المزيد من الإشارات المؤكدة على احتمالية تقليص برنامج مشتريات الاصول الفيدرالي في سبتمبر
الدولار الأمريكي
فشلت كلا من البينات الامريكية الافضل من التوقعات والتصريحات التي تميل الى الابتعاد عن السياسة النقدية الميسرة من رؤساء البنك الفيدرالي في تقديم الدعم للعملة الامريكية. سجل الميزان التجاري الامريكي افضل مستوياته منذ اكتوبر 2009 إلا أن الدولار لم يستجب بشكل ايجابي كبير لهذه البيانات. ولم يظهر على المستثمرين التأثر من ضيق العجز في الميزان التجاري الأمريكي بنسبة 22.4% ليصل الى -34.2 مليار دولار من -44.097 مليار أمريكي. وكانت التحسنات في الميزان التجاري مثالية تماما، حيث ارتفعت الصادرات الامريكية بنسبة 2.2% لتصل الى مستوى قياسي، بينما انخفضت الواردات بنسبة 2.5%. يعتبر هذا الاسبوع اسبوع هادئ فيما يتعلق بالبيانات الامريكية إلا ان المستثمرين ينتظرون اي اشارات حول توقيت تقليص البنك الفيدرالي لبرنامج مشتريات الاصول. ولسوء الحظ، فإن الميزان التجاري لا يلعب دور كبير في قرار البنك الفيدرالي الخاص بهذا الأمر. وفي وقت مبكر من يوم امس، قال “لوكارت” الرئيس الفيدرالي ان ارتفاع الوظائف بمقدار 180 الى 200 ألف قد تؤدي الى تقليل البنك الفيدرالي من مشتريات الاصول ولم يستبعد ان يكون هناك قرار بتقليص برنامج مشتريات الاصول في اكتوبر. وبينما لا يعتبر لوكارت عضو مصوت في اللجنة الفيدرالي للسوق المفتوحة، إلا أنها تعتبر المرة الأولى التي يتم فيها طرح فكرة تقليص برنامج مشتريات الاصول في اكتوبر. ففي السابق، كان التركيز موجه الى اجتماعات سبتمبر وديسمبر لان هذه الاجتماعات سيكون فيها مؤتمر صحفي لبيرنانكي محافظ البنك الفيدرالي، إلا أن البنك الفيدرالي قد يعقد مؤتمر صحفي خاص بعد اتخاذ هذا الاجراء في اكتوبر- وهو الخيار الذي علينا عدم استبعاده أبدا. أما ايفانز رئيس البنك الفيدرالي والعضو المصوت في اللجنة الفيدرالية في السوق المفتوحة هذا العام فقد أكد على ان البنك الفيدرالي قد يقلص برنامج مشتريات الاصول في 2013 وينهيه تماما في منتصف عام 2014. وبالتالي فإنه لم يستبعد بشكل واضح تقليص برنامج مشتريات الاصول في سبتمبر. وكأحد الاعضاء الفيدراليين الاكثر ميلا ال السياسة النقدية الميسرة، فإن وجهة نظره الداعمة بقوة لتقليص برنامج مشتريات الاصول تدل على قوة احتمالية تقليص هذه المشتريات في سبتمبر. ليس من المقرر الاعلان اليوم عن اي بيانات اقتصادية أمريكية وسيكون التركيز بالتالي موجه الى حديث “بيانالتو” رئيس البنك الفيدرالي والذي لا يعتبر عضو مصوت في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة.
اليورو
كان تداول اليورو عند مستويات مرتفعة مقابل اغلب العملات الاساسية يوم امس بعد ان سجلت طلبات المصانع الألمانية اعلى ارتفاع لها خلال 8 اشهر، وهي اشارة تدل على ان اداء اكبر اقتصاد في منطقة اليورو قد لا يكون بالضعف الذي صورته البيانات الاقتصادية مؤخرا. وقد قال صندوق النقد الدولي انه في ظل حجم الاقتصاد الألماني وانعدام التوازنات الخارجية فيه بشكل كبير، فإن تحقيق نمو اقتصادي متوازن في ألمانيا يعتبر أمر حيوي لاستمرار التعافي في منطقة اليورو واعادة التوازن العالمي. وكان هناك انقسام بين اعضاء صندوق النقد الدولي حول دعوة حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى المزيد من العمل. وقال صندوق النقد الدولي أن اغلب الاعضاء يؤيدون موقف السياسة النقدية في ألمانيا هذا العام، على الرغم من انهم يرون ان هناك مجال للقيام بتحفيز اقتصادي وقائي في ظل ما تواجهه النظرة المستقبلية من مخاطر كبيرة. وقد قال بيتر برايت العضو في البنك المركزي الاوروبي يوم امس ان البنك المركزي الاوروبي مستعد لتقليل اسعار الفائدة اكثر اذا ما ساعدت النظرة المستقبلية للتضخم على ذلك. وقال ان هذا يوصل فكرة ان البنك لم يصل الى الحد الادنى من المدى المحدد لاسعار الفائدة. ووفقا لـ “برايت”: “لم نستنفذ ما لدينا من ذخيرة. ولا يزال القطع الاضافي لاسعار الفائدة خيار مطروح امام البنك المركزي الاوروبي إن ساعدته النظرة المستقبلية لاستقرار الاسعار التضخمية على ذلك”. وكان البنك المركزي الاوروبي قد اصدر توجيه مستقبلي في يوليو قال فيه ان اسعار الفائدة مهيئة لتكون عند مستويات المنخفضة الحالة او أقل لفترة زمنية ممتدة. ولم يوضح البنك هذه الفترة الزمنية الممتدة.وقال “برايت” : “إن التوجيه المستقبلي الذي اصدرناه ساهم في تحقيق اوضاع اكثر استقرارا للسوق المالي، وساعد على جعل توقعات السوق أكثر قوة”.