انتظار المستثرون في سوق الفوركس لما ستصل اليه أسبانيا.. تقرير اسبوعي
جاء اجتماع البنك المركزي الأوروبي ECB الأسبوع الماضي خاليًا نسبيًا من الأحداث المهمة، حيث قرر البنك ترك أسعار الفائدة على حالها، وألقى رئيس البنك السيد دراجي ببعض الضوء على الطريقة المقرر أن يعمل بها برنامج OMT لشراء السندات، وقبل ذلك في الأهمية طريقة إطلاق البرنامج. وفي البداية، قال دراجي أن البنك سوف يتابع مجموعة من المؤشرات ليرى إن كانت هناك ضرورة لتفعيل برنامج الـ OMTمن عدمه، ويدلنا هذا التصريح على أن البنك لن يقتصر على متابعة عوائد السندات السيادية. وعليه، فقد تنضم أسبانيا لبرنامج الـ OMT حتى ولو ظلت عوائد سنداتها عند أقل من 6% أو واصلت هبوطها. الشيء الآخر الذي نأخذه من اجتماع البنك هو أن الدول التي ستُمنح حزمة إنقاذ لن يغطيها برنامج الـ OMT. وهذا شيء مهم لسببين، هما: أولاً، قد تضطر أيرلندا والبرتغال للعودة إلى الأسواق الرئيسية في العام المقبل على النحو المخطط وليس لها أن تنتظر من المركزي الأوروبي شراء ديونها. ثانيًا، أن أسبانيا لن تضطر لطلب حزمة إنقاذ للحصول على التمويل. سيتوجب عليها التوقيع على برنامج للإصلاحات الاقتصادية، ولكنها لن تكون في نفس وضع أيرلندا واليونان والبرتغال.
ولم يعلق دراجي مباشرة على ميزانية أسبانيا لسنة 2013، ولكنه قال بأن الجهود الإًصلاحية لأسبانيا كانت “رائعة”. ورغم أن وزير المالية الأسباني قد قال بأن أسبانيا لا تحتاج إلى حزمة إنقاذ في كلمة أقلاها في لندن يوم الخميس بعد اجتماع المركزي الأوروبي، إلا أن عوائد السندات الأسبانية نجحت في الهبوط، وذلك ربما لاعتقاد الأسواق أن أسبانيا لن تضطر لطلب حزمة إنقاذ للحصول على المساعدة المالية، الأمر الذي يجعل التوقيع على مذكرة تفاهم بخصوص الإصلاحات الاقتصادية أكثر استساغة بالنسبة للحكومة في مدريد.
وقد ارتفع زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD بعد إعلان بيانات التوظيف الأمريكية يوم الجمعة. ورغم هبوط معدلات البطالة، إلا أنه يبدو أن الجولة الثالثة من التيسير الكمي قد صنعت حاجزًا على مكاسب الدولار في الوقت الحالي حيث يبدو الاحتياطي الفيدرالي ملتزمًا ببرنامج مشتريات الأصول. وقد أغلق زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD في جلسة تداول لندن فوق مستوى 1.3050. ويظل مستوى 1.3175 – وهو أعلى مستوى منذ منتصف سبتمبر – منطقة مقاومة كبرى، ويمثل الحاجز الأكبر التالي أمام هذا الزوج. وقد تظل معدلات الثقة في اليورو في الاتجاه الصعودي بشكل طفيف طالما سادت توقعات بتفعيل برنامج الـ OMT وقيام أسبانيا بالتوقيع على برنامج للإصلاحات. وتبدو العملة الموحدة قادرة على الاندفاع بتأثير من مخاوف بشأن جانب واحد وهو اليونان. وقد قامت مجموعة الترويكا بتعديل تنبؤاتها لنمو اليونان إلى رقم منخفض واعترفت بأن توقعاتها بخصوص بنسبة الديون إلى الناتج المحلي الإجمالي في الأعوام المقبلة لن يتسنى بلوغها. وهي تتوقع الآن أن ينكمش الاقتصاد اليوناني بنسبة 7% مرة أخرى في العام المقبل. وستحتاج اليونان على الأرجح لعملية إعادة هيكلة أخرى لديونها أو لحزمة إنقاذ أخرى، الأمر الذي قد لا يستسيغه الشعب الألماني. وعلى نفس الغرار، لا يبدو السوق قلقًا إزاء احتياج قبرص لحزمة إنقاذ. وإذا لم يتم تفعيل برنامج الـ OMT في الأسابيع القليلة الماضية، فقد لا يستبشر المستثمرون خيرًا بشأن أسبانيا. وسيكون السيناريو الآخر أن تقترب أسبانيا من سداد دين ضخم مقرر سداده في نهاية هذا الشهر وإذا ظلت على امتناعها لطلب المساعدة فقد تجد نفسها في وضع مأساوي ستجبر بمقتضاه للانضمام إلى البرنامج. وقد يكون أثر ذلك في غاية السلبية على المخاطر وعلى اليورو بصفة خاصة، ومن ثم فإن حياة الزوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD فوق مستوى 1.3175 تعتمد على أسبانيا.
وفي مطلع هذا الأسبوع، لا نتوقع أن يسفر اجتماع وزراء مالية منطقة اليورو يوم الاثنين عن أخبار كبرى حيث لا نعتقد أن أسبانيا ستتقدم بطلب حزمة إنقاذ في هذا الاجتماع، فهي إن فعلت ذلك فسيكون في قمة اليورو المقبلة حسبنا نعتقد. وستكون أهم الأنباء على المنصة هي بيانات الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو وسعر المستهلك في أسبانيا.