تقرير اسبوعي…. هل يحقق الاقتصاد البريطاني توسعًا خلال الربع الثالث؟
تدلنا آخر قراءات مؤشر مديري المشتريات عن شهر سبتمبر إلى إمكانية اتساع الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.1% في الربع الثالث بعد هبوط بنسبة 0.4% في الربع الثاني. ويرى البعض أن بيانات الربع الثالث قد تأتي أكثر قوة بمجرد الأخذ في الحسبان حالة الارتفاع التي تعقب عطلة البنوك في احتفالات اليوبيل الفضي وقد ترتفع لتبلغ مستوى 0.6%. فإذا كان هذا هو الحال، فسيكون ذلك أعلى معدل للنمو في المملكة المتحدة منذ عام 2010. بيد أن هذه الأرقام الظاهرية قد تخفي في طياتها معدل نمو أكثر انخفاضًا في الاقتصاد البريطاني، يكاد يقترب من الفتور.
وبعد قراءة قوية في أغسطس لمؤشر مديري المشتريات في المملكة المتحدة، تباطأت قراءات سبتمبر، حيث هبطت قراءة قطاع الخدمات الرئيسي إلى 52.2 مقابل 53.7 في أغسطس. وهذا ما يشير إلى أن الاقتصاد ربما فقد بعضًا من زخمه باقتراب نهاية الربع الثالث. كما يبدو أن التوظيف، والذي كان النقطة المضيئة وسط غمامة الركود البريطاني، قد بدأ يتدهور بعد هبوط التوظيف في هذه القراءة إلى حيز الانكماش عند أقل من 50 نقطة في الشهر الماضي. كما جاءت الصادرات ضعيفة كذلك على مدار الربع الثالث، بينما جاءت مبيعات التجزئة فاترة في يوليو وهبطت في أغسطس. أضف إلى ذلك أن الهبوط في مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات عن شهر سبتمبر لا يبشر بخير بالنسبة لمبيعات تجزئة الشهر السابق.
وسيكون الأسبوع المقبل هادئًا نسبيًا بالنسبة لبريطانيا. وقد يكون محور الاهتمام هو تقديرات المعهد القومي للبحوث الاقتصادية والاجتماعية (NIESR) للناتج المحلي الإجمالي عن شهر سبتمبر والذي سيصدر يوم الثلاثاء. ولا تعطي الأسواق في العادة لهذا المؤشر أهمية كبيرة، بيد أن أهميته قد تزداد هذا الشهر مع انتظار المتاجرين في الجنيه الإسترليني GBP لرؤية ما إذا كان ارتداد بريطانيا في الربع الثالث قد تحقق فعليًا. وكانت تقديرات المعهد لشهر أغسطس قد ارتفعت بنسبة 0.2%، ومن جانبنا نعتقد أن قراءة سبتمبر ستكون أعلى من 0%، ولكنها ستشير إلى نمو فاتر نسبيًا.
وقد نجح زوج الجنيه الإسترليني/دولار أمريكي GBP/USD في التماسك أعلى مستوى 1.60 للأسبوع الثالث على التوالي الأسبوع الماضي. ورغم أن البيانات الاقتصادية البريطانية تبدو ضعيفة وثمة فرصة بقيام وزير المالية البريطاني بتعديل أهداف وزارته بخصوص العجز في بيان موازنة الخريف في الشهر المقابل، لم يكن هناك إقبال على بيع زوج الإسترليني/دولار لحين الاعلان عن قراءة الناتج المحلي الاجمالي للربع الثالث بسبب مخاطر حدوث مفاجأة صعودية كبيرة. فإذا لم تتحقق هذه “المفاجأة” فقد نرى هبوطًا حادًا في الزوج في المدى المتوسط.