ضعف من جميع النواحي في منطقة اليورو وتأثير سلبي حاد على اليورو مع بداية تداول الاسبوع
تمثل معدلات النمو (أو نقص معدلات النمو بمعنى أدق) عبء ثقيل على الأسواق اليوم. وقد أعلنت اسبانيا عن أن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأول من العام قد انكمش بنسبة 0.4%، وهو ثاني ربع سنوي يسجل فيه معدل النمو الاسباني انكماشًا، مما يعني أن اسبانيا في ركود اقتصادي من الناحية التقنية وقد دفع هذا عوائد السندات الاسبانية للعشر أعوام إلى ما فوق 6% هذا الصباح على الرغم من أنها قد تراجعت إلى ما دون هذا المستوى الهام على خلفية الإشاعات بأن البنك المركزي الأوروبي كان عند “مستويات الفحص”، مهما كان يعنيه هذا.
لم تكن اسبانيا هي الدولة الوحيدة التي تعرضت لضغوط البيع في سوق السندات خاصتها هذا الصباح، فقد ارتفعت عوائد السندات الاسبانية وعوائد السندات الهولندية، التي ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ بداية ابريل وتختبر الآن المتوسط المتحرك لمائتين يوم عند 2.42%. وفي حالة ارتفاعها فوق هذا المستوى فسوف يفتح هذا الطريق إلى مستوى 2.6%، وهو أعلى مستوى منذ منتصف مارس. وإن تغيرت مستويات التصنيف الائتماني أو أصبحت تحت المراقبة استعدادا لخفضها فقد نشهد تسارع أكثر حدة في عوائد السندات.
جاءت مؤشرات مديري المشتريات لشهر ابريل في منطقة اليورو بنتائج محبطة للآمال. فقد انتشر الضعف في الدول الاعضاء، حيث جاءت بيانات القطاع الصناعي في كلا من ألمانيا وفرنسا بنتائج اضعف من التوقعات حيث انخفضت إلى 46.3 و47.3 على التوالي. وعلى الرغم من أن مؤشر مديري المشتريات الألماني بقطاع الخدمات قد سجل قراءة اقوى قليلا من التوقعات إلا انه فشل في دعم القراءة المركبة لهذا المؤشر التي تغطي منطقة اليورو، والتي انخفضت إلى 47.4 من 49.1 التي كانت عليها في مارس. وتعتبر هذه اقل قراءة يسجلها هذا المؤشر منذ نوفمبر الماضي عندما كانت المخاوف بشأن الديون قد بلغت ذروتها، وارتفعت عوائد السندات الاسبانية إلى 6.7%.
وبالتالي في حالة صدور المزيد من الأخبار السلبية من منطقة اليورو فقد يزيد هذا من الضغط على أسواق السندات السيادية في منطقة اليورو، ويؤثر هذا بالتالي سلبًا على اليورو في سوق الفوركس.
في الأسابيع الأخيرة صدرت العديد من المؤشرات الأمريكية المحبطة للامال ولكن يبدو أن الآن أن هذا الضعف في البيانات الاقتصادية ينتقل إلى الدول الأوروبية وإن استمر ضعف هذه البيانات بالمقارنة مع ما هو متوقع لها فقد تبدأ مستويات الضغط في الارتفاع أكثر، خاصة إن بدأ الاقتصاد الألماني في الضعف. ومن الجدير بال1كر أن اليورو قد حصل على دعم خلال الأسبوع الماضي بسبب قوة مؤشر ZEW الألماني ومؤشر IfO الألماني بالمقارنة مع التوقعات. ونظرًا إلى أن القوة الاقتصادية الألمانية تعتبر أكثر أهمية لليورو من عوائد السندات الأسبانية، فقد تسببت البيانات الضعيفة من ألمانيا في التأثير السلبي الحاد على اليورو خلال التداول في سوق الفوركس.