ماذا ننتظر من الاحتياطي الفيدرالي والمركزي النيوزلندي
ماذا ننتظر من الاحتياطي الفيدرالي والمركزي النيوزلندي
تسير حركة التداولات في سوق الفوركس معتمدة على عوامل خاصة بكل بلد هذا الصباح، وليس على أساس الرغبة في المخاطر نظرًا لارتفاع الدولار مقابل اليورو والفرنك السويسري وانخفاضه أمام الجنيه الإسترليني GBP والين الياباني JPY وعملات السلع. ومن ثم فالأخبار تحمل لنا مواجهة بين آسيا وأوروبا. وقد أعطى التحسن في النشاط التصنيعي الصيني في أكتوبر دفعة إلى عملات السلع وكان بمثابة مصد للمخاطرة. ومع ذلك، كان ارتفاع عوائد السندات الأوروبية والهبوط في التصنيع الألماني ومؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى جانب قراءة مؤشر IFO لمناخ الأعمال الألماني الأضعف من المتوقع، كلها حالت دون مشاركة اليورو في موجة الارتفاع. وبينما ارتفعت حركة تداولات الأسهم الأمريكية بشكل طفيف هذا الصباح، وكان تراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 3.5% على مدار الأيام الأربع السابقة قد حول الأسواق من لهجة التفاؤل الحذر إلى لهجة من العصبية المتصاعدة. وكان التدهور في النمو الأوروبي هو ما حذّر منه وزير المالية الألماني «شويبل» وعضو المركزي الأوروبي «ميرش» يوم أمس – وهو أن الهدوء في أوروبا ليس إلا وهمًا سرعان ما سينقشع.
كما ألقى رئيس المركزي الأوروبي السيد دراجي هذا الصباح بكلمة قال فيها أن اقتصاد منطقة اليورو سيظل على حاله من الضعف في المستقبل القريب بسبب عدم قيام بعض الدول الأوروبي بخفض أسعار الفائدة. وقد دافع عن برنامج العملات النقدية المباشرة OMT قائلاً بأنه كان مهمًا وأنه لا ينال من استقلالية قرار المركزي الأوروبي أو يزيد ما يتعرض له دافعو الضرائب من مخاطر أو يسبب الضخم. وقد أشار دراجي إلى أن هبوط الأسعار بات يمثل في الوقت الحالي مشكلة تفوق مشكلة التضخم، وهو علامة على التزامه بسياسة نقدية أيسر.
ماذا نتوقع من الاحتياطي الفيدرالي
سنكون على موعد اليوم مع بعض الإعلانات السياسية من اثنين من البنوك المركزية وستبدأ بالبنك الاحتياطي الفيدرالي ويعقبها البنك الاحتياطي النيوزلندي. وليس من المتوقع قيام أي من البنكين بتغيير أسعار افائدة ولكن إرشاداتهم ستكون مهمة. وبعد أن استقبلنا منذ فترة قريبة جولة ثالثة من التيسير الكمي خلال الشهر الماضي، لا نتوقع حوافز إضافية من البنك المركزي الأمريكي. ومع ذلك فإننا سنرى ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي قد أقر بما شهدته البيانات الأمريكية من تحسن مؤخرًا والتي تشمل الارتداد في مبيعات المنازل الجديدة هذا الصباح. ويواصل انخفاض أسعار الفائدة دعمه لسوق الإسكان، حيث أسهم في زيادة مبيعات المنازل الجديدة بنسبة 5.7%. ورغم أن الموجود من المنازل لا يزال يتم تحريكه بأسعار أقل، ارتفعت المبيعات إلى أعلى مستوياتها في عامين. فإذا تشجع الاحتياطي الفيدرالي بناء على البيانات الأخيرة، فقد تقوم الأسهم بتوسيع مكاسبها، وعلى نحو يسهم في تيسير تدفقات الملاذ الآمن الخارجة من الدولار الأمريكي والين الياباني . أما إذا مالت باتجاه الحذر وعبرت عن تشككها إزاء الفترة المتوقعة لهذا التحسن. فقد يزداد البيع المكثف في الأسهم والعملات.
ماذا نتوقع من المركزي النيوزلندي
فيما يتعلق بالبنك الاحتياطي النيوزلندي، سيكون ذلك أول اجتماع للسياسات النقدية يرأسه (جرايم ويلر)، والذي لم يلق بعد أي كلمة مهمة لذا فنحن لا نعلم الكثير حول موقفه الخاص بالسياسات النقدية. وستكون هذه أول فرصة له لإخبارنا بآرائه، والتي سيصغي لها المتاجرون في الدولار النيوزيلندي NZD باهتمام شديد. وما نعرفه أنه قام منذ أسابيع قلائل بتوقيع اتفاقية سياسية جديدة تهدف بشكل صريح لأن يكون التضخم عند معدل 2%، وهو ما يوحي أنه لن يقف بقوة أمام التضخم. ولكن مع هبوط النمو في مؤشر سعر المستهلك CPI إلى أدنى مستوياته منذ 1999 وتزايد مطالب المصدرين من البنك المركزي باتخاذ خطوات لمواجهة ارتفاع العملة، قد يلتزم (ويلر) الحذر ويضحى أكثر تأييدًا لتيسير السياسة النقدية وهو ما ستكون له تبعاته السلبية على الدولار النيوزيلندي.