بيانات أمريكية غير جيدة اليوم، فماذا يمكن انتظاره من بيان اللجنة الفيدرالية اليوم؟!!
امتد الدولار الامريكي في خسائره مقابل كلا من الباوند البريطاني واليورو والين الياباني قبل قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة اليوم. من المتوقع على نطاق واسع ان تقرر اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الحفاظ على السياسة النقدية بدون تغيير وخاصة بعد التقارير الاقتصادية التي صدرت خلال الجلسة الامريكية اليوم. فقد شهدنا تدهور كبير في البيانات الاقتصادية اليوم مما سيجعل من الصعب للغاية لمشرعي السياسة النقدية تبرير حاجتهم لتقليص برنامج مشتريات الاصول. وقد ادى تقرير التوظيف الامريكي بالقطاع الخاص ADP الذي صدر اليوم الى زيادة المخاوف بشأن مدى تحسن سوق العمل في ابريل بعد التدهور الكبير الذي شهده هذا السوق في مارس. وبينما لا يزال البنك الفيدرالي في انتظار تقرير التوظيف الامريكي بغير القطاع الزراعي، إلا انه توجد فرصة جيدة للغاية بأن يكون بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بلهجة يشوبها الحذر، مما قد يزيد من الضغط على العملة الامريكية.
وفقًا لـ ADP، انخفض عدد الوظائف بالقطاع الخاص الامريكي من 131 ألف (خلال مارس) الى 119 ألف لشهر أبريل. وقد انخفض مؤشر القطاع الصناعي من ISM إلى أدنى مستوياته خلال هذا العام وذلك عند مستوى 50.7 ، منخفضًا من مستوى 51.3 مما يدل على ان القطاع الصناعي الامريكي يتوسع بالكاد. وبينما لا يعتبر هذا التراجع في معدل توسع النشاط الاقتصاي الامريكي أمر مفاجئ لأن المؤشرات الأقليمية قد أظهرت انخفاضا أيضًا، إلا أنه يؤكد على ان معدل تعافي الاقتصاد الامريكي بعيدًا عن المعدل المأمول منه. وخلف الأبواب المغلقة، نتوقع أن تتراجع الاصوات التي دعت من قبل إلى التخفيف من حدة السياسة النقدية الميسرة الحالية، وأن تعلو الأصوات بين اعضاء اللجنة منادية بالحفاظ على المستوى الحالي من تحفيز الاقتصاد الامريكي، ولكن لا نتوقع ان تظهر أيًا من هذه المناقشات في البيان الرسمي من اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة. وبدلا من هذا، نتوقع ان بيان اللجنة الفيدرالية قد يبقى بدون تغيير لأن حسابات السجل البيج الفيدرالي تدل على ان الضعف في مارس لن يمتد الى ابريل. ولكن في ظل الانخفاض الحاد في مؤشر ISM الصناعي ومؤشر ADP للتوظيف بالقطاع الخاص، قد يكون من الصعب بالنسبة للمسؤولين الفيدراليين الإيمان بما جاء في السجل البيج بشكل كامل، خاصة بدون رؤية نتيجة تقرير التوظيف الامريكي بغير القطاع الزراعي يوم الجمعة.
إن الإشارات المتباينة من البيانات الاقتصادية الامريكية سوف تتسبب في زيادة اختلاف وجهات النظر داخل البنك المركزي، مما يجبر البنك الفيدرالي على الحفاظ على السياسة النقدية بدون تغيير حتى سبتمبر، وقد يزيد هذا الى ديسمبر. وعلى تجار الفوركس مراقبة إذا ما ستكون هناك تغيرات في تقييم البنك الفيدرالي لسوق العمل في بيانه من عبارة “إشارات من التحسن” إلى “إشارات متضاربة” وإذا ما سيعترف بالضعف الذي طرأ في الآونة الاخيرة على البيانات الاقتصادية الامريكي. وإن حدث هذا فسوف ينخفض الدولار الامريكي للأسفل.