول الناشئة.
وفي حالة وجود أي تلميح من سلطات السياسة النقدية الامريكية عن تلك الامور، فمن المحتمل أن يدفع ذلك بالدولار الامريكي/ الين الياباني إلى مستوى 102.00، نظرًا إلى أن رد فعل السوق يكون اكثر قوة لميل البنك الفيدرالي للسياسة النقدية الميسرة. ولكن إن حافظت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة FOMC بجدول تقليص مشتريات الأصول، وقامت بتقليصها بمقدار 10 مليار دولار أمريكي هذا الشهر، وحافظت على النغمة المتفائلة العامة، فقد يندفع الدولار الامريكي إلى أعلى مستويات جديدة، لأن الأسواق تتأثر بتفاؤل البنك الفيدرالي.