تباين أداء عملات السلع في سوق الفوركس.. هل يستمر طويلا؟!!
من اكثر التطورات المثيرة للاهتمام مؤخرا في سق العملات هو فروق الاسعار الحاد بين دولارات السلع. ولوقت اطول كان تداول عملات السلع بشكل عشوائي وتتعرض للانخفاض مع تراجع معدلات الرغبة في المخاطرة. وبين عملات السلع الثالثة، كان الدولار الاسسترالي صاحب العائد الاكبر بين عملات الدول العشرين G20 هو صاحب الاداء الافضل عندما كانت معدلات الرغبة المخاطرة عند اعلى المستويات.
إلا أن هذه الآلية قد تغيرت بشكل كبير حيث ان الازدهار الذي تحقق بفضل الطلب الكبير من الصين على الحديد الخام والسلع الأخرى. وعندما تضع الصين قيود على خطط الانفاق الهائلة لرؤوس الاموال، تجد استراليا نفسها بعملة معومة، متحدية شروط التجارة ومواجهة لبطأ في معدلات النمو. وتشير اخر البيانات الاقتصادية القادمة من استراليا الى القلق بشأن انكماش مبيعات التجزئة، وانخفاض معدلات الطلب في القطاع العقاري، واستمرار انخفاض الانتاج الصناعي تحت مستوى 50 والذي يمثل الحد الفاصل بين الانكماش والازدهار. وعلى الرغم من ان معدل التوظيف ظل على ارتفاعه بشكل جيد نسبيا، الا ان الارتفاعات التي جاءت بها الوظائف تعتبر ارتفاعات مؤقتة أكثر منها مستمرة.
وقد أجبر التباطؤ في النمو الاقتصادي الأسترالي البنك الاسترالي RBA على خفض اسعار الفائدة إلى مستوى 3.00٪ ويتوقع كثير من المشاركين في السوق ان يقوم البنك الاسترالي بخفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة اخرى. وعلاوة على ذلك، واصل المسؤولون النقديين والماليين في استراليا التعليق على قوة الدولار الاسترالي فوق المستوى العادل الذي لا يزال أمام الدولار الامريكي. ومن خلال ارتفاع معدلات الطلب الصيني، لم يكن ارتفاع اسعار الصرف الاسترالية عائقا حيث ظل معدل الطلب على السلع الخام كما هي. ومع ذلك، يجب ان تسعى أستراليا الآن إلى البحث عن سبل مختلفة للنمو، وولا شك بان السلطات الاسترالية سوف ترغب في رؤية الدلار الاسترالي في ينخفض دون المستوى العادل له.. في الوقت الراهن لا يزال الدولار الاسترالي فوق مستوى الدعم 1.0250، ولكنه لا يزال مستمر في تكوين اعلى مستويات تنازلية حيث تستمر ضغوط البيع على العملة. وبالتالي فإن اختراق مستوى 1.0250 للاسفل سوف يفتح الطريق للانخفاض باتجاه مستوى 1.0150 وقد يزيد انخفاضه إن قرر البنك الاسترالي قطع المزيد من اسعار الفائدة، مما يقلل من الفرق بين اسعار الفائدة الاسترالية واسعار الفائدة الامريكية.
وفي الوقت ذاته اظهر الدولار النيوزلندي مرونة واضحة حيث ظل الطلب على السلع الناعمة مثل القمح والألبان مرتفعا للغاية، وتمت ترجمة ذلك الى اداء اقتصادي افضل من المتوقع. وكانت مؤشرات مديري المشتريات ومبيعاتا لتجزئة من نيوزلندا قد سجلت نتائج ايجابية مفاجئة مما سل على ان النشاط الاقتصادي يستمر في التحسن. علاوة على ذلك، لا يزال المسؤولون في نيوزلندا يشعرون بالقلق حيال القوة الأخيرة التي حاز عليها الدولار النيوزلندي، حيث يقول جون كي رئيس الوزراء النيولندي ان المستهلك أفضل مع قوة العملة.وبالتالي ليس من الغريب ان الدولار النيوزلندي يتحرك في تداوله بالقرب من اعلى مستويات سنوية له. ويشهد هذا الزوج مستوى مقاومة عند 8500 ولكن يمكنه اختراق هذا المستوى مع احتمالية قدرة الدولار النيوزلندي على تسجيل اعلى مستوى له عند 0.8700، الأمر الذي يوسع من الفجوة بينه وبين الدولار الاسترالي.