ما الذي جاء في محضر اجتماع البنك الفيدرالي اليوم وما تأثيره المحتمل على الدولار الأمريكي غدا؟!
صدر اليوم محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) لشهر ديسمبر، واعتمادا على رد الفعل الفوري من التجار في الأسواق المالية العالمية، لم يجد التجار من بيان المحضر أمر أسوء من المعتاد. امتاز محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بأنه كان متوازنا بدرجة كبيرة، حيث كان هناك تعادل بين اللهجة التي تميل الى السياسة النقدية الميسرة واللهجة الداعمة لتضييق السياسية النقدية ورفع أسعار الفائدة، وبالتالي ساهم هذا في رد الفعل الفاتر من السوق.
الرغبة في رفع سعر الفائدة على الرغم من انخفاض التضخم دون المستوى المستهدف
بالطبع يعتبر مصدر القلق الامر المتعلق بالسياسة النقددية في الدول المتقدمة حول العالم هو النقص العام في الضغوط التضخمية. ونظرًا الى أن مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي باستثناء الغذاء والطاقة، والذي يعتبر المؤشر المفضل لدى البنك الفيدرالي لقياس التضخم، قد سجل معدل%1.17 فقط على اساس سنوي، افترض التجار ان البنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يترك أسعار الفائدة بالقرب من 0% بدون تغيير لها حتى تبدأ الأسعار التضخمية في الارتفاع لتتجه بالقرب من هدف البنك الفيدرالي عند 2%. ولكن أكد البنك المركزي على اعتقاده بأن الانخفاض الأخير في أسعار النفط سيكون لها تأثير عابر على أسعار الفائدة، حيث ورد في محضر اجتماع البنك الفيدرالي أن :”اللجنة قد تبدأ في تطبيع السياسة النقدية عندما يكون معدل التضخم بالقرب من المستويات الحالية، على الرغم من ان المشاركين قد يرغبون في الحصول على ثقة بأن التضخم سوف يعود الى مستوى 2% مع مرور الوقت”. ويدل هذا التعليق على أمرين. الأمر الأول هو ان البنك الاحتياطي الفيدرالي لن ينتظر ارتفاع التضخم طول الطريق الى الهدف الفيدرالي عند 2% قبل رفع أسعار الفائدة. أما الامر الثاني فهو أن البنك الاحتياطي الفيدرالي قد قدّم دعم للدولار الامريكي.
2) تزايد القلق من معدل النمو في الدول الاخرى
كانت الفكرة الثابتة الأخرى التي ألقى عليها الضوء محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) هو القلق المتزايد والمستمر بشأن أوضاع اقتصاديات أوروبا واليابان. ووفقًا لمحضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC)، فإنا لمسؤولين في البنك الاحتياطي الفيدرالي :” يعتبر الوضع الدولي مصدر مهم من المخاطر الهبوطية التي تواجه النشاط المحلي الحقيقي والتوظيف”. وعبّر عن :”مخاوفه بشأن احتمالات النمو الاقتصادي الأجنبي ومن التوقعات الخاصة بالسياسة التقدية وإجرائاتها في أوروبا واليابان. والحقيقة أن الاقتصاد العالمي قد تدهور بالفعل بشكل ملحوظ منذ ديسمبر، وبالتالي قد تأخذ هذه المخاوف مسار أكثر جدية في اجتماعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) القادمة.
وفما وراء هاتين الروايتين المتضاتين، من المهم للتجار أن يدركوا حقيقة أن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) سوف تشهد تدفق من المؤيدين للسياسة النقدية الميسرة في عام 2015. .
ومن وجهة نظرنا فإن الاقتصاديون أكثر تحفظا في نظرتهم المستقبلية للاقتصاد والمسؤولين في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) بالإضافة الى الاقتصاديات المتدهورة في الخارج يعتبر كلاهما خطر يهدد احتمالية رفع أسعار الفائدة من البنك الاحتياطي الفيدرالي، حيث قد لا يرفع البنك المركزي سعار الفائدة بنسبة كبيرة كما يأمل بعض التجار. والحقيقة أنه سيظهر في يوم غد إذا ما ستتم ترجمة هذا إلى أداء ضعيف للدولار الامريكي أم لا.