هل يخرج التجار من صفقات الدولار الامريكي قبل شهادة بيرنانكي ؟

سيكون الحدث الاكثر اهمية في الاسواق المالية خلال هذا الاسبوع هي الشهادة نصف السنوية التي سيأتي بها بيرنانكي عن الاقتصاد والسياسة النقدية. وبعد التصريحات الداعمة للسياسة النقدية الميسرة خلال الاسبوع الماضي ونتيجة تقرير مبيعات التجزئة الامريكية التي جاءت بقراءة اضعف من التوقعات يوم أمس، قد يشعر بعض التجار أنهم مرغمين على التقليل مما لديهم من صفقات الدولار الامريكي قبل حديث محافظ البنك الفيدرالي. ووفقا للجنة الخدمات المالية في مجلس النواب الأمريكي،  سوف يتم الاعلان عن الجزء المعد لشهادة بيرنانكي محافظ البنك الفيدرالي في الساعة 8:30 صباحا بالتوقيت الشرقي بدلا من التوقيت المعتاد لهذه الشهادة في الساعة 10 صباحا.  ويبدو أن هذا التغيير في مواعيد شهادة محافظ البنك امام المجلس سيعطي لأعضاء لجنة الخدمات المالية الفرصة لمراجعة الشهادة والتقرير قبل سماع المقدمة. وبمعنى آخر، سيسمح هذا التغيير بتوفر المزيد من الوقت لأعضاء الكونجرس للانفراد بخطط بيرنانكي وإعداد أسئلتهم على أساسها. وقد يغلق الدولار الامريكي على ارتفاع مقابل الين الياباني والدولار الكندي والفرنك السويسري، إلا أن انخفاضاته مقابل  الدولار الاسترالي والدولار النيوزلندي وعدم قدرته على الارتفاع مقابل اليورو والإسترليني تعتبر إشارة على تدهور سوق الفوركس.  وخلال التداول يوم امس، يعطي ضعف تقرير مبيعات التجزئة الامريكية سبب لمحافظ البنك الفيدرالي للحفاظ على طريقته الحذرة في الحديث. وسوف يجادل البعض بأن البنك الفيدرالي يستعد لتقليص برنامج مشتريات الاصول خلال هذا العام، ولكن الكيفية التي سيطبقون فيها هذا الإجراء قد تؤثر على رد فعل السوق. ودائما ما يمكن للبنك المركزي التقليل من برنامج مشتريات الأصول أو توقيفه بشكل مؤقت، مما سيجعل رد فعل السوق معتدلا ويعطي الاقتصاد متنفس في الوقت الذي يستمر فيه في اتجاهه الخاص بتقليل التحفيز الاقتصادي بشكل عام.

تراجع معدل مبيعات التجزئة الامريكية من 0.5% إلى 0.4% خلال شهر يونيو، وباستثناء السيارات والبنزين، فقد انكمش معدل الانفاق للمرة الأولى خلال 12 شهر بنسبة 0.1%. وتشير هذه الأرقام الى ان انفاق المستهلك لن يساهم بشكل كبير في معدل نمو الناتج المحلي الاجمالي في الربع الثاني. وكان أكبر انخفاض هو ما شهدته مبيعات مواد البناء، إلا أن الأمريكيين قد أنفقوا أيضا بمعدل أقل على الإلكترونيات والأطعمة، والمشروبات، والمتاجر متعددة الأقسام وبعض البنود الاخرى المتنوعة. وعلى الرغم من تعافي معدل نمو التوظيف، لم تكن رغبة المستهلكين في الانفاق عالية، وحتى نشهد تعافي قوي في الاستهلاك، سوف يحتاج البنك الفيدرالي لأن يكون حذرا للغاية في الكمية التي سيقللها من التحفيز الاقتصادي خلال هذا العام. وقد تحسنت الاوضاع في القطاع الصناعي في نيويورك من ناحية اخرى في شهر يوليو، حيث ارتفع مؤشر امبير ستات الصناعي  الى 9.46 من مستوى 7.84، في إشارة تدل على استمرار التعافي في هذا القطاع بعدما شهده من انكماش خلال شهر مايو.

وسوف يعطي تقرير مبيعات التجزئة الذي صدر يوم امس دافع كبير لبيرنانكي ليبدو أكثر دعما للسياسة النقدية الميسرة في الشهادة النصف سنوية عن الاقتصاد والسياسة النقدية التي سيدلي بها امام مجلس النواب الأمريكي يوم الأربعاء وأمام مجلس الشيوخ الامريكي يوم الخميس. وبينما نشك في أن البنك الفيدرالي قد بدّل رأيه فيما يتعلق بتقليص برنامج مشتريات الاصول هذا العام، إلا أن  بيرنانكي سيقضي أغلب الوقت في واشنطن ليؤكد للكونجرس الامريكي أن خطط البنك الفيدرالي لن تدفع بالاقتصاد الى منحدر هبوطي. وللقيام بهذا، سوق يؤكد بيرنانكي على ان السياسة النقدية سيبقى على درجة عالية من التكيف وأن رفع سعر الفائدة هو احتمال بعيد للغاية عن الوقت الحالي. قد لا تختلف تصريحاته كثيرة بالمقارنة مع تصريحات الاسبوع الماضي، إلا أن شهادته قد تكون محركة للسوق بشكل كبير لأن قسوة الخطاب التي ستوجه له من الكونجرس قد تجبر بيرنانكي على الإفصاح عن المزيد من التفاصيل عن خطة البنك الفيدرالي لتقليص برنامج مشتريات الأصول. يبقى الآن على الاجتماع القادم للبنك الفيدرالي فترة طولها شهرين تقريبا. وفي ظل هذا، إن استمر الاقتصاد الامريكي في التعافي، فقد يصبح البنك المركزي أكثر حديثا عن خططه لإعداد السوق لتغير في السياسة النقدية، ومع حدوث هذا فإن هذه العملية قد تنعش ارتفاع الدولار الامريكي. وفي الوقت ذاته، قد تشجع تصريحات بيرنانكي الاكثر دعما للسياسة النقدية الميسرة على تقليل التجار لبعض ما لديهم من صفقات شراء للدولار الامريكي  قبل حديث بيرنانكي يوم الأربعاء.