تضارب البيانات الأوروبية والضعف العام في الوضع الاوروبي يستدعي تدخل البنك المركزي
بعد أن اخترق مستوى 1.2500 الأساسي يوم أمس في أعقاب محاضر اجتماعات مؤيدة للتيسير الكمي من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية FOMC، توقف زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD في بداية جلسة التداول الأوروبية الصباحية اليوم، وذلك بعد أن كشفت بيانات جديدة لمؤشر مديري المشتريات في المنطقة نتائج مختلطة. وقد سجل اليورو سابع أعلى ارتفاع أسبوعي له في جلسة التداولات الصباحية مرتفعًا إلى 1.2570 ولكنه فشل في المحافظة على ارتفاعه بعد صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات.
وقد سجلت بيانات مؤشر مديري المشتريات الألمانية والفرنسية نتائج مختلطة، حيث حققت البيانات الفرنسية صعودًا طفيفًا بشكل مفاجئ، فيما سجل المؤشر المركب من ألمانيا أدنى مستوياتها في 38 شهر. وقد تحسن مؤشر مديري المشتريات للقطاع التنصيعي إلى 46.2 مقابل 43.7، فيما ارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات فوق مستوى 50 إلى 50.2. وفي ألمانيا، تحسن التصنيع ليسجل أعلى مستوياته في 3 أشهر وهو 45.1، ولكن الخدمات هبطت بشكل حاد إلى 48.3 مقابل 50.1 لينزلق إلى حيز الركود لأول مرة منذ عام 2009.
وحسب شركة ماركت إيكونوميكس، “أشارت بيانات أغسطس إلى انخفاض حاد ومتسارع في الأعمال الجديدة لشركات القطاع الخاص في أنحاء ألمانيا. وكان هذا الهبوط إجمالاً هو الأبرز منذ يونيو 2009، وبما يعكس تراجعًا حادًا في كل من قطاعي التصنيع والخدمات. وقد عزت الأدلة المتواترة هذا الهبوط في الأعمال الجديدة إلى الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، وفي بعض الحالات، إلى التراجع المستمر في الطلب من دول جنوب أوروبا”.
وتدل مجمل الأنباء على أن أن الأوضاع الاقتصادية في منطقة اليورو تظل صعبة ولكنها ربما تكون قد وصلت إلى الحضيض في الوقت الراهن. ومع ذلك، سننتظر أن يأتي النمو في المستقبل المنظور من قطاع الصادرات بسبب استمرار الضعف في الطلب المحلي. وتؤيد هذه الأنباء المواقف الداعية لإجراء البنك المركزي الأوروبي ECB لمزيد من التدخلات، حيث يظل الطلب النهائي ضعيفا، وخطر التضخم غير قائم.
ومن الواضح أن التباطؤ الاقتصادي في أوروبا كانت له أصداءه عالميًا، حيث تراجعت بيانات مؤشر مديري المشتريات الصيني مسجلاً مستوى 47.8 مقابل 49.3 عن الشهر الماضي. وستحول الأسواق انتباهها في الوقت الحالي إلى أرقام مؤشر مديري المشتريات المقرر صدورها في تمام الساعة 14:00 بتوقيت جرينتش، مع تطلع الجميع لقراءة مبدئية 51.3 في مقابل 51.4.
وجاء صعود الزوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD مدفوعًا بالتوقعات بقيام المركزي الأوروبي بتعزيز السيولة والهدوء الملحوظ لأسواق الائتمان لشركة Club Med. ومع ذلك، فمع الفتور الذي أصاب عوائد السندات الأسبانية والإيطالية اليوم، تظل التوقعات بأن يحقق الزوج مكاسب إضافية مطروحة للنقاش. وبعد صعوده لأكثر من 200 نقطة منذ بداية الأسبوع، قد يحقق اليورو بعض الأرباح قبل بلوغه مستوى 1.2600 والذي قد يدفعه لإعادة اختبار المستوى 1.2500 مع اطراد أحداث اليوم.