ضعف الدولار الامريكي وسط آمال بحل مشكلة الديون الأوروبية
سادت الأسواق حالة من الهدوء النسبي التي لم تخل من بعض التحركات السعرية. وقد تلهف الجميع لسماع التعليقات الصادرة من “أردو هانسون” من البنك الإستوني المركزي؛ والتي أشار فيها إلى حجم مشتريات المركزي الأوروبي ECB من السندات سيكون ضخمًا ومستدامًا. وقد تجاوب المتاجرون مع هذه التعليقات بالإقبال على شراء اليورو، ولكن صوت واحد في الأوركسترا العشوائية للاتحاد الأوروبي ليس كافيًا لإحداث تبدل كامل في المعنويات، وكان ثقل كلمات السيد “هانسن” قد تراجع بعد صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي وبيانات الإنتاج الصناعي الإيطالي. وقد أظهرت هذه البيانات هبوطًا شهريًا بنسبة 0.7% في الناتج المحلي الإجمالي (وبنسبة سالب 2.4% في العام) وهبوطًا بنسبة 1.4% في الإنتاج الصناعي؛ وهي نتيجة ضعيفة ردد صداها كذلك حجم طلبيات المصانع الألمانية والتي أظهرت هبوطًا بنسبة 1.7% بمعدل شهري وبنسبة 7.8% بمعدل سنوي. وقد جاءت هذه الأرقام بأسوأ كثيرًا من المتوقع، وتعكس علامات واضحة على أن حالة الهبوط العالمي قد أصابت ألمانيا بالعدوى.
ويمكن مقارنة هذه البيانات مع أرقام الإنتاج الصناعي والتصنيعي الخاصة بالمملكة المتحدة، حيث جاء كلاهما ضعيفًا ولكن ليس بدرجة سوء معظم التنبؤات. ونحن نعلم أن ذلك أشبه بمحاولة تركيز النظر على نصف الكوب الفارغ، ولكن الأسواق تشجعت بسبب هذه الأنباء ومر يوم أفضل على الباوند البريطاني يومًا أفضل. ولم نشهد مفاجآت مذهلة ولكن الجنيه حقق بعض الارتفاع في مقابل اليورو EUR والدولار الأسترالي AUD والدولار النيوزلندي NZD والدولار الكندي CAD. ومع ذلك، فقد يقلل من هذه النتائج صدور تقرير التضخم ربع السنوي من بنك انجلترا، والذي من المتوقع فيه أن يقوم مسئولو البنك بخفض درجة تنبؤاتهم للنمو البريطاني إلى 0.0% لعام 2012. وعلى ضوء ذلك، سوف يكون من المثير أن نسمع السبب الذي سيسوقه «ميرفن كنج» لعدم خفض أسعار الفائدة مرة أخرى. ونخمن بأن معظم الناس كانوا يأملون أن تمنح دورة الألعاب الأوليمبية شركة UK PLC دفعة اقتصادية، ولكن بالنظر إلى خلو المساحات المفتوحة في وسط لندن من الناس، فإن هذا لن يحدث. ويبدو أن الجمهور الذي سافر إلى بريطانيا لحضور الألعاب الأوليمبية قد أتى مصطحبًا غداءه المحفوظ ولم يحمل معه أي مصروف جيب لإنفاقها.
وكانت الأخبار المسائية التي أفادت ارتفاع قروض المنازل الأسترالية ارتفاعًا هائلاً هذا العام قد أدت بشكل متوقع إلى إعطاء دفعة للدولار الأسترالي. فهذا الارتفاع الذي جاء بنسبة 1.3% في إقراض الرهون العقارية يأتي قبل يوم نتوقع أن نشهد فيه هبوطًا في معدلات البطالة الأسترالية كذلك، لذا فإن الصورة المحلية طيبة ولكن الاقتصاد العالمي لا يحمل نفس الصورة الوردية. وسوف يضمن هذا التعارض حدوث قدر من التذبذب في الدولار الأسترالي AUD، لذا فإن من يتعاملون مع الدولار الأسترالي بيعًا أو شراءً سيكون من الأفضل لهم وضع أوامر أوتوماتيكية عند مستويات محددة مسبقًا بدلاً من محاولة انتظار السعر المناسب يدويًا. فعندما تستيقظ لمدة 16 ساعة فقط من 24 ساعة خلال أيام عمل السوق، فإن قانون «مورفي» يقول بأنك لن تحقق أي فوز بدون اللجوء إلى الأوامر الأوتوماتيكية.
وقد فقد الدولار النيوزلندي NZD بعض مكانته بدرجة طفيفة بعد أن أطلق رئيس الوزراء النيوزلندي «جون كي» تحذيره من مرور الاقتصاد بحالة توقف في حالة إذا ما أصبح الدولار النيوزلندي أكثر قوة. ولأن العوائد المرتفعة لأسعار الفائدة تعد من الخصائص الأكثر جاذبية للدولار النيوزلندي، فإن توقعات انخفاض العوائد ستؤدي على الأرجح إلى إضعاف الدولار النيوزلندي. ومع ذلك، فإننا نتوقع بيانات توظيف إيجابية من نيوزلندا الليلة، وبالتالي دولار نيوزلندي أقوى على المدى القصير.