البنك الدولي يحذر من دخول الاقتصاد العالمي في منطقة خطرة جديدة
استمر التعافي في أسواق الأسهم العالمية اليوم والذي كان قد بدأ في آخر جلستين من الأسبوع الماضي، حيث حققت الأسهم الآسيوية المزيد من الارتفاعات في الجلسة الماضية.
ويعود الإقبال على الأسهم مرة أخرى إلى عدة عوامل. الأول هو الإعلان عن قراءة أفضل من التوقعات بشأن الإنتاج المحلي الإجمالي الياباني للربع الثاني، والذي أظهر أن النشاط الاقتصادي في ثالث اكبر اقتصاد في العالم قد سجل انكماش بنسبة 1.3% الربع السابق مما ساعد الأسهم الآسيوية على الارتفاع. وكان المحللون يتوقعون أن يسجل هذا المعدل انكماش بنسبة 2.5% ، آخذين في عين الاعتبار أن اليابان تستمر في انتشال نفسها من بين أنياب كارثة التسونامي التي تعرضت لها في مارس.
في الوقت ذاته، أعلن رئيس الوزراء الايطالي “سيلفيو بيرليسكوني” خلال الأجازة الأسبوعية أن ايطاليا سوف تلتزم بتطبيق مجموعة جديدة من الإجراءات التقشفية لمعالجة الدين الهائل لديها. وتوقع بيرليسكوني أن هذه الإجراءات سوف تساعد وصول ايطاليا إلى توازن في موازنتها المالية مع حلول عان 2013. وكما هو الحال في الغالب، استجابت الأسواق بايجابية للتدخل الحكومي المباشر، مما أدى إلى بدء اليورو بداية ايجابية هذا الأسبوع، حيث انخفض الجنيه الإسترليني/ اليورو مع إغلاق يوم الجمعة بمقدار 0.5 سنت مرة واحدة في الليلة الماضية.
أما العامل الأخير الذي يعود إليه ارتفاع أسعار الأسهم خلال الثلاث جلسات الماضية فهو الحركة الفنية، حيث تراجع مؤشر ستاندرد آند بور 500 بنسبة 20% خلال الأسبوعين الماضيين، ويقول العديد من المحللين أن هذا المؤشر (والمؤشرات الأخرى) قد وصلت إلى منطقة ذروة البيع وأن الجلسات الثلاث الأخيرة دفعتهم بالقرب من القيمة العادلة لهم.
ويبدو انه من غير المحتمل أن نشهد نهاية للحركة الهبوطية في الأسهم، حيث قال “روبرت زوليك” رئيس البنك الدولي أن المخاوف من معدلات النمو العالمية وقلق المستثمرين بشأن مشاكل الديون السيادية في منطقة اليورو وأمريكا قد سحبت الاقتصاد العالمي إلى حافة “منطقة خطرة جديدة”.وفي ظل تصرف البنك الياباني والبنك السويسري بطريقة تحمي المصالح الشخصية بشدة عن طريق دفع كمية كبيرة من الين والفرنك في الأسواق، بالإضافة إلى تزايد المخاوف في نهاية الأسبوع الماضي بشأن صحة قطاع التجزئة المصرفي في منطقة اليورو، أصبح خطر انتشار العدوى لإصابة التعافي الاقتصادي العالمي أكثر تفشيًا.
من ناحية أخرى، بدأت جلسة التداول هذا الأسبوع في سوق الفوركس على نحو سيء للجنيه الإسترليني، حيث تم الإعلان الليلة الماضية عن بيانات ضعيفة عن القطاع العقاري البريطاني، فقد جاء مؤشر “ريت موف” لأسعار المنازل البريطانية لشهر أغسطس بانخفاض نسبته 2.1% مقابل الانخفاض في يوليو بنسبة 1.6% فقط. وبالتالي فقد بدأ الجنيه الإسترليني تداوله هذا الأسبوع في سوق الفوركس بانخفاض مقابل جميع العملات الأساسية الأخرى فيما عدا العملات الآمنة (الدولار الأمريكي USD والفرنك السويسري CHF والين الياباني JPY)