هل تميل اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) الى السياسة النقدية الميسرة؟
هل تميل اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) الى السياسة النقدية الميسرة؟
يستعد البنك الاحتياطي الفيدرالي للاعلن عن البيان الشهري من اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) في وقت قريب وسوف تراقب الأسواق عن قرب كلمات يلين في هذا البيان. والحقيقة أن رد الفعل السوق سيعتمد على جانبين أساسيين. وسواء كانت يلين تميل الى السياسة النقدية الميسرة او الى تضييق السياسة النقدية، فسوف تتحرك الأسواق المالية وقد يخلق هذا بعضا من فرص التداول الجيدة.
إن الميل الى تضييق السياسة النقدية يتطلب بعض الأمور المحددة وهي قوة الاقتصاد الأمريكي و رغبة يلين في رفع أسعار الفائدة في أقرب وقت ممكن. وقد تتمثل الامور الداعمة لتضييق السياسة النقدية من لبنك الاحتياطي الفيدرالي في البيانات الايجابية الاخيرة من مبيعات التجزئة (التي ارتفعت بنسبة 0.7% كمعدل شهري)، وهي قراءة اعلى من التوقعات. وفوق هذا كله، كان مؤشر ثقة المستهلك الذي صدر مؤخرا ايجابيا للغاية، وهي اشارة ايجابية بالنسبة لأكبر اقتصاد في العالم والذي يعتمد على الاستهلاك، ويقود هذا الأمر الى احتمالية ان تكون يلين محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي متفائلة فيما يتعلق باحتمالات التعافي الاقتصادي اعتمادًا على قوة الاستهلاك. كما ان بيانات البطالة جاءت جيدة مؤخرًا كما أن بيانات التوظيف بغير القطاع الزراعي الاخيرة كانت ايجابية في معظمها ، وكان آخرها قويًا للغاية حيث سجل هذا التقرير في المرة الأخيرة قراءة 321 ألف. وكانت الشكاوى من البطالة الاسبوعية مخيبة قليلا للآمال وبالتالي قد يضغط هذا سلبًا على الآراء في سوق العمل.
وعلى جانب الميل الى السياسة النقدية الميسرة، فإن يلين محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي دائما ما تجد طريقًا لهذا، وقد يدعمها في هذا هذه المرة مؤشر أسعار المنتجين الذي جاء مخيبًا بالنسبة للاقتصاد الامريكي. انخفضت بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأخيرة الى -0.2%، وهو أمر مزعج للبنك الاحتياطي الفيدرالي. ولكن ما يثير قلق البنك الاحتياطي الفيدرالي أكثر هو الاتجاهات العالمية العامة وتباطؤ الاقتصاديات المتقدمة. ولأنه لا يرغب في وضع نفسه ي مأزق من أي نوع، من المحتمل أن يركز البنك الاحتياطي الفيدرالي على الوضع العالمي قبل التطلع الى رفع أسعار الفائدة. ومن المحتمل ان يقوم البنك المركزي الاوروبي بتطبيقبرنامج كبير للتسهيل الكمي في المستقبل، وسوف تتطلع الأسواق الى البنك الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة والذي قد يؤدي بدوره الى انخفاض سريع في اليورو. وفوق هذا فإن لدينا سوق نفط ضعيف للغاية وهو أمر يعتبر ايجابي بشكل عام للاقتصاد الامريكي، ولكن تعاني بعض الاقتصاديات العالمية بحدة نتيجة لهذا، وبالتالي من المحتمل ان يكون هناك تباطؤ في الاستثمار في البنية التحتية في صناعة النفط في الولايات المتحدة الامريكية.
وما نعتقده ان بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) سوف يؤكد على قوة الاقتصاد الأمريكي، ولكن من المحتمل ان تبقى يلين على الحياد حيث من المحتمل ان يتباطأ الاقتصاد العالمي قليلا. ومع هذه التهديديات فمن المحتمل ان يظل البنك ذو ميل الى السياسة النقدية الميسرة بأن يحافظ على أسعار الفائدة عند أقل مستويات ممكنة، حتى ترتفع معدلات التضخم وتتحسن الأوضاع الاقتصادية العالمية.