هل تؤثر الأزمة السياسية الأخيرة في أمريكا على الاقتصاد الامريكي؟ وما هي أهم البيانات المرتقبة؟
كانت بداية التداول هادئة للغاية هذا الاسبوع في سوق العملات حيث كانت العملات الاساسية تتحرك في نطاق تداول ضيق للغاية سعته 20 نقطة فقط خلال الجلسة الآسيوية وبداية الجلسة الاوروبية، حيث يستعد التجار للاعلان يوم عن تقرير التوظيف الامريكي لشهر سبتمبر المؤجَل من الأسبوع الماضي بسبب اغلاق الحكومة الأمريكية.
وفي ظل انتهاء أزمة اغلاق الحكومة الأمريكية أخيرًا، تحاول أسواق الفوركس العودة الى عملها، حيث يبدأ التركيز في التحول من الأخبار السياسية إلى البيانات الاقتصادية. وسوف يكون السؤال الأساسي القادم هو كيف سيكون تأثير الأزمة السياسية الأخيرة على الاقتصاد الأمريكي ككل. ولا شك بأن المواجهة في واشنطن قد أدت الى تراجع ثقة المستهلك وقللت بالتأكيد من الطلب الحكومة خلال الربع الرابع، ولكن في ظل ضمان حصول موظفي الحكومة على رواتبهم خلال الاجازات واستئناف العمل سريعا في الحكومة، فإن التأثير العام على الاقتصاد قد يكون أقل مما هو متوقع.
كما ان حقيقة التوصل الى اتفاق بشان الموازنة الامريكية بعد مفاوضات عديدة قبل موسم البيع في أعياد الكريسماس تعتبر أمر ايجابي بالنسبة للناتج المحلي الاجمالي الأمريكي خلال الربع الرابع. وباختصار، بعد تعرضه للضغط خلال افضل جزء من الشهر، قد يحصل الدولار الامريكي على بعض الراحة حيث قد يبدا المشترون في الاستعداد بالقرب من الحد السفلي على المدى القريب.
بينما لا تزال العملات ذات المخاطر العالية على مستوى جيد من الطلب مقابل العملة الامريكية بدعم جزئي من ارتفاع معدلات الرغبة في المخاطرة، أظهر الدولار الامريكي أيضًا بعض الارتفاعات مقابل الين الياباني، حيث تجاوز الدولار الأمريكي/ الين الياباني اعلى مستويات له يوم الجمعة عند 98.15. وكان التقرير الاقتصادي الواحيد الذي صدر في الجلسة الاسيوية اليوم هو الميزان التجاري الامريكي والذي سجل عجزا للشهر الخامس عشر علىا لتوالي مسجلا قراءة -1.09 تريليون ين مقابل التوقعاتب قراءة -1.06 تريليون ين ياباني. ارتفعت الصادرات بنسبة 11.5% مقابل التوقعاتب قراءة 15.4%، بينما ارتفعت الواردات بنسبة 16.5% مقابل التوقعات بقراءة 19.9%.
لم تقدم التصريحات من كورودا محافظ البنك المركزي الياباني أي شيء جديد للسوقـ ولكن قال محافظ البنك المركزي أن الاقتصاد الياباني يتعافى بشكل معتدل وان مؤشر اسعار المستهلك قد ترتفع بشكل تدريحي، وأكد كورودا على التزام البنك الياباني بالاستمرار في تسهيل السياسة الندية حتى يصل التضخم الى هدفه 2% ويبقى مستقرا.
ومن احد الأسباب التي جعلت أداء الدولار الامريكي أفضل مقابل الين الياباني بالمقارنة مع العملات الأخرى هو أن مشرعي السياسة النقدية في اليابان لا يزالوا يميلون بقوة الى السياسة النقدية المتكيفة محاولين التوافق في خطواتهم مع البنك الفيدرالي فيما يتعلق بالسياسة النقدية. وفي الوقت الحالي، تأخذ سلطات السياسات النقدية في الدول الأخرى من المجموعة العشرة موقف اللامبالاة من ضعف الدولار الاخير. ولكن إن استمرت البيانات الاقتصادية الأمريكية في أرقامها المخيبة للآمال ودفعت الدولار الامريكي للاسفل، فمن المتوقع أن يصبح شركاء التجارة مع أمريكا أثر حذرا. وفي الوقت الحالي، تتجه كل الانظار الى تقرير التوظيف الامريكي يوم غد ويتوقع السوق أن يسجل قراءة 180 ألف. إذا جاءت هذه الأرقام قريبة من التوقعات فقد تشهد العملة الامريكية ارتفاع جيد مع مرور الاسبوع.
