هل يندفع اليورو لاختبار مستوى 1.2000 متأثرًا بالضغوط السلبية؟!
استمرت الضغوط على الاصول ذات المخاطر العالية في سوق العملات الأجنبية (الفوركس) في مستهل تداولات العملات لهذا الأسبوع، حيث اخترق زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD إلى ما دون مستوى 1.2100 مع ارتفاع عوائد السندات لأجل 10 سنوات إلى أعلى قيمة لها منذ بدء العمل باليورو إلى مستوى 7.5%. وظلت المخاوف على الأسواق الائتمانية لدول الأطراف تلقي بظلالها على حركة التداول مع تلميح إقليم «كاتالونيا» إلى إمكانية انضمامه إلى إقليم «فالنسيا» في مطالبة الحكومة الأسبانية بالمزيد من المساعدات.
ولم تسهم المشكلات المالية لمناطق الحكم الذاتي الأسبانية إلا في زيادة تفاقم الأوضاع الهشة بالفعل في الأسواق الائتمانية لمنطقة اليورو، وظل سيل الأخبار السيئة يواصل ضغوطه على اليورو حيث حدا بالعملة الموحدة لتسجيل أدنى مستوى جديد لها في هذا العام وهو 1.2082 في بداية جلسة التداول الأوروبية قبل أن تدفعه عمليات البيع على المكشوف مرة أخرى فوق مستوى 1.2100.
ومع انعدام أي بيانات اقتصادية مهمة في أجندة البيانات، وتركز اهتمام المستثمرين على الأسواق الائتمانية، تقع المسئولية الآن على صناع السياسات لصياغة ببعض الحلول لتهدئة الأسواق. ومن المقرر أن يطير وزير الاقتصاد الأسباني «لويس دي جويندوس» غدًا إلى برلين للاجتماع مع نظيره وزير المالية الألماني “فولفجانج شويبل» . وفي لقاء أجراه مع عدد الاثنين من صحيفة «بيلد» الألمانية، صرّح «شويبل» أنه يتوقع أن يرتد الاقتصاد الأسباني إلى حالة الاستقرار ، وأردف قائلاً: «إن الاقتصاد الأسباني أكثر قوة عما يبدو عليه وله بنية مختلفة – وسوف يعود البلد إلى مساره الصحيح قريبًا».
ومع ذلك فالوقت صار ترفًا لا يملكه صناع السياسات في منطقة اليورو. فمع ارتفاع عوائد السندات لأعلى من مستوى 7% الأساسي، تواجه أسبانيا خطرًا وشيكًا بالخروج من الأسواق الرأسمالية. فالسندات السيادية الأسبانية لا تحتاج للحصول على أموال من الأسواق الائتمانية في أغسطس، بيد أنه من الواضح أن الموقف الائتماني الراهن ليس مؤهلاً للاستمرار، وسيكون على صناع القرار التصرف بسرعة لتفادي حدوث أزمة كبيرة النطاق. وفي هذه الأثناء، جاء الصمت من البنك المركزي الأوروبي ECB مطبقًا مع رفض البنك المركزي الخطو إلى السوق الثانوية لدعم السندات الأسبانية التي ساهمت في حالة الاضطراب الراهنة في الأسواق الائتمانية.
ومع تردي مشاعر الثقة إزاء اليورو بشكل كبير، يسود شعور عام بأن الزوج يندفع مباشرة لاختبار مستوى 1.2000، ولكن قياس أعداد صفقات البيع والشراء يأتي منحرفًا بشكل كبير، وقد تشهد العملة الموحدة بعض مراكز البيع على المكشوف في حال وردت أي أخبار إيجابية من أوروبا. لاحظ أنه رغم استمرار ضعف العملة الموحدة بشكل عام، إلا أنها استقرت على العملات المهجنة في جلسة التعاملات الليلية بما يدلنا على أن البيع قد يتوقف الآن على الأقل.
ومع خلو أجندة البيانات الاقتصادية لأمريكا الشمالية من بيانات مهمة، ستظل أسواق الائتمان والأسهم هي المحرك الرئيسي لسوق العملات الأجنبية (الفوركس). وفي الوقت الحالي، يبدو زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD مستقرًا عند مستوى 1.2100، ولكن الحركة تظل متذبذبة، وأي عناوين إخبارية مهمة قد تدفعها سريعًا في أي من الاتجاهين مع تواصل التقلب في الأسواق على خلفية ارتفاع مستوى النفور من المخاطر.