تدهور البيانات الصينية اليوم قد تؤدي الى انهيار عملات السلع وترقب بيانات امريكية يوم غد
حتى الان ومعدلات الرغبة في المخاطرة على درجة جيدة. وكان تداول اغلب العملات الاساسية في سوق الفوركس عند مستويات مرتفعة مقابل الدولار الامريكي، بينما ارتدت الاسهم الامريكية عن ادنى المستويات التي كانت قد سجلتها الاسبوع الماضي. وعلى الرغم من ان كلا من البيانات الامريكية الافضل من التوقعات بالاضافة الى الآمال بان اسبانيا سوف تطلب مساعدة مالية في نهاية المطاف، قد ساعدا على تهدئة التوترات والقلق في الاسواق المالية، إلا ان الصين لا تزال خارج المعادلة. وخلال العقد الماضي، كانت الصين قد تمكن من دفع نفسها من مجرد دولة صغيرة لديها الكثير من الايدي العاملة لتكون ثاني اكبر اقتصاد في العالم. وبهذا فقد صنعت لنفسها حماية من اي تأثيرات خارجية مثل الدول الاخرى التي تأثرت معدلات نموها الاقتصادية حول العالم. واصبحت البيانات الاقتصادية الصينية تحمل نفس الدرجة من الاهمية التي تجملها البيانات الاقتصادية الأمريكية والأوروبية، هذا إن لم تكن ذات اهمية أعلى من هذا بالنسبة للدول التي تعتمد بقوة على الطلب الصيني.
والليلة، من المقرر الاعلان عن الناتج المحلي الاجمالي الصيني بالاضافة الى العديد من التقارير الاقتصادية الهامة الاخرى. وسوف تكون هذه اخر مجموعة اقتصادية قبل تغير القيادة في الصين في الثامن من نوفمبر القادم. وهناك العديد من الاشارات التي تدل على تباطؤ معدل النمو الاقتصادي في الصين، واليوم سوف نكتشف الأشياء السيئة التي حدثت تحديدا هناك. ومن المقرر الاعلان عن الميزان التجاري والتضخم والانتاج الصناعي ومبيعات التجزئة الا ان التقرير الاكثر أهمية هو الناتج المحلي الاجمالي الربع سنوي. ومن المتوقع ان يتوسع معدل النمو الاقتصادي الصيني بنسبة 7.4% في الربع الثالي وهو المعدل الأبطأ خلال ما يزيد عن عشر سنوات. وإن جاء معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي بقراءة اقل من هذا، فسوف يتضرر كلا من الدولار الاسترالي والدولار النيوزلندي بقوة، بينما سيستفيد كلا من الين الياباني والدولار الامريكي بدرجة كبيرة من معدلات الطلب على العملات الآمنة. ولا يوجد مجال كبير لنتوقع ان تكون هناك مفاجئة ايجابية من هذا التقرير لأن الاقتصاد الصيني قد سجل نموًا خلال الربع الثاني بنسبة 7.6%، ولكن إن سجل النمو الاقتصادي في الصين توسعًا بنسبة 7.5% أو أفضل من هذا، فقد نشهد ارتفاع جيد في سوق الفوركس. وبشكل أكثر تحديدًا، سيكون هذا معناه بيانات اقتصادية صينية أكثر قوة والتي قد تدفع ازواج العملات الى المزيد من الارتفاع مثل الدولار الاسترالي/ الدولار الامريكي والدولار النيوزلندي/ الدولار الامريكي واليورو/ دولار، حيث ستبتعد التدفقات المالية المعتمدة على الملاذ الآمن عن الدولار الامريكي والين الياباني.
وبينما من المرجح ان تحدد البيانات الصينية نغمة التداول خلال الاربع وعشرين ساعة القادمة، الا ان معدلات الشكاوى من البطالة الاسبوعية الامريكية ستكون جديرة بالمراقبة ايضا يوم غد. وخلال الاسبوع الماضي، كانت الشكاوى من البطالة الأمريكية قد سجل ادنى مستوى لها خلال 4 اعوام. ومن المتوقع ان يكون هناك ارتداد للاعلى في هذه الشكاوى خلال هذا الاسبوع وبالتالي قد يؤثر هذا بقوة على كيفية تداول الدولار الامريكي والاسهم الامريكية. وفي حالة صدور مجموعة أخرى من البيانات الاقتصادية الإيجابية، فسوف يساعد هذا الدولار الامريكي/ الين الياباني على الارتفاع اليوم. ومن الجدير بالذكر ان مبيعات المنازل المبادؤ بناؤها وتصاريح البناء في أمريكا قد سجلت ارتفاعات خلال الشهر الماضي، حيث ارتفعت المنازل المبدؤ بناؤها بنسبة 15% وارتفعت تصاريح البناء بنسبة 11.6% لتسجل اعلى مستوى لها خلال ما يزيد عن 4 اعوام. ولم يكن كلا من اسعار الفائدة المنخفضة وثقة المستهلك المرتفعة والارتفاعات في سوق الاسهم وتحسن معدل نمو الوظائف أسباب لجعل البنائين أكثر ثقة فقط وإنما تُرجِم هذا أيضًا الى أقوى أداء في السوق العقاري الامريكي منذ 2008. ومن الصعب على أي شخص ان ينظر الى التقارير الاقتصادية الامريكية هذا الشهر ولا يفكر في ان الاقتصاد الامريكي قد يكتسب المزيد من الزخم الايجابي في نهاية المطاف. وبينما لا نزال نشعر بالحذر من قصر هذه الفترة (شهر واحد)، الا ان الدورة الثالثة من التسهيل الكمي من البنك الفيدرالي قد تقدم الكثير من الدعم للاقتصاد، ممهدة الطريق لتعافي أقوى. ولا شك بأن الأرقام اليوم سوف تقود التوقعات بتطبيق الحافز النقدي في وقت أبكر من البنك الفيدرالي، الا ان هذا التفاؤل لا يزال سابق لأوانه.