كل الأعين تتجه اليوم إلى البنك المركزي الأوروبي (ECB)
كل الأعين تتجه اليوم إلى البنك المركزي الأوروبي (ECB)
اصطدم الدولار الامريكي بجدار من البائعين قبل حاجز الـ 115.00 الأساسي في كلا من جلسة التداول الآسيوية و بداية جلسة التداول الأوروبية اليوم بعد أن سجلت ارتفاعًا كبيرًا في أعقاب خطاب الأمس من قبل رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جانيت يلين.
وقد كان من الصعب أن نفهم لماذا بالضبط ارتفع الدولار بشدة يوم أمس، وقد يكون التفسير الوحيد المعقول هو عمليات البيع على المكشوف. وعلى الرغم من أن السيدة يلين أكدت على التزام البنك الاحتياطي الفيدرالي بتحقيق المزيد من التضييق في السياسة النقدية وأشارت إلى أن الاقتصاد الأمريكي قد أوشك على الوصول إلى مستوى كامل من العمالة ، إلا أنها بقيت حذرة فيما يتعلق بعدد رفع البنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في هذا العام، مشيرا إلا أنها تتوقع رفع أسعار “بضعة” مرات في عام 2017.
وكانت السيدة يلين تدلي بتصريحاتها عمومًا باستخدام صياغة دقيقة، ولكن من تم استخلاصه من تصريحاتها هو أن السيناريو الحالي برفع سعر الفائدة مرتين بدلا من ثلاث مرات لا يزال في مكانه، و في هذه الحالة قد يكون صعود الدولار قمبالغا فيه.
من ناحية اخرى تم الاعلان صباح الباكر عن تقرير التوظيف الاسترالي والذي سجل قراءة 13.5 ألف مقابل التوقعات بقراءة 10 آلاف. وبهذا نلاحظ أن حالة العمالة في استراليا ظلت قوية بشكل ملحوظ على الرغم من التباطؤ في معدلات الطلب من الصين مع استقرار أوضاع العمل لأكثر من سبعة أشهر. ونظرا لهذه الإيجابية العامة على الرغم من بطء معدل النمو في الاقتصاد الأسترالي، يطالب بعض المحللين بما فيهم المحللين من جولدمان ساكس البنك المركزي الاسترالي بالبدء في تضييق السياسة النقدية مرة أخرى بحلول عام 2018.
وفي الوقت نفسه، في الجلسة الامريكية اليوم، سوف يتحول التركيزإلى المؤتمر الصحفي الشهري للبنك المركزي الأوروبي. وليس من المتوقع أن يغير موقفه من السياسة النقدية. ومع ذلك، سيراقب التجار بعناية ما سيرد من تصريحات في هذا المؤتمر لمعرفة إذا ما كانت التحسينات الأخيرة في بيانات منطقة اليورو ستدفع السيد دراجي وزملاءه إلى البدء في مناقشة احتمال إيقاف برنامج التيسير الكمي من البنك المركزي.
وعندما اجتمع البنك الاوروبي آخر مرة، كان دراجي قد استبعد تمامًا فكرة تفكيك برنامج التسهيل الكمي من خلال تقليص شراء الأصول. ومن الواضح ان البنك المركزي الأوروبي (ECB) لا يرغب في الإضرار بالتعافي الهش باتخاذ اي خطوات قد تعكس الاتجاه الصعودي في معدل النمو والتضخم. وبعد شهر واحد، تحسن الاقتصاد بشكل واضح مع ارتفاع التضخم ونشاط قطاع الصناعات التحويلية، على الرغم من أن مؤشر أسعار المستهلك (CPI) باستثناء الغذاء والطاقةلا يزال عند منتصف الطريق للمعدل المستهدف من قبل البنك المركزي عند 2٪. وقد قطع ضعف اليورو شوطًا بعيدًا للغاية في دعم الاقتصاد وتعزيز التضخم مما أدى بعضو البنك المركزي الأوروبي “فيليروي” إلى القول بأن النمو سيكون قويًا في عام 2017 .
أي الاعتراف بأن إيقاف برنامج التسهيل الكمي سوف ينظر إليه السوق على أنه إيجابي لليورو ، ولكن قد يمتنع السيد دراجي من الاعلان عن أي تصريحات عن مخاوف عودة اليورو مقابل الدولار الأميركي إلى ما فوق مستوى 1.1000. وقد وجد اليورو دعم عدة مرات بالقرب من مستوى 1.0400 ومن المتوقع ان يصمد في المستقبل المنظور، إلا إذا كان السيد دراجي عنيد بشكل غير متوقع. وفي الوقت ذاته من المحتمل ان يبقى السيد دراجي على موقفه المحايد فيما يتعلق بقضية إيقاف برنامج التسهيل الكمي مما قد ينتج عنه مؤتمر صحفي أكثر رصانة.