لماذا زادت قوة دولارات السلع مرة اخرى؟!
بعد جلسة شديدة التقلب يوم أمس، تحركت العملات بشكل مستقر خلال جلسة التداول الاسيوية و الاوروبية حيث استوعب التجار حركة الاسعار واعدوا نفسهم للاعلان عن تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي يوم غد.
كانت حركة الدولار يوم امس تعود الى تراجع توقعات رفع سعر الفائدة عندما قال ويليام دادلي رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك أنه من المحتمل أن يتوقف البنك الاحتياطي الفيدرالي عن اي رفع في أسعار الفائدة في شهر مارس في ظل التبا العالمي. ومن الصعب الاعتقاد بأن رد فعل السوق سيكون في ذروته في ظل حقيقة ان العقود المستقبلية الخاصة بتوقع أسعار الفائدة من البنك الاحتياطي الفيدرالي تضع احتمالية نسبتها 25 % لصالح رفع أسعار الفائدة في مارس. ولا تزال كلمات السيد دادلي تقدم تأكيد رسمي على أن السلطات النقدية الأمريكية قلقة بشكل واضح بشأن احتمالية معدل النمو في النصف الأول من هذا العام وقد قتل هذا كل ثقة في ارتفاع الدولار الامريكي.
وظلت العملة الأمريكية تعاني من الضعف في الجلسة الأوروبية اليوم، حيث سجل اليورو أعلى مستويات جديدة منذ بداية العام عند 1.1169 ولكن كانت دولارات السلع قد أظهرت ان هناك الكثير من معدلات الطلب القوية. ومع اقتراب النفط من مستوى 33 دولار أمريكي للبرميل واقتراب الذهب من مستوى 1150 دولار أمريكي للأوقية، اندفع الدولار النيوزلندي و الدولار الأسترالي و الدولار الكندي للأعلى.
والحقيقة ان عملات السلع تستفيد من قوة اسعار السلغ و ارتفاع العوائد. وفي ظل احتمالية ان يبقى البنك الاحتياطي الفيدرالي على موقفه في الوقت الحالي، عاد التجار الى الدولار النيوزلندي و الدولار الأسترالي مما أدى الى المزيد من عمليات التغطية لصفقات البيع. هذه الحركة ناتجة عن الخروج من صفقات البيع ومن المحتمل ان يتلاشى الارتفاع قريبا، خاصة وأن تدهور العوامل الاساسية يبدأ في التأثير على أزواج العملات، ولكن بعد البيع العشوائي خلال الاشهر العديدة السابقة، لا تعتبر عمليات البيع على المكشوف أمر مفاجئ.
ومن ناحية أخرى اليوم سوف يتطلع السوق الى ثقة البنك البريطاني بالاضافة الى شهادة مارك كارني محافظ البنك البريطاني اليوم. كما شهد الباوند ارتفاع قوي هذا الاسبوع. وإن كان هناك تفاؤل من البنك البريطاني، قد نرى هذا الزوج وهو يسجل مستوى 1.4800. ولكن من الصعب التنبؤ بما سيقوم به البنك البريطاني لأنه بينما شهدنا الكثير من التحسن أكثر من التدهور في الاقتصاد البريطاني منذ اخر اجتماع سياسة نقدية في ظل تحسن مؤشرات مديري المشتريات و التضخم و معدل البطالة ، عبر مارك كارني في وقت مبكر هذا الشهر عن قلقه بشأن التضخم ومعدل النمو وقد ينعكس رأيه في تقرير التضخم الربع سنوي. .
وفي ظل قلة البيانات الاقتصادية الأمريكية اليوم، من المتوقع ان يكون التركيز على العوامل الكلية، حيث ستحافظ اسواق العملات على التركيز على السلع على النفط و اسعار الفائدة و الاسهم. ويوجد طلب جيد على الدولار الكندي والذي تراجع الى ما دون مستوى 1.3700. وإن استمر النفط في الارتفاع الى 35 دولار للبرميل فقد يتجه الدولار الأمريكي/ الدولار الكندي USD/CAD الى 1.3500.