بيانات استراليا والصين تؤثر على حركة الجلسة الاسيوية اليوم
كان اليوم هو اليوم الأخير للبيانات الاقتصادية في الجلسة الآسيوية، إلا أن حركة السعر في سوق الفوركس كانت متوترة بعد عمليات البيع المكثفة التي شهدها السوق الليلة الماضية. ويبدو أن المستثمرون يستغرقون وقتًا لتحليل الدورة الثانية من قروض الثلاث أعوام الممنوحة من البنك المركزي الأوروبي إلى البنوك الأوروبية وتحليل التعليقات التي أدلى بها بين بيرنانكي محافظ البنك الفيدرالي، الأمر الذي تسبب في الاندفاع إلى الدولار الأمريكي خلال جلسة نيويورك.
على الرغم من ذلك، كانت النتائج التي جاءت من استراليا ومن القطاع الصناعي الصيني سبب في توخي الحذر بين المستثمرين عند التداول. وفي وقت مبكر من الجلسة تضرر الدولار الاسترالي بسبب ضعف تقرير الموافقات على البناء في استراليا وضعف بيانات إنفاق رؤوس الأموال، مما أدى إلى انخفاض الدولار الاسترالي بمقدار 20 نقطة مباشرة بعد الإعلان عن هذه التقارير. جاءت الموافقات على البناء في استراليا بنسبة ارتفاع 0.9% كمعدل شهري (أي دون التوقعات التي بلغت 2.0% كمعدل شهري)، بينما فشلت المنازل الخاصة في الارتداد الصعودي من النتائج السيئة التي سجلتها خلال ديسمبر. 0 وهونفقات رؤوس الأموال بالقطاع الخاص بقراءة دون التوقعات أيضا في أعقاب ضعف الإنفاق من المصنعين- وكانت توقعات الاقتصاديين تشير إلى ارتفاع هذا التقرير بنسبة 3.8% إلا أن القراءة الفعلية سجلت انخفاض بنسبة 0.3% كمعدل ربع سنوي.
صدرت أيًا اليوم في الجلسة الآسيوية قراءة مؤشر مديري المشتريات الصيني بالقطاع الصناعي والذي سجل قراءة 51.0 وهو مستوى أعلى من القراءة المتوقعة التي بلغت 50.9. وعلى الرغم من أن هذه القراءة ليست مرتفعة بدرجة كبيرة إلا أنها تدل على أن القطاع الصناعي الصيني قد لا يزال في مستويات تدل على التوسع وهو أمر هام لثقة المستثمر. كما أن المؤشر الفرعي الخاص بطلبيات الصادرات الجديدة قد ارتفع بحدة إلى مستوى51.1 في فبراير من مستوى 46.4 الذي كان عليه الشهر الأسبق، مما يل على أن الطلب على الصادرات الصينية في ارتفاع بعد الضعف الذي شهدته في نهاية العام الماضي.
وعلى الرغم من هذه البيانات الايجابية من الصين إلا أننا لسنا على اقتناع كبير بها لان التاريخ يقول أن تدفقات العمال تتزايد بحدة إلى المصانع في الصين بعد احتفالات السنة القمرية الجديدة . كما أن الارتفاع بمقدار 0.5 يعتبر زيادة اقل مما توقعناه في الماضي، مما يدل على أن الاقتصاد يعاني ن ضعف مستويات الطلب العالمي. ومنذ بداية عام 2012 انخفض الناتج المحلي الإجمالي من 11.9% كمعدل سنوي إلى 8.9% كمعدل سنوي وذلك نتيجة للتأثيرات الناجمة عن موقف تضييق السياسة النقدية من “بيجين” بهدف السيطرة على التضخم.
وعلى أي حال، كانت بيجين قد غيرت في نهاية العام الماضي هدف سياستها النقية من السيطرة على التضخم إلى السيطرة على تباطؤ النمو، والتي تتضمن قطع لأسعار الفائدة مرتين إلى نسبة يمكن من خلالها تحديد المبالغ المالية التي على البنوك الالتزام بالاحتفاظ بها كاحتياطي (معدل متطلبات الاحتياطي)، وتحديد المبالغ التي يمكن للبنوك إقراضها وفقا لذلك, وفي ظل تدهور مستويات الطلب الخارجي والارتداد الضعيف في الطلب المحلي والذي يفرض ضريبة على الاقتصاد الصيني، نتوقع أن تقوم بيجين بتخفيض معدل متطلبات الاحتياطي مرة أخرى خلال هذا العام.
من ناحية أخرى، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي السويسري بنسبة 0.1% خلال الربع الرابع من العام وهي نسبة أعلى من التوقعات التي كانت بانخفاضه بنسبة 0.1%، مما يدل على أن استراليا قد تكون قادرة على تجنب الركود. كما ارتفعت مبيعات السيارات في اليابان بنسبة 31.9% كمعدل سنوي (مقابل القراءة السابقة عند 40.7%). وفي نيوزلندا، سجل الميزان التجاري في الربع الرابع من العام انخفاض بنسبة 1.4%، حيث تجاوزت أسعار الواردات أسعار الصادرات في أعقاب ضعف أسعار السلع العالمية.
وكان يبدو لفترة وجيزة أن الدولار الاسترالي/ الدولار الأمريكي قد يصمد فوق مستوى 1.07600، إلا أن عمليات شراء الدولار الأمريكي في سوق الفوركس قد أجبرت هذا الزوج على الانخفاض دون مستوى 1.0750. وهذه القصة مشابهة لوضع اليورو والذي وجد صعوبة في الاستقرار فوق مستوى 1.3350 مقابل الدولار الأمريكي، وتراجع عن بعض الارتفاعات التي شهدها خلال الجلسة الآسيوية.
سوف يتجه تركيز المستثمرين في الوقت الحالي إلى مؤتمر الاتحاد الأوروبي في بروكسل وتصريحات محافظ البنك الفيدرالي في اليوم الثاني من شهادته أمام الكونجرس. ومن المتوقع أن يتضمن مؤتمر الاتحاد الأوروبي توقيع المسئولين على المعاهدة المالية، وتقييم آلية الاستقرار الأوروبي، وكذلك مناقشة السياسات الاقتصادية.