اخبار اقتصادية

مزاد السندات الاسبانية خطر من بين عدة مخاطر تواجه اقتصاد منطقة اليورو

اتسمت أسواق الأسهم الأوروبية بنغمة من التعافي خلال التداول اليوم حيث ينتظر تجار الأسهم وتجار الفوركس في الساعة  10:30 بتوقيت جرينتش مزاد السندات الاسبانية الذي سيحدد نغمة التداول اليوم. وسوف تتم مراقبة هذا المزاد بعناية اليوم حيث تحاول مدريد بيع السندات طويلة الأجل.

وقد تراجعت عوائد السندات للعشر سنوات من أعلى مستوياتها عند 6.1% إلا أنها لا تزال أعلى بمقدار 80 نقطة بالمقارنة مع الشهر السابق. وسيكون على المستثمرين مراقبة عوائد السندات ومعل الطلب إلى التغطية في هذا للمزا. وإن كان على اسبانيا دفع المزيد من المال لبيع الديون المستحقة عام 2022 بالمقارنة مع التقييمات الحالية وفقًا لعوائد السندات، فسوف يتسبب هذا في تعرض الأصول ذات المخاطر العالية لعمليات بيع مكثفة. وإن تمكنت اسبانيا من بيع السندات بعوائد اقل فقد ينتج عن هذا ارتفاع في اليورو.

وإن جاء المزاد بنتيجة جيدة فإن هذا لا يمكنه التغطية على حقيقة أن الوضع الاقتصادي يتدهور بحدة في ربع اكبر اقتصاد في منطقة اليورو. وقد ارتفع معدل الديون السيئة للبنوك الاسبانية إلى أعلى مستوياته على الإطلاق في فبراير، بينما شكك كلا من البنك الاسباني وصندوق النقد الدولي في قدرة اسبانيا على الوصول إلى مستويات العجز المسموح بها وفقًا لقوانين الاتحاد المالي الأوروبي خلال هذا العام.

ويعتبر هذا أمر مقلق للغاية لسببين: الأول أو هذا يعني المزيد من الضغط على عوائد السندات الاسبانية أن تدهور الاقتصاد أكثر.، والثاني هو أن  هذا سيكون معناه احتمالية تأجيل تخصيص المزيد من المال من صندوق النقد الدولي أو من منطقة اليورو لتعزيز صندوق الإنقاذ وذلك إن لم يتم التوصل إلى مستويات العجز المالي المسموح بها.

كانت درجة التفاؤل مرتفعة خلال الربع الأول من عام 2012 بعد تطبيق عمليات إعادة التمويل طويل الأجل من البنك المركزي الأوروبي، إلا أن الربع الثاني من عام 2012 يبدو أكثر كآبة حيث يتنبأ المستثمرون بتدهور الأوضاع: ضعف معدل النمو أو عدم الوصول إلى مستويات العجز المالي المسموح بها.  وقد اعترفت كلا من ايطاليا واسبانيا بأنهم لن يتمكنوا من تحقيق المستويات المسموح بها من العجز المالي هذا العام، ونشك في أن هذه هي الدول الوحيدة التي لم تتمكن من تحقيق الأهداف المسموح بها من العجز المالي في محاولة منها للحفاظ على معدل النمو الاقتصادي.  والخطر في هذه الإستراتيجية هي انه في حالة  ارتفاع معدلات العجز المالي فسوف تكون توقعات معدلات النمو أعلى بكثير، على الرغم من أن الاقتصاديات في أوروبا تبدو متمسكة بضعف معدل النمو، وبالتالي فإن كر الطريقين محفوف بالمخاطر وسوف تكون احتمالية إصابة المستثمر بالإحباط عالية في كلا الحالتين.

سيكون الحدث الهام التالي هو اجتماع صندوق النقد الدولي مع مجموعة الدول العشرين خلال الأجازة الأسبوعية القادمة. وقد سمعنا لاجارد رئيس صندوق النقد الدولي أن الصندوق تمكن من زيادة حجم صندوق الاستقرار المالي بمقدار 300 مليار دولار أمريكي، إلا أن هذا  يعتبر كافي لتهدئة مخاوف السوق بشأن الوضع في اسبانيا، وقد تكون هذه إضافة إلى الأسباب التي قد تؤدي إلى تزايد حالة الإحباط التي ستؤدي بدورها إلى انخفاض الأسعار على المدى القصير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى