اخبار اقتصادية

تأثير انتصار أوباما على الدولار وتأثير تصريحات دراغي على اليورو

هل سيكون انتصار أوباما إيجابيًا أم سلبيًا على الدولار؟

عندما تأكد انتصار الرئيس أوباما ليلة أمس، احتفل المستثمرون بدفع العملات والأسهم إلى الأعلى، ولكن عندما عاد المتاجرون في أمريكا الشمالية إلى مكاتبهم وعلامات الإرهاق تعلو عيونهم هذا الصباح بعد الاستماع للخطب في الساعة 1:30 صباحًا، وجدوا زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD عند أقل مستوياته منذ 7 سبتمبر، وعقود مستقبليات داو جونز أقل بأكثر من 100 نقطة. ورغم ما انتاب المستثمرين من شعور بالإثارة في البداية حيال انتصار أوباما، لن يكون الرئيس لطيفًا في تعامله مع الأسواق المالية بنفس قدر ميت رومني. وفي استعراضنا للانتخابات لسنة 2012، ناقشنا كيف أن سياسات أوباما ستكون أكثر سلبية على الدولار ولكن النتيجة الأهم التي خرجنا بها هي أنها ستكون سلبية على الرغبة في المخاطر. وبينما تسير حركة تداول الدولار الأمريكي USD عند مستوى أقل في مقابل الين الياباني JPY ومستوى أعلى في مقابل العملات الأخرى، تسود الأسواق المالية حالة من كراهية المخاطر هذا الصباح.

ويأتي انتصار الرئيس أوباما مقلقًا للأسواق المالية لعدة أسباب. فبداية، يعكس البيع المكثف في المخاطر ترقب قيام إدارة أوباما بفرض ضرائب أعلى على الشركات متعددة الجنسيات والأغنياء من الأفراد وكافة من يحققون مكاسب وأرباح رأسمالية. ثانيًا، يأتي انتصار الرئيس أوباما ليعني أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي بن بيرنانكي لن يُقال من منصبه العام المقبل، وأنه سيواصل برنامجه للتيسر الكمي مفتوح النهاية وهو ما سيؤدي لهبوط سعر الدولار. وستكون مهمة الرئيس الأولى هي التعامل مع أزمة “المنحدر المالي” ولن تزداد الأمور سهولة مع مواصلة الجمهوريين سيطرتهم على مجلس النواب ومواصلة الديموقراطيين سيطرتهم على مجلس الشيوخ. ومع ذلك، فقد يمنح هذا الانتصار الرئيس أوباما الاهتمام والرغبة المتجددة لبذل كل ما يلزم لتحقيق التعاون بين الحزبين الكبيرين. وتأتي الحركة السعرية في الأسواق المالية اليوم مشابهة للغاية للحركة السعرية في اليوم الذي أعقب الانتخابات في سنة 2008، حيث هبط الزوج EUR/USD و USD/JPY ومؤشر مؤشر «ستاندارد آند بورز 500»  لأيام التداول العشرة التالية.

تعليقات رئيس المركزي الأوروبي تطلق شرارة عمليات بيع مكثفة في الزوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD

ليس بوسعنا أن نصب كل اللوم في التحول في المخاطر على فوز أوباما. فقد تزامن البيع المكثف في زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD وعقود الاسهم المستقبلية مع التعليقات الصادرة عن رئيس البنك المركزي الأوروبي ECB السيد دراجي، والتي قال فيها “إن البيانات تدلنا على أن التباطؤ الاقتصادي قد بدأ يزحف على ألمانيا”. وكانت المفوضية الأوروبية قد قامت بخفض تكهناتها للنمو في منطقة اليورو لسنة 2012 و2013 إلى جانب قيامها بإجراء خفض حاد لتكهنات النمو في الناتج المحلي الإجمالي الألماني لسنة 2013. يذكر أن المفوضية الأوروبية قد تكهنت في مايو الماضي بأن يبلغ النمو في ألمانيا 1.7% في العام المقبل، أما الآن فقد باتت تتوقع نمو أكبر اقتصاديات منطقة اليورو بنسبة 0.8% فقط. كما تتوقع المفوضية أيضًا أن تعجز أسبانيا عن بلوغ أهدافها الخاصة بالميزانية بهامش كبير، وعلى نحو يزيد من حاجتها لحزمة الإنقاذ. وكان رئيس المركزي الأوروبي قد أقر بأن أسعر الفائدة الألمانية أقل مما يجب أن تكو عليه لأن أزمة الديون قد أدت بشكل ظاهري لتضخم الطلب على السندات الألمانية. ومع استعداد المركزي الأوروبي لإعلان سياسته النقدية في نهاية هذا الأسبوع، يمكن النظر إلى التعليقات الحذرة لماريو دراجي كتوطئة للحدث الرئيسي – وهي ألا تتوقع أي تعليقات إيجابية من البنك المركزي يوم الخميس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى