ما الذي سيؤثر على قرارات البنك المركزي الاوروبي هذا الاسبوع
في بداية العام الجديد، من المحتمل ان يكون هناك عاملين مسيطران على البنك المركزي الاوروبي في اجتماع هذا الاسبوع. الاول والاكثر أهمية هو التضخم. وسوف يتم الاعلان هذا الاسبوع على بيانات التضخم لشهر ديسمبر ومنا لمحتمل ان تظل الاسعار التضخمية عند 0.9%. ولكن هناك بعض الإشارات المقلقة بان التضخم قد يبدأ في التأثير على العملة الموخدة. فقد اظهر مؤشر اسعار المستهلك الايطالي لشهر ديسمبر الذي صدر يوم الجمعةا لماضية انخفاض في مؤشر اسعار المستهلك التوافقية للاتحاد الاوروبي الى 0.6% من 0.7%، بينما جاءت اسعار التضخم من اسبانيا فوق حد الانكماش مباشرة عند 0.3%. ونظرا الى ان معدل النمو لا يزال شاحب في الاتحاد الاوروبي، فإن الانكماش يمثل تهديد حقيقي.
والعامل الىخر الذي سيسيطر على البنك المركزي الاوروبي هو اليورو. فقد كان اليورو هو صاحب الاداء الافضل من بين عملات المجموعة العشرة مقابل الدولار الامريكي العام السابق، وعلى الرغم من انه ابتعد عن هذا الاداء الجيد مع بداية عام 2014، إلا أنه لا يزال عن المستويات التي تدل على تراجع معدل النمو. ان اليورو/ دولار قد انخفض متجاوزا المتوسط المتحرك لخمسين يوم يوم الجمعة قبل اغلاق الجلسة الاوروبية. ولكن الانخفاض بنسبة 1.5% منذ بداية يناير يعتبر مجرد انخفاض بسيط للغاية. وسوف تحتاج عملة اليورو الى المزيد من الانخفاض، خاصة مقابل الدولار الامريكي والين الياباني لتساعد المصدرين الاوروبيين، خاصة في الدول الطرفية، ليكونوا أكثر تنافسية.
ومن منظور البنك المركزي الاوروبي، يعتبر الانكماش هو السبب الاكبر للقلق، حيث يعتبر الحفاظ على استقرار الاسعار هو المهمة الاساسية للبنك. وبشكل مثير للاهتمام، كان يبدو أن البنك المركزي الاوروبي متسامح مع ضعف التضخم في اجتماع شهر ديسمبر، وعلى الرغم من انه يتنبأ بانخفاض التضخم أكثر خلال هذا العام، إلا انه لا يزال يعتقد ان استقرار الاسعار على المدى المتوسط ثابت بشكل قوي. وبالتالي من غير المحتمل ان يتخذ البنك المركزي الاوروبي اي قرار خاص بالسياسة النقدية في اجتماع هذا الاسبوع.
يعتبر التعافي في اقتصاد منكقة اليورو مستمر، على الرغم من وجود بغض الفروق المحلية الاكبرى، ولكن قد يكون هناك دليل إضافي على ارتفاع معدلات الثقة، وذلك مع التوقعات بارتفاع مؤشرات الثقة في ديسمبر عندما يتم الاعلان عنها خلال هذا الاسبوع. ومن المتوقع ارتفاع مبيعات التجزئة في منطقة اليورو لشهر نومبر، ومن المتوقع تراجع المعدل السنوي لمبيعات التجزئة على ان تظل في المنطقة الايجابية عند 0.35. وعلى الرغم من ان معدل النمو بعيدا عن التوقعات، إلا انه من غير المحتمل ان يكون مصدر قلق كبير بالنسبة للبنك المركزي الاوروبي في هذا الاجتماع.
قد يكون الاختراق الفني لمستوى الدعم 1.3620 لليورو/ دولار أمريكي للأسفل مثيرا اكثر للاهتمام للبنك الاوروبي. وقد يساعد ضعف اليورو البنك الاوروبي على تحفيز معدل النمو وعلى دعم التضخم وبالتالي قد يقلل هذا من عبء الديون لدى اعضاء الاتحاد الاوروبي. وقد يرى ماريو دراجي محافظ البنك المركزي الاوروبي المزيد من الانخفاض في اليورو متوافق مع انخفاض سعر الفائدة على الاقراض بين البنوك، بعد ارتفاعه الى اعلى مستوى له خلال عام ونصف العام قبل اعياد الكريسماس. وكان سعر الفائدة هذا قد ابتعد عن اعلى مستوياته عند 0.3% التي وصل اليها قبل الكريسماس، مما قد يكون مصدر سعادة لدى البنك المركزي الاوروبي. وعلى الرغم من ان هذا لا يزال مستوى منخفض، إلا أن الحركات الصغيرة لسعر الفائدة للاقراض بين البنوك يكون لها تأثير كبير على سوق الفوركس. وبالتالي، طالما ان اسعار الفائدة هذه لا زال تحت الضغط فقد يشهد اليورو/ دولار المزيد من الضعف.