اخبار اقتصادية

أين وصلت الآن التوقعات الخاصة بتقليص مشتريات الاصول وما هو تأثيرها على الدولار الامريكي

الاستنتاج الاساسي الذي استخلصناه من البيانات الاقتصادية الامريكية الافضل من التوقعات واجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في أكتوبر هو أن البنك الفيدرالي يقترب من قرار  تقليص مشتريات الاصول. وبغض النظر عن إذا ما كان البنك الفيدرالي بختار تقليص مشتريات الاصول الشهرية في ديسمبر أو يناير او مارس، فإننا نتوقع خلال أربعة اشهر ان يقلل البنك الفيدرالي من التحفيز الاقتصادي وعندما يقوم بذلك  فلن تكون هذه لمرة واحدة بل ستكون بداية لسلسلة من المرات التي يقلل فيها البنك المركزي من مشتريات الاصول. خلال هذا الصيف،  أشار بين بيرنانكي محافظ البنك الفيدرالي للسوق ان البنك الفيدرالي قد يقطع سعر الفائدة خلال هذا العام ويُنهي برنامج التسهيل الكمي نهائيا في منتصف عام 2014. وبينما تأخر هذا الجدول الزمني الذي أشار اليه بيرنانكي بسبب اغلاق الحكومة الامريكية، إلا أنه من المهم امن نتذكر ان الهدف النهائي للبنك الفيدرالي هو توقف برنامج مشتريات الاصول نهائيا. وهيا يعني انه يمكن للمستثمرين توقع  ارتفاع مستمر في عوائد السندات الامريكية بسبب نية البنك الفيدرالي لإيقاف برنامج التسهيل الكمي. وبفضل قوة تقرير التوظيف الامريكي بالمقارنة مع التوقعات والذي صدر يوم الجمعة الماضية، شقت عوائد السندات الامريكية طريقها الى مستوى 3%. ويعتبر ارتفاع اسعار الفائدة الأمريكية أمر ايجابي للدولار الامريكية ولكنه سلبي   للعملات ذات المخاطر العالية. ويمكننا ان نرى تأثير ذلك على الدولار الاسترالي والدولار النيوزلندي اليوم، غير مهتمين بقوة الطلب المحلي حيث لا يزال المستثمريون يقومون بتعديل صفقاتهم  معتمدين على التوقعات  بأن البنك الفيدرالي سيقلص مشتريات الاصول في وقت قبل ذلك.

حتى بعد ان جاءت البيانات الامريكية بمفاجآت ايجابية، لم يقرر العديد من المستثمرين مدى السرعة التي يفكر بها البنك الفيدرالي لتقليص مشتريات الاصول. وتعني النغمة الاقل سلبية في بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الاخير وقوة البيانات بالمقارنة مع التوقعات ان تقليص مشتريات في ديسمبر لا يزال امر محتمل.  وعلى الرغم من ان الاجتماع للبنك الفيدرالي في الشهر القادم سيكون هو الاخير بقيادة بيرنانكي، إلا أنه من المتوقع ان يعيد الكونجرس النقاش المالي حيث امتد سقف الديون حتى بداية شهر فبراير فقط. وهذا يجعل التعليقات من محافظ البنك الفيدرالي هذا الاسبوع على درجة استثنائية من الأهمية.

 منا لمقرر ان يتحدث اعضاء البنك الفيدرالي “كوكرلاكوتا” و “لوكارت” و “بولسر” ومحافظ البنك الفيدرالي بيرنانكي هذا الاسبوع، وبينما لا يوجد منهم اعضاء مصوتين في اللجنة الفيدرالي هذا العام (فيما عدا بيرنانكي)، إلا أن “كوكرلاكوتا” و “بولسر”  و”فيشير” سيكونوا اعضاء مصوتين في عام 201. وسيكون من المهم ان نرى إذا ما سيشاركوا زملائهم مخاوفهم بشأن تكاليف التحفيز الاقتصادي الزائد والشعور بأن البنك الفيدرالي سيقوم بتقديم الجدول الزمني المخصص لتقليص مشتريات الاصول في ظل التحسن الاخير في البيانات الاقتصادية. سوف يستفيد الدولار من الدرجة الاقل من السلبية في هذه التصريحات حتى وإن لم يكن لهم حق التصويت حتى العام القادم. وعلينا ان نتذكر ان ديسمبر ومارس ليسا الشهرين الوحيدين الذي قد يتخذ فيهما البنك الفيدرالي قرارا، حيث يوجد اجتماع اخر في يناير، وعلى الرغم من انه لا يوجد مؤتمر صحفي مقرر، إلا أن هذا لا يلغي احتمالية اتخاذ البنك الفيدرالي قرار إذا رأى المحافظ الجديد للبنك الفيدرالي أن هذا ضروريا. وبعديا عن هذه الأمور، سوف يراقب المستثمرون شهادة “جانيت يلين” التأكيدية يوم الخميس. وإن جاءت شهادتها سلسة وغير متعارضة  مع رأيها السوق، فقد يرتفع الدولار لأنه لن يكون هناك حينها الكثير من المخاوف التي تضغط سلبا على الدولار الامريكي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى