وفقا لأداء الدولار: هل يعتبر مؤتمر قاعة جاكسون حدث هام بالفعل؟
منذ 36 عام اعتادت البنوك المركزية على الاجتماع في قاعة جاكسون في مؤتمر سنوي لمناقشة الاقتصاد العالمي. وفي سنوات معينة كانت هناك قضايا هامة تمت مناقشتها بما فيها التعاون فيما يتعلق بالسياسة النقدية فيما عدا هذا العام والذي تتحرك فيها البنوك المركزية في اتجاهات مختلفة. ولكن هذا لا يعني ان المستثمرين لا يراقبون هذا الاجتماع باهتمام. من المقرر ان يتحدث كلا من جانيت يلين محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي و ماريو دراجي محافظ البنك المركزي الأوروبي (ECB) اليوم وبينما لدينا فكرة جيدة عما سيقوله دراجي، إلا أن المستثمرين سيكونوا متشوقين لمعرفة ما ستقوله يلين اليوم بعد الاعلان عن محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) وإذا ما ستقوله اقل ميلا الى السياسة النقدية الميسرة. ارتفع الدولار الأمريكي بحدة يوم الأربعاء ولكن ادت عمليات جني الارباح الى تخلي العملة الأمريكية عن اغلب ارتفاعاتها مقابل العملات الاساسية. وحتى المفاجآت الصعودية في البيانات الأمريكية قد فشلت في مساعدة الدولار الأمريكي على الامتداد في ارتفاعاته. ويشعر المستثمرون بالقلق من ان يلين قد تحفاظ على موقفها الذي يميل الى السياسة النقدية الميسرة وان تقلل من شأن محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي والذي يرفع من درجة احتمالية تغيير وجهة نظر البنك عن الاستخدام غير الكافي لسوق العمل واحتمالية رفع سعر الفائدة. وقد حدث هذا من قبل وبالتالي إن امتنعت يلين عن اتخاذ موقف أكثر تشددا، فقد يكون رد فعل المستثمرين هو بيع الدولارات. وإن اعترقت بالتحسن في سوق العمل وقالت انهم قد يغيروا من الارشاد المستقبلي بعد انتهاء التسهيل الكمي، فقد يكون هذا ما يحتاجه المستثمرون لاستئناف مشترياتهم من الدولار الأمريكي. وقد اشار كلا من بيرنانكي وجرينسبان المحافظين السابقين للبنك الفيدرالي الى تغيرات اساسية في السياسة النقدية في مؤتمر قاعة جاكسون وبالتالي قد لا يكون مستبعدا ان تقوم يلين بالأمر ذاته.
ولكننا كتجار في المقام الاول ومحللين في المقام الثاني فإننا نفكر في نوع تأثير هذا الحدث على العملات. وقد نشرت وول ستريت جورنال مقالا في وقت سابق هذا الاسبوع تحدث عن كيفية تسجيل مؤشر داو ارتفاعات سجلت أرقام ثلاثية في يوم خطاب محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي في مؤتمر قاعة جاكسون لذلك قررنا أن نرى ما اذا كان هناك أي اتساق في أداء الدولار خلال هذه الفترة نفسها. وبعد دراسة هذا الأمر ظهر لنا أمرين. الأول انه لا يوجد استمرارية في اتجاه الدولار والثاني هو ان الحركات السعرية كانت معتجلة حتى عندما كان بيرنانكي وقتها واضحا بشأن طريق السياسة النقدية القادم. وبينما من المحتمل ان يتعرض الدولار الامريكي لحركة كبيرة اليوم فإن التغيرات قد تكون اقل من التوقعات. ونتوقع ان يحافظ ماريو دراجي على النظرة المستقبلية الحذرة تجاه اقتصاد منطقة اليورو وان يستخدم حديث اليوم كفرصة لتذكير المستثمرين بأن البنك المركزي على استعداد لزيادة التحفيز الاقتصادي إن تطلب الأمر.