تأثير مبيعات المنازل الموجودة الأمريكية على سوق الفوركس والسيناريوهات المحتملة
من بين البيانات الاقتصادية المقرر عرضها خلال هذا الأسبوع، سيكون التركيز الأقوى من جانب تجار سوق الفوركس موجه إلى بيانات السوق العقاري الأمريكي
ففي يوم الثلاثاء، أظهرت بيانات المنازل المبدؤ بناؤها استمرار الزخم في قطاع الإنشاءات في أمريكا. وبينما ظلت المنازل المبدؤ بناؤها مستقرة عند 698 ألف، إلا أن المفاجأة كانت بارتفاع المعدل السنوي لتصاريح البناء إلى 717 ألف بالمقارنة مع القراءة المتوقعة عند 700 ألف. وتعتبر تصاريح البناء مؤشر قيادي للمنازل المبدؤ بناؤها وتشير إلى استمرار قوة هذا القطاع في الجزء الأول من عام 2012.
كما أن هذه البيانات تعكس قوة ارتداد نشاط هذا القطاع للأعلى من مستوياته الضعيفة التي بلغها بعد انهيار السوق العقار خلال عامي 2007-2008.
مبيعات المنازل الموجودة وتوقعات باستمرار التحسن
نتطلع إلى تحقيق الارتداد الصعودي ذاته في مبيعات المنازل الأمريكية الموجودة، حيث تستمر الفائدة على القروض العقارية والأسعار في الانخفاض، مما يجعل أسعار المنازل معقولة أكثر. بعد أن سجل المعدل السنوي لمبيعات المنازل الموجودة قراءة 4.54 مليون وحدة في يناير، ترتفع الآن التوقعات الخاصة مبيعات المنازل الموجودة إلى 4.61 مليون في فبراير.
وفي حالة تحقق هذا القراءة أو أفضل منها فإن هذا سيكون معناه استمرار الاتجاه الايجابي لقطاع لمنازل الذي شهدناه منذ خمسة أشهر، كما سيكون هذا معناه أن هذه المبيعات تسجل أعلى مستوى لها خلال 20 شهر. كما أن هناك أمر مشجع آخر وهو تراجع معدلات العرض من المنازل الموجودة إلى أدنى مستوياتها منذ أن بدأ التعافي.
تأثير البيانات الأمريكية على العملات في سوق الفوركس
يعتبر معدل مبيعات المنازل الموجودة بيانات إضافية قد تؤكد على الزخم الحالي للاقتصاد الأمريكي. وبينما لا تُضاف مبيعات المنازل الموجودة إلى الناتج المحلي الإجمالي مثل المنازل المبدؤ بناؤها، إلا أن زيادة هذه المبيعات المنازل الموجودة تكون سبب في زيادة النشاط الاقتصادي على شكل خدمات يقدمها السماسرة والمحامين، بالإضافة إلى مشتريات الأثاث، والإنفاق على تجديد الديكور، وغير ذلك.
وبالتالي قد يقدم تقرير اليوم عن مبيعات المنازل الأمريكية الموجودة إشارة إلى إذا ما يمكن استمرار الزخم الايجابي الأخير للاقتصاد الأمريكي، أم أن أمر ازدهار قطاع الإنشاءات ومشتريات المنازل كانت مجرد نتيجة لطقس موسمي غير اعتيادي. وفي حالة ارتفاع المبيعات فسوف يشير هذا إلى أن الارتفاعات الأخيرة في معدلات التوظيف في أمريكا قد أعطت مشتري المنازل المزيد من الثقة للقيام بمشتريات كبيرة، وإن جاء هذا التقرير بقراءة متوافقة مع التوقعات أو بما يزيد عنها، فقد يساعد هذا على تعزيز معدلات الثقة في السوق بشكل ايجابي، وذلك بعد ضعف الأسهم ومعدلات الرغبة في المخاطرة نتيجة لظهور قلق بشأن توقعات معدل النمو الاقتصادي في الصين.
يستمر تداول مؤشر ستاندرد آند بور 500 بالقرب من أعلى مستوى خلال 4 أعوام، إلا انه قد يكون عرضة للتراجع أكثر إن استمر ضعف الثقة في جلسة يوم الثلاثاء، حتى وإن جاء تقرير المنازل الأمريكية الموجودة بقراءة أفضل من التوقعات. وبدون وجود حوافز اقتصادية قوية، قد يشهد السوق تحسن القطاع العقاري سببًا للتفاؤل الحذر. وإن لم يكن هذا التقرير محرك قوي للسوق، فقد يكون على الأقل مرشد للمشاركين في سوق الفوركس وسوق الأسهم لوضع التوقعات الخاصة باتجاه الاقتصاد الأمريكي على المدى القصير.