هل يعلن البنك الفيدرالي عن برنامج للتسهيل الكمي مرة ثالثة؟
يبدو أن الأزمة في ليبيا قد أوشكت على الانتهاء عندما سيطرت قوات الثوار على العاصمة الليبية يوم الأحد، وقد قوبل ذلك بتهليل من المواطنين المبتهجين.
وقد اعتبر المستثمرون أن اقتراب ليبيا من نتيجة حاسمة بمثابة إشارة ايجابية لتطور التعافي الاقتصادي العالمي، وذلك لأن ليبيا كانت قبل الصراع الأخير فيها هي الدولة رقم اثنتي عشر من الدول الكبيرة المصدرة للنفط، وبالتالي فهي منتج نفط أساسي في سوق أوروبا.
وكرد فعل ايجابي للتطورات التي شهدتها ليبيا التي تقع في شمال أفريقيا، ارتفعت الأسعار في أسواق الأسهم العالمية، منذ أن فتحت أبوابها مرة أخرى يوم أمس، حيث أغلق مؤشر FTSE 100 في بورصة لندن بارتفاع نسبته تزيد عن 1% يوم أمس، وسجلت كلاً من مؤشر داو جونز الصناعي ومؤشر هانج سنج حركات ايجابية بدرجة اقل. وكانت الارتفاعات في أسهم قطاع النفط والطاقة هي التي تتصدر ارتفاعات هذه المؤشرات بدرجة كبيرة.
وعلى الرغم من أن سعر برميل النفط قد انخفض ليقترب من 105 دولار للبرميل قبل افتتاح الجلسة الأوروبية مباشرة، إلا انه ارتد للأعلى بعد ذلك ويقع تداوله الآن بالقرب من مستوى 109 دولار للبرميل. وقد عزز من هذه الحركة تلك التقارير التي أفادت بأن الموالين للقذافي يقدمون مقاومة قوية للقوات المعارضة في طرابلس، هذا بالإضافة إلى تعليقات المحللين التي تفيد حتى وإن كان هناك انتقال للسلطة في ليبيا، فإن الأضرار التي تعرضت لها البنية التحتية سوف يستغرق إصلاحها بعض الوقت.
من ناحية آخر، تستمر الإشاعات في السوق بأن “بين بيرنانكي” محافظ البنك الفيدرالي سوف يستخدم حديثه في المنتدى الاقتصادي العالمي يوم الجمعة في قاعة “جاكسون ليكشف عن خطط خاصة بالبرنامج الأمريكي الثالث للتسهيل الكمي. وإذا حدث هذا بالفعل، فقد يتعرض الدولار الأمريكي لعمليات بيع قوية لبقية عام 2011.
وسوف يتوقع المستثمرون أجواء من التوتر في الأسواق العالمية لتستفيد بذلك العملات الحافظة للقيمة (الدولار الأمريكي، الفرنك السويسري، الين الياباني) إلا أنه في ظل تدخل السلطات السويسرية واليابانية في أسواق العملات في الشهر الماضي لإضعاف عملاتهما، وفي ظل قلق المشاركين في السوق من شراء الدولار الأمريكي قبل الإعلان عن البرنامج الثالث المحتمل للتسهيل الكمي؛ فقد استمر الذهب في الحصول على دعم. وباعتباره الملاذ الآمن الأخير، اخترق الذهب أعلى مستوى جديد عند 1.911 دولار لأوقية خلال الجلسة الآسيوية. ويبدو أن الشيء المؤكد الوحيد في الأسواق العالمية في الوقت الحالي هو ارتفاع درجة التوتر بين المستثمرين.