ولا يزال السوق في انتظار نتيجة المؤتمر الطارئ لمجموعة السبعة …
من المتوقع أن يخيم الهدوء على الأسواق اليوم مع عطلة البنوك للاحتفال باليوبيل الماسي للملكة. ولكن بالنسبة لمن لم يحضروا عروض الاحتفال الجوية في قصر باكنجهام، فأمامهم دعوة لحضور مؤتمر قمة السبعة الكبار G7. ولم يكن لهذه الدعوة أي أثر على الأسواق، والتي لم تتزحزح تعاملاتها بالكاد رغم الإشاعات التي مؤداها اعتزام ألمانيا دفع أسبانيا نحو قبول خطة إنقاذ مالي. وقد قال البيان الرسمي الصادر عن وزارة الخزانة الأمريكية أن الوزراء والمحافظين قد راجعوا “سير التقدم نحو إقامة اتحاد مالي في أوروبا”. وتعد هذه قفزة كبيرة بالنسبة لكتلة اليورو وأكبر من أن تُحل في مكالمة هاتفية وحيدة، ولهذا أشارت الولايات المتحدة كذلك إلى أن السلطات الدولية سترصد الأوضاع في منطقة اليورو عن قرب قبل انعقاد قمة العشرين الكبار G20 أواخر هذا الشهر في المكسيك.
وعليه يقع العبء الآن على قمة مجموعة العشرين الكبار وقمة الاتحاد الأوروبي المرتقبة في نهاية هذا الشهر لحل الأوضاع ومحاولة إحكام السيطرة على أزمة الديون السيادية. ورغم اعتقاد ألمانيا وغيرها من الدول أن العلاج الحقيقي يتمثل في وقف جنوب أوروبا من الإنفاق في حدود إمكانياتها (وهو إجراء مؤلم وإن استدعته الحاجة الملحة)، إلا أن الهيكل الإجمالي لمنطقة اليورو يحتاج لبحث وإعادة نظر. فإذا كان ثمة اتحاد مالي – وبحيث تأتي الضرائب والنفقات من سلطة مركزية وحيدة – فحينئذ فقد لا يعاني أحد من ذلك التراكم في أشكال الاختلال المالية التي حدثت أثناء العقد الماضي في أرجاء كتلة اليورو، نتيجة لإفراط ألمانيا في الإدخار وإفراط اليونان في الإنفاق. كما يجب أن تقوم الأسواق بواجبها في علاج آلام أزمة الديون السيادية – لا تسعى وراء النمو بدون أن تبصر قبلها التكاليف المحتملة الناجمة عن ذلك. وقد تمت الإشادة بمعدلات النمو المرتفعة في أسبانيا وأيرلندا باعتبارها “معجزات اقتصادية” أو حتى “نمور”، رغم ما أفرزه هذا النمو من فقاعات ملكية غير مستدامة. وبدلاً من ذلك، تم اعتبار ألمانيا اقتصادًا ناضجًا بطيئًا مع عدم رغبة الناس في الإنفاق، وإن تكن نجحت في خلق مزيج نمو جيد مستدام بدون خلق أي فقاعات.
ولكن في حين يخطط زعماء الاقتصاديات الكبرى في العالم لاجتماعات مستقبلية لبحث وتشكيل مستقبل كتلة العملة، تبدو الحكومة الأسبانية أكثر يأسًا. ففي هذا الصباح، قال وزير المالية أنه يرى احتمالاً كبيرًا بعدم قدرة أسبانيا على العودة مجددًا إلى الأسواق الرأسمالية. وهذا أمر باعث على الخوف مع تخطيط أسبانيا لعقد مزاد يوم الخميس. ورغم أن أسبانيا قد سعت حثيثًا للحصول على مساعدة مؤسسية أوروبية لاستعادة قطاعها المصرفي، لم يكن هناك اتفاق على هذا من جانب بروكسل ولم يرد ذكر به في دعوة انعقاد قمة السبعة الكبار. ورغم أن النظرة العامة لأسبانيا تبدو باعثة على اليأس، هبطت عوائد سنداتها لأجل 10 سنوات اليوم بالفعل. وفيما أطاحت التعليقات الواردة من مدريد بالأصول ذات المخاطر العالية من ذروتها في وقت مبكر من هذا اليوم، إلا أنها بدأت تتعافى بعد دعوة انعقاد المؤتمر.
تحركات السوق
ارتفع اليورو أمس وصعد أثناء جلسة الافتتاح الأسيوية ليصل إلى أعلى مستوى له عند 1.2540 (وهو ما تحول إلى مستوى مقاومة)، بيد أن التأكيدات التي صدرت بخصوص مؤشر مديري المشتريات المخيب للآمال لقطاع الخدمات والهبوط الذي انتاب مبيعات التجزئة بنسبة 1% في إبريل تسبب في السقوط الحاد لزوج العملة، رغم أن مستوى 1.2420 جاء كمستوى دعم جيد. أما الحدث المنتظر حاليًا بالنسبة لكتلة اليورو فهو اجتماع البنك المركزي الأوروبي المقرر انعقاده غدًا، والذي لا نتوقع فيه الكثير من الإجراءات.
وقد هدد زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني USDJPY ببلوغ المتوسط المتحرك البسيط لـ 200 يوم حول مستوى المقاومة 78.60 نقطة. وأي صعود فوق هذا المستوى سيفتح الطريق للوصول إلى مستوى 79.20 – 79.30. ويتزامن هذا مع النبرة الجيدة إجمالاً بالنسبة للمخاطر (والتي دفعها للصعود البنوك الأوروبية والتعافي الذي شهده السوق بعد أرقام بيانات التوظيف الضعيفة التي نشرت الجمعة الماضية)، والتي ستكون وقودًا دافعًا لهبوط عريض في أزواج الين التقاطعية.
وسيظل السوق على الأرجح يتحرك ضمن نطاق معين لحين انعقاد اجتماع المركزي الأوروبي غدًا، ولكن إذا لم تتخذ سلطات الاتحاد الأوروبي خطوات ملموسة لوقف هذه الأزمة، فسيكون من الصعب حينئذ أن نرى كيف ستحافظ المخاطر على صعودها.