توقف ارتفاعات الاصول ذات المخاطر العالية اليوم في سوق الفوركس
سادت جلسة تداولات في غاية الهدوء في سوق العملات، حيث تراجعت حدة مراكز البيع على المكشوف للأصول عالية المخاطر في سوق العملات الأجنبية والمتواصلة منذ يوم أمس، في بداية جلسة التداول الأوروبية وسط مناخ مختلط بالنسبة للأسهم وغياب أي أخبار جديدة.
وجاءت أجندة البيانات الاقتصادية، والتي تعكس حالة الركود الصيفية، خالية إلا من مؤشر GFK الألماني لثقة المستهلك وأسعار الواردات. وقد تحسنت ثقة المستهلك بشكل معتدل من 5.9 في مقابل 5.8 الشهر السابق، وبما أكد تقديرات أمس من معهد IFO بأن الإنفاق الخاص في ألمانيا يظل قويًا بشكل باعث على الدهشة برغم المخاوف الائتمانية في منطقة اليورو.
وقد هبطت أسعار الواردات الألمانية للشهر الثالث على التوالي على خلفية الهبوط في أسعار الطاقة، حيث دفعت مستوى التضخم السنوي إلى أدنى مستوياته منذ سنة 2009. وقد هبط المعدل السنوي إلى 1.3% أي أقل من المعدل المستهدف 2% الذي وضعه البنك المركزي الأوروبي ECB وهو ما يشير إلى أن الضغوط السعرية في أكبر اقتصاديات أوروبا قد صارت الآن منعدمة.
وكان الهبوط الحاد في أسعار الخام والتي هبطت بنسبة 14% عن أعلى مستوياتها هي العامل الأساسي في خفض معدل التضخم، ولكن حتى بدون البترول، ظلت المكاسب السعرية ضمن مستوى 1.6% سنويًا. وقد تفتح الأخبار مجالاً أكبر للمركزي الأوروبي لتيسير سياسته النقدية، حيث صار بمقدور البنك المركزي خفض أسعار الفائدة لـ 25 نقطة أساس أخرى وصولاً إلى أقل خفض ممكن وهو50 نقطة، ولكن الأسواق تظل متشككة في كفاءة أو فعالية أي خفض إضافي للفائدة، وستفضل عنها اتخاذ موقف أكثر حزمًا بخصوص عمليات إعادة تمويل طويلة الأجل LTRO من المركزي الأوروبي.
وقد توقفت حركة اليورو عند مستوى 1.2150، وبلغ الدولار الأسترالي AUD مستوى المقاومة عند 1.0350، حيث يبدو الارتفاع في مراكز البيع على المكشوف للأصول عالية المخاطر في سوق العملات الأجنبية متوقفًا مؤقتًا، حيث ينتظر التجار الأوروبيون افتتاح سوق أمريكا الشمالية قبل الرهان على أي اتجاه. وكانت ارتفاعات يوم أمس نتيجة لعمليات جني الأرباح ومراكز البيع على المكشوف بعد أيام من البيع المحموم، بيد أن هذا الارتفاع ربما لم ينته بعد إذا ما تحسنت معدلات الثقة إزاء المخاطر أثناء تداولات أمريكا الشمالية. ومع ميل كفة أعداد صفقات البيع والشراء ضد هذا التوجه، قد يحتاج اليورو لعدة أيام إضافية قبل أن يخرج من منطقة ذروة البيع.
وتحمل أجندة بيانات أمريكا الشمالية اليوم بيانات السلع المعمرة ومعدلات الشكاوى الأسبوعية من البطالة، حيث من المرجح أن تكون أرقام البطالة هي العامل المهيمن في تحديد معدلات الثقة في بدايات التداول. وكانت بيانات معدلات الشكاوى من البطالة على مدار الشهر الماضي قد انتقلت في الاتجاه الخاطئ حيث عاودت صعودها نحو مستوى 400 ألف. وقد أدت التعديلات الموسمية على مدار الأسابيع القلائل الماضية إلى أمالة كفة النتائج، لذا فإن تقرير اليوم قد يقدم صورة أوضح لحجم الطلب على العمالة. وإذا واصلت الأرقام تحركها غير المريح نحو مستوى 400 ألف، فإن الأخبار سوف تزيد المخاطر وقد تدفع بزوج اليورو/دولار أمريكي EURUSDمرة أخرى إلى ما دون مستوى 1.2100. ومع ذلك، إذا أظهرت البيانات بعض التحسن، فإن الارتفاع في مراكز البيع على المكشوف قد يمتد به الأمد ويدفع بالزوج نحو مستوى 1.2200 مع اطراد اليوم.