كل الأعين تتجه باهتمام الى المؤتمر الصحفي للبنك المركزي الأوروبي
جاء مستوى المخاطر في سوق الفوركس مرتفعًا بشكل طفيف في جلسة التداول الأوروبية اليوم قبل الاجتماع الهام المقرر أن يعقده البنك المركزي الأوروبي ECB لوضع برنامج لدعم السندات السيادية لدول أطراف منطقة اليورو. وكان زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD قد ارتفع بالقرب من اعلى نقطة في الموجة السعرية طويلة الأجل عند مستوى 1.2630 ولكنه عجز عن اختراقه للأعلى وتجاوز حاجز 1.2650 حيث ظل المتاجرون في حالة من الحذر من اتخاذ مراكز قوية قبل المؤتمر الصحفي للمركزي الأوروبي.
أما في أستراليا، فجاءت قراءة التوظيف سلبية للشهر الثاني خلال الأشهر الثلاث السابقة، ولكن هبطت معدلات البطالة بشكل غير متوقع مسببة ارتفاعًا في تغطية المراكز المكشوفة في زوج الدولار الأسترالي /الدولار الأمريكي AUD/USD والتي انتقلت بالزوج بسهولة فوق مستوى 1.0200 في بداية جلسة التداول الأوروبية الصباحية. وقد هبطت أرقام التوظيف الأسترالية بمقدار -8.8 ألف وظيفة في مقابل توقعات بارتفاع قدره 5.1 ألف وظيفة، فيما هبطت معدلات البطالة إلى 5.1% مقابل توقعات بـ 5.3%.
ورغم أن الهبوط في معدلات البطالة قد جاء مدفوعًا بمعدلات المشاركة التي جاءت عند أقل مستوياتها في خمسة أعوام، والتي تراجعت إلى 65%، إلا أن السوق رآها بشكل إيجابي حيث رأى في هذه البيانات دليلاً على أن سوق العمل الأسترالي يعمل بالقرب من سعته الكاملة وبالتالي لا يستلزم المزيد من التيسير من الاحتياطي الأسترالي في الوقت الحالي. فعند مستوى 5.1%، يظل معدل البطالة في أستراليا موضع حسد مجموع العشرة G-10 ويؤكد وجهة نظر الاحتياطي الأسترالي بأن السياسة النقدية تظل “مناسبة”.
ومع ذلك، ورغم التفاؤل النسبي لدى السلطات النقدية في سيدني، إلا أن آخر تقرير للتوظيف أظهر ضعفًا ملحوظًا في معدلات الطلب على العمل حيث خسرت أستراليا وظائف خلال ثلاثة من الأشهر السبعة الماضية. وتأتي الأخبار الخاصة بجبهة العمل منسجمة مع المؤشرات الاقتصادية الأخرى التي أظهرت تباطؤا في النشاط على مدار الأشهر العديدة الماضية. وكان من الممكن أن تكون بيانات العمل أكثر سوءًا لولا المكاسب التي تحققت في منطقة غرب أستراليا الغنية بالموارد. ومع ذلك فمن المستبعد أن تتواصل هذه المكاسب مع هبوط سعر خام الحديد والفحم على مدار الأشهر القلائل الماضية.
ورغم احتمال هيمنة أوروبا على التداولات في بداية جلسة التداول الأمريكية، إلا أن أثر البيانات الأمريكية على تعاملات الفوركس سيكون ظاهرًا هو الآخر. فمع صدور تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الخاص ADP ومؤشر القطاع الصناعي الصادر عن المؤسسة الأمريكية لإدارة الدعم ISM ومعدلات الشكاوى الأسبوعية من البطالة، سوف تتوافر للمتاجرين الكثير من الأدلة التي يمكنهم النظر والتمعن فيها بغية الإلمام بحالة الاقتصاد الأمريكي والتكهن باحتمالات طرح المزيد من التيسير الكمي. وقد يواجه السوق في الواقع سيلاً من التيارات المتقاطعة إذا ما فشل البنك المركزي الأوروبي ECB في الإعلان عن تفاصيل واضحة لخططه، ولكن البيانات القراءات الأضعف عن المتوقع للبيانات الأمريكية تجعل احتمال طرح جولة ثالثة من التيسير الكمي أمرًا واردًا.
وفي الوقت الحالي يجد سوق العملات نفسه في حالة من التوازن غير المستقر، حيث سارت حركة تداول اليورو/دولار أمريكي EURUSD في نطاق 1.2500-1.2600 خلال أفضل أوقات الأسبوع الماضي. وقد تخترق أحداث اليوم هذه الحالة خاصة إذا أعلن السيد «دراجي» عن عزمه التدخل وجاءت البيانات الأمريكية ضعيفة على نحو دال على أن السياسات النقدية لكل من المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي ستظل شديدة التكييف للسياسة النقدية في المستقبل المنظور.