ارتفاع الباوند مع تحسن معدلات النمو الاقتصادي البريطاني
جاء معدل النمو الاقتصادي (الناتج المحلي الاجمالي) بقراءة تفوق توقعات السوق، حيث نما الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.3% في الربع السنوي الاول، مقابل التوقعات بقراءة 0.1%، وتعتبر هذه القراءة أيضًا اعلى من قراءة الربع السنوي الماضي التي كانت عند – 0.3%. وكرد فعل لهذه الانباء، ارتفع الباوند البريطاني بمقدار 110 نقطة ليصل الى مستوى 1.5410، معوضًا ما تكبده من خسائر يوم امس بعد قرار وكالة فيتش بتخفيض التصنيف الائتماني للسندات طويلة الأجل من البنك البريطاني الى AA+. وفي الجلسة الآسيوية، تحسن معدل الرغبة في المخاطرة خلال التداول بعدما سجلت كوريا ارتفاع في معدل النمو في الربع السنوي الاول. وقبل اجتماع البنك الياباني يوم الجمعة، حصل الين الياباني على دعم في جلسة طوكيو. فلا يزال مستوى المقاومة النفسي عند الـ 100 صامدًا، على الرغم من ان الكثير من عقود الاوبشن هناك سوف تنتهي صلاحيتها اليوم او غدا. وتوجد طلبات شراء مرضية عند مستوى 99.00، بينما بدأ السوق في التشكك في نتيجة اجتماع البنك الياباني القادم. ونعتقد ان اجتماع البنك سيغطي قضايا اساسية: مضاعفة برنامج شراء الاصول، واعادة التأكيد على هدف التضخم عند 2% مع حلول ربيع عام 2015. ولم يتبقى الكثير لكورودا محافظ البنك الياباني ليقوله ليفاجئ السوق به ليخترق حاجز الـ 100 هذا الاسبوع. وحالما يستوعب السوق ضعف الين الياباني، فقد يرتفع الدولار/ ين ياباني فوق هذا الحاجز. وحتى ذلك الحين، من المتوقع ان يشهد الدولار/ ين وازواج الين الياباني الاخرى بعض التصحيحات، الا ان الاتجاه الهبوطي قد يكون محدودا.
وبالنظر الى امريكا، فإن الاوضاع أكثر تعقيدًا، حيث تزداد المخاوف بشأن الصحة الحالية لاكبر اقتصاد في العالم وهو الاقتصاد الامريكي. فيوم امس، فاجأ تقرير طلبيات السلع المعمرة السوق بقراءة هبوطية، الامر الذي زاد من تدهور التفاؤل بشأن النظرة المستقبلية الامريكية. ويظهر من خلال هذه البيانات بوضوح ان بيرنانكي قد يكون محقا في ان الاقتصاد الامريكي لا يزال هشا وان الوقت لم يحن لنقول لتقليل مشتريات الأصول او إنهائها والتي تقدر الآن بنحو 85 مليار دولار شهريا. وقد ادى تراجعه احتمالية تقليل برنامج مشتريات الاصول الى دفع العملات ذات المخاطر العالية الى مستويات اعلى. فقد سجل اليورو/ دولار مستوى 1.3062 في بداية الجلسة الآسيوية، إلا ان الوضع في منطقة اليورو لا يزال ضعيفا.وعلى الرغم من المعاناة التي يواجهها اليورو ليدافع عن قوته الحالية، الا ان اجتماع البنك المركزي الاوروبي الاسبوع القادم قد يكون اللمسة المتوقعة التي ستدفع هذه العملة للأسفل الى نطاق تداول اقل. ويتوقع السوق على نطاق واسع ان يقطع البنك المركزي الاوروبي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة اساس الى 0.50%. على الرغم من ذلك، قال “اسموسن” عضو البنك المركزي الاوروبي ان تأثير المزيد من القطع لاسعار الفائدة قد يكون محدودا حيث تكمن المشكلة في آلية الانتقال. وقد يُظهر البنك المركزي الاوروبي رغبته في دعم منطقة اليورو عن طريق تقديم المزيد من السيولة، ولكنه لا يمكنه إجبار البنوك على اقتراض الاموال منه. و قد نرى الاسبوع القادم اتجاه اوضح لليورو، حيث قد يؤدي قطع سعر الفائدة المتوقع الى تخفيض نطاق التداول الى 1.2750-1.3000، الا ان اي تباطؤ في اتخاذ هذا الاجراء قد يدعم اليورو الى الاتجاه الصعودي، على الرغم من النظرة المستقبلية الاقتصادية المتدهورة.