اخبار اقتصادية

لماذا يرفض اليورو/ دولار أمريكي الانخفاض في سوق الفوركس

ارتد اليورو للاعلى قليلا مقابل الدولار الامريكي على الرغم من قرار ماريو مونتي بالاستقالة عن منصف رئيس الوزراء الايطالي، وعلى الرغم من ارتفاع عوائد السندات الأوروبية وانخفاض فائض الميزان التجاري الالماني وفائض الحساب الجاري. وبينما يمكن القول ان بيانات الميزان التجاري الألماني قد فاقت التوقعات، إلا أنها لم تتحسن كثيرا بالمقارنة مع القراءة المتوقعة، كما انها تعتبر متدهورة بالمقارنة مع قراءة الشهر الاسبق.  كما انخفض الانتاج الصناعي الفرنسي بحدة خلال شهر اكتوبر، مما اثار القلق بأن أكبر ثاني اقتصاد في أوروبا يمكن أن ينتقص بدلا من ان يساهم في نمو منطقو اليورو في بداية عام 2013. ويعتبر صمود اليورو في مواجهة كل هذه العوامل أمر مؤثر ويُظهِر مدى أهمية الميزانية العمومية للبنوك المركزية للعملة. وفي يوم الاربعاء، من المتوقع ان يقرر البنك الاحتياطي الفيدرالي زيادة ميزانياتها أخرى. وفي حين ان البنك المركزي الأوروبي قد التزام بأن تكون السياسة النقدية ميسرة، الا اميزانياته لم تتغير كثيرا لأنه لا يوجد أحد طلب من البنك المركزي تفعيل برنامج المعاملات النقدية المباشرة. وفي الواقع،  استفادت الميزانية العمومية للبنك المركزي الأوروبي من الاستقرار في المنطقة، وإعادة فتح أسواق التمويل وعودة الودائع، الأمر الذي يفسر سبب انخفاض اليورو/ دولار قبل اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة FOMC.

 

وحول إذا ما كان يمكن لليورو الاستمرار في الارتفاع الذي حققه يوم امس على المدى الطويل فإن هذا السؤال مختلف تمام ويعتمد على ما إذا ستستمر ارتفاعات العوائد على السندات الأوروبية . وتقترب الان عوائد السندات الاسبانية لأجل 10 سنوات من مستوى 6٪ اكثر من اقترابها من مستوى 5٪ لكنها لا تزال دون المستويات الطارئة. كما ان ارتفاع عوائد السندات  الإيطالية بمقدار 30 نقطة يعتبر أمر محبط، ولكن طالما انها لا تزال دون مستوى 5,5-6٪، فلن تُدق أجراس الإنذار. ومن ناحية أخرى، تعتبر استقالة ماريو مونتي  رئيس وزراء الحكومة التكنوقراطية  خسارة لايطاليا إلا أنه سيظل بإمكانه اختيار خوض الانتخابات في فبراير  القادم، على الرغم من انه قال انه لا ” يفكر حتى في هذا الاحتمال في هذه المرحلة.” وكثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، فإن الانتخابات في إيطاليا تخلق أجواء متوترة جديدة في المنطقة مما قد يؤثر على اليورو / دولار في السنة الجديدة. وفي الوقت الحالي، وتركز السوق على عوامل قصيرة الاجل   مثل  بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة  FOMC ومسح ZEW الألماني المقرر الاعلان عنه اليوم، واستنادا إلى ارتفاع مؤشر DAX الألماني والموافقة على صرف المعونة لليونان،  نتوقع تحسن معدلات الثقة بين المستثمرين ولكن سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا ستتراجع معدلات الثقة في الاقتصاد الألماني وفقا لمؤشر ZEW الألماني بسبب التحذيرات من ضعف النمو الاقتصادي التي اصدرتها الحكومة الألمانية مؤخرا. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى