هل عاد الدولار الأمريكي؟!
هل عاد الدولار الأمريكي؟!
تحدى زوج العملة الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY العوامل الاقتصادية اليوم ليسجل أعلى مستوى له فوق مستوى 112. وقد زادت قوة العملة الأمريكية مقابل جميع العملات الأساسية وكان اليورو قائد الانخفاض. وقد ارتفع معدل نمو مبيعات التجزئة بأبطأ معدل له خلال 6 أشهر، ولكن ارتفع الدولار الامريكي لأن كل مشرعي السياسة النقدية الذن تحدثوا يوم الجمعة قالوا أن الامر بحاجة إلى تضييق السياسة النقدية أكثر بعد شهر سبتمبر. وحتى رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي والعضو المصوت في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) “براينارد” والذي عادة ما ما يميل الى السياسة النقدية الميسرة، قال أن البنك الاحتياطي الفيدرالي قد يستمر في رفع أسعار الفائدة بعد الوصول إلى سعر الفائدة المحايد. أما “إيفانز” الذي لا يعتبر عضو مصوت في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) فقد وصف الاقتصاد وسوق العمل على أنه قوي للغاية وقال أن رفع سعر الفائدة أربع مرات خلال 2019 لا يزال معقول لأنه لن يكون من المفاجئ أن يرتفع معدل التضخم فوق مستوى 2% بقليل. كما قال “كابلان” أن المستهلك الامريكي قوي. وقد أدت هذه التصريحات التي تميل الى تضييق السياسة النقدية إلى دفع عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى ما فوق مستوى 3% خلال يوم التداول يوم الجمعة وقد دفع هذا بالتالي زوج العملة الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY إلى أعلى مستوياته خلال يومالتداول فوق مستوى 112. ولا يزال البنك الاحتياطي الفيدرالي مستمر في توقعاته برفع سعر الفائدة هذا الشهر وهذا هو الأمر الوحيد الهام في الوقت الحالي. ويتسم اتجاه تداول زوج العملة الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY بالقوة وقد يستمر هذا الزوج في الارتفاع ولكنه سيكون عُرضة للانخفاض بسبب ترقب النظرة المستقبلية من البنك الياباني و العناوين الإخبارية عن الأوضاع التجارية. من غير المتوقع أن تتغير النظرة المستقبلية من البنك الياباني ولكن كان البنك قد تحدث عن نيته بإيقاف برنامج التسهيل الكمي وبالتالي سيراقب المستثمرون أي تعليقات عن هذه الإجراءات المتوقعة.
تحول زخم تداول زوج العملة اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD إلى الاتجاه الهبوطي مع انعكاس التداول ايوم الجمعة. وقد ارتفع اليورو بعد اجتماع البنك المركزي الأوروبي يوم الخمس ولكن بالنسبة ليوم الجمعة، كانت هناك تقارير عن أن بعض مشرعي السياسة النقدية قد أرادوا أن تكون اللهجة حذرة، مما يدل على أن المخاطر قد تكون هبوطية. كانت البيانات الاقتصادية من منطقة اليورو أضعف من التوقعات حيث انكمش فائض الميزان التجاري في منطقة اليورو خلال شهر يوليو إلى ادنى مستوياته خلال 4 أعوام أما عن الاختلاف بين النظرة المستقبلية التي تحدث عنها دراجي وبين أداء الاقتصاد في منطقة اليورو، فقد جعل من بيانات التضخم و تقارير النشاط الاقتصادي بيانات هامة للغاية. وإذا جاء كل من مؤشر أسعار المستهلك (CPI) و مؤشر مديري المشتريات (PMI) بقراءة هبوطية مفاجئة، فسوف ينخفض زوج العملة اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD إلى مستوى 1.15. ولكن إذا كان دراجي على حق وأظهر مؤشر مديري المشتريات أن النظرة المستقبلية للاقتصاد لا تزال مشرقة، فقد يعود زوج العملة اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD إلى ما فوق مستوى 1.17.
انخفض الاسترليني في أعقاب قوة الدولار الامريكي وأيضًا بسبب العناوين الإخبارية المتضاربة عن خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit). تتحرك المحادثاتا لخاصة بعملية خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) في الاتجاه الإيجابي ولكن لا تزال الحدود الأيرلندية هي المشكلة الكبرى. ويعتقد “دافيس” وزير خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) أنهم على وشك التوصل إلى إتفاق ولكن تجاهل الإتحاد الأوروبي هذا التقدم. وتجعل العناوين الرئيسية عن خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) بالإضافة إلى البيانات الاقتصادية البريطانية من الإسترليني محور تركيز واهتمام خلال هذا الأسبوع، حيث من المقرر الإعلان عن بيانات مبيعات التجزئة و مؤشر أسعار المستهلك. وكان زوج العملة الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD قد أغلق عند أدنى المستويات، مما يضع هذا الزوج في خطر اختبار مستوى 1.30.
على الرغم من أن الدولار الاسترالي و الدولار النيوزلندي قد سجلا أدنى مستويات جديدة خلال عامين خلال الأسبوع الماضي، ارتدت العملات للأعلى في أعقاب قوة البيانات الاقتصادية. ففي استرالي، تحسنت أوضاع رجال الأعمال وزادت قوة معدل نمو الوظائف وتسارع معدل نشاط قطاع الصناعات التحويلية في نيوزلندا للمرة الأولى خلال أربعة أشهر. ومن غير المقرر الإعلان عن بيانات اقتصادية هامة من أستراليا خلال هذا الأسبوع، ولكن سيتم الإعلان عن بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني من العام من نيوزلندا خلال هذا الأسبوع. وعلى الرغم من انخفاض أسعار الحليب، إلا أن قوة مبيعات التجزئة وارتفاع معدل النشاط التجاري قد تدعم معدل النمو الاقتصادي النيوزلندي خلال الربع الثاني من العام. وسوف تستمر العانوين الإخبارية عن الأوضاع التجارية في العالم كمصدر خطر لكل من العملتين، حيث تهدد الولايات المتحدة الأمريكية الصين بفرض المزيد من التعريفات الجمركية في الوقت الذي تعد فيه دورة جديدة من المحادثات التجارية. وقد تحولت كلا العملتين للأسفل يوم الجمعة، مما يغير الزخم إلى الاتجاد الهبوطي مرة أخرى.
في الوقت ذاته، لم ينتج عن المحدثات التجارية بين كندا و الولايات المتحدة الامريكية أي تقدم ملحوظ. ومن المفترض أن يعود “فريلاند” وزير الخارجية الكندي الأسبوع القادم للاستمرار في المفاوضات. وتعتبر القضية الرئيسية هي منتجات الألبان – تقيد كندا كمية الحليب الأجنبي المباع لصالح صناعتها المحلية لكن تريد الولايات المتحدة الأمريكية تخفيف هذه القيود حتى يستطيع المنتجون الأمريكيون بيع المزيد من الحليب والجبن إلى كندا. وكان فريلاند هو أول من أعترف بأن هناك الكثير من العمل الذي لا يزال من المهم القيام به ، ووفقا للتقارير التي صدرت الأسبوع الماضي ، فإن الرئيس ترامب على استعداد لإسقاط كندا من الاتفاقية بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا إذا لم توافق على شروطه. لم تتعطل المحادثات تماما ولكن لا يشعر المستثمرون بالرضا من التقدم حتى الآن وبالتالي من تعافي زوج العملة الدولار الأمريكي/ الدولار الكندي USD/CAD . كما سيتم التركيز على الاقتصاد الكندي خلال هذا الأسبوع حيث سيتم الإعلان عن تقارير مبيعات التجزئة ومؤشر أسعار المستهلك .