اخبار اقتصادية

لماذا قد لا يكون التيسير الكمي بالغ السوء على الدولار الأمريكي USD

 

هبط الدولار الأمريكي USD بشكل حاد اليوم في أعقاب إعلان الاحتياطي الفيدرالي عن برنامج مفتوح النهاية للتيسير الكمي. وفي استطلاعنا لتداعيات هذا الأمر، تحدونا الرغبة في أن نعرف كيف سيكون أداء الدولار مستقبلاً قيامًا على ردة فعله في السابق إزاء جولتي التيسير الكمي الأولى والثانية.  والأمر المثير أن التيسير الكمي قد لا يكون بالغ السوء على الدولار. فرغم أن لدينا مثالين فقط على التيسير الكمي، وهو ما يجعل من الصعب الثقة في عينتنا الإحصائية، إلا أنه من المثير رغم ذلك أن نرى كيف كان أداء الدولار في مقابل اليورو والين الياباني JPY في الأيام والأسابيع والأشهر التي أعقبت جولتي التيسير الكمي الأولى والثانية. فعندما اتخذ البنك المركزي خطوته الجبارة بإعلان الجولة الأولى من التيسير الكمي في 25 نوفمبر 2008، هبط الدولار الأمريكي مقابل اليورو (أو ارتفع زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD) والين الياباني JPY، إلا أنه سرعان ما انتعش في اليوم التالي وارتفع لمدة أربع أيام تداول متتالية قبل أن يهبط بقوة مرة أخرى مقابل اليورو. أما الزوج الدولار الأمريكي/ين ياباني USD/JPY، من جهة أخرى، فقد أخذ وقتًا أطول لكي ينتعش. وقد فقد الزوج 1000 نقطة في غضون الأسابيع الثلاث التالية (حيث هبط من 97.40 إلى 87.20) وذلك قبل أن يستقر ويستعيد كل هذه الخسائر. وبحلول مارس أو إبريل من نفس العام، كانت حركة تداولات زوج الدولار الأمريكي/ين ياباني تسير بشكل أعلى، ولكن هذه المكاسب لم تدم على نحو ما نعلم.

وعندما أعلن الاحتياطي الفيدرالي عن جولته الثانية من التيسير الكمي في 3 نوفمبر 2010، هبط الدولار كذلك مقابل اليورو في يوم الإعلان، ولكنه انتعش في اليوم الذي بعده وبدأ ارتفاعًا بنسبة 8% استمر حتى الشهر التالي. وبتعبير آخر، خلقت الجولة الثانية قاعًا قصيرة الأجل للدولار الأمريكي مقابل اليورو، وقد شاهدنا نفس الحركة السعرية في زوج الدولار الأمريكي/ين ياباني USD/JPY، والتي هبطت إلى القاع كذلك بعد إصدار البنك لإعلانه، وليرتفع بنسبة 6% تقريبًا على مدار الشهر التالي. وجاءت ردة الفعل المتسقة إزاء جولتي التيسير الأولى والثاني في سوق الأسهم، والتي ارتفعت قيمتها بشدة بعد كلا الجولتين.

وكانت تعزى ردة الفعل الأقوى للزوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD إزاء التيسير الكمي مقارنة بالزوج الدولار الأمريكي/ين ياباني USD/JPY إلى أن السياسات النقدية للولايات المتحدة ومنطقة اليورو في ذلك الوقت كانت أكثر تشعبًا عن السياسات النقدية للولايات المتحدة واليابان. فإذا ما تطلعنا إلى عام إلى الأمام، في كلتا الحالتين، سنجد أن الدولار كان أقل مما كان عليه قبل التيسير الكمي. ويتمثل السبب الرئيسي في أن التيسير الكمي ليس بذي أثر سيء دومًا على الدولار فيما يستشعره المستثمرون في الغالب من ارتياح عند تلقي دعم إضافي من البنك المركزي. وكانت الجولة الثانية أكثر نفعًا للدولار عن الجولة الأولى لأنها لم تأت بشكل مفاجئ. فقد كان السوق يتحدث عنها لأسابيع وكان أمام المستثمرين وقت وفير لضبط مراكزهم المالية استعدادًا للإعلان – في تطبيق للمثل الكلاسيكي القائل ‘بع الإشاعات واشتر الأخبار’.  وهذا ليس معناه أن الدولار لن يظل ضعيفًا. فإذا لم تمنح أوروبا للمستثمرين سببًا لإيجاد ملاذ آمن في الدولار الأمريكي USD، فإن زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD قد يقوم بتمديد مكاسبه. ومع ذلك، فإن الخسائر في الزوج الدولار الأمريكي/ين ياباني USD/JPY يمكن قصرها على 76 مع احتراس المستثمرين من أي تدخل من المركزي الياباني.

ومن المقرر أن تصدر يوم الجمعة بيانات مبيعات التجزئة وأسعار المستهلكين والإنتاج الصناعي ومؤشر معنويات المستهلكين لجامعة ميتشجان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى